نروي لكم اليوم ما حصل من قتال بين عثمان بن حنيفة ومن كانوا مع عائشة رضي الله عنها.
قصة قصيدة يا لهف نفسي قتلت ربيعه
أما عن مناسبة قصيدة “يا لهف نفسي قتلت ربيعه” لعلي بن أبي طالب فيروى بأنه عندما اقتربت عائشة رضي الله عنها ومعها طلحة والزبير من البصرة بعث لهم عامل البصرة عثمان بن حنيف رجل يقال له عمران بن حصين يسألهم عن سبب قدومهم إلى البصرة، فبعثت له عائشة بأننا قد غضبنا لكم من سوط عثمان، أفلا نغضب لعثمان من سيوفكم؟، فقال لها عمران: وما أنت وسوط عثمان وسيوفنا؟، نذكرك الله أن تسكب الدماء بسببك، فقالت له: وهل أحد يقاتلني؟، فقال لها أبو الأسود: نعم، والله قتال أهونه شديد، ومن ثم دخل كل من طلحة والزبير وعائشة حتى وصلوا إلى المربد، ووقفت عائشة وخطبت بالناس، فاضطرب الناس بين مؤيد لها ومعارض.
ومن ثم استقبلهم عثمان بن حنيف في الناس، وأخذ يرميهم بالرماح، والصبيان والنساء يرموهم من فوق بيوتهم، فتوجهوا صوب مقبرة بني مازن، فلقيهم عثمان بن حنيف في صباح اليوم التالي، واقتتلوا قتالًا شديدًا، ومات منهم عدد كبير، فاتفق الطرفان أن لا يعترضا بعضهما البعض، وبعد عدة أيام أتى عبد الله بن الزبير إلى البصرة فأسره عثمان، وخرج سبعمائة رجل من عبد القيس وبكر بن وائل لقتال عثمان، فقاتلهم، وقتل منهم عدد كبير، ومنهم رجل يقال له حكيم، وعندما بلغ خبر مقتلهم إلى علي بن أبي طالب أنشد قائلًا:
يا لَهفَ نفسي قُتِلَت رَبيعَه
رَبيعَةُ السامِعَة المُطيعَة
يرثى علي بن أبي طالب من مات من بني ربيعة، ويقول يا حزن قلبي عليهم، وهم السامعون المطيعون.
قَد سَبَقَتني فيهُمُ الوَقيعَة
دَعا حَكيمٌ دَعوَةً سَميعَة
مِن غَيرِ ما بُطْلٍ وَلا خَديعَة
حلّوا بِها المَنزِلَةَ الرَفيعَة