قصة قصيدة يا ليتني فيها جذع

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ليتني فيها جذع

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ليتني فيها جذع” فيروى بأنّه في يوم معركة حنين، كان هنالك رجل يقال له دريد بن الصمة، وكان من المقاتلين مع قبيلة هوازن، وكان في وقتها رجل كبير في العمر ويجلس على ظهر جمله، في هودج مكشوف الرأس، وبينما هو في مسيره إلى المعركة، قال لبعض الرجال: في أي واد أنتم، فأخبره الرجال بأنهم في وادي يقال له أوطاس، فقال لهم: والله إنه أفضل مكان لكي تمشي فيه الخيل، فلا يوجد هنالك حزن صعب، ولا يوجد هنالك سهل دهس.

ومن ثم أكمل إلى مكان المعركة، وحينما وصل إليها، سمع أصوات بكاء أطفال صغار، وسمع أيضًا أصوات رغاء من البعير، كما وسمع أصوات حمير تنهق، وبالإضافة إلى ذلك فقد سمع أصوات شياه، فتوجه إلى رجل يقال له مالك بن عوف، وكان من قادة الجند في يومها، فقال له: ما لي أسمع أصوات الأطفال والبعير والشياه والحمير؟، فقال له مالك بن عوف: يا أبا قرة، لقد أحضرت معنا أموال المقاتلين وأهاليهم، لكي أضع من وراء كل رجل منهم ماله وأهله لكي يقاتل دفاعًا عنهم، وعندما سمع دريد بن الصمة ذلك غضب غضبًا شديدًا، وصاح في مالك قائلًا: وماذا لو هزموا، فهل يستطيع المهزوم أن يحمي أهله وماله؟، ومن ثم قال: إن هذا اليوم هو يوم لم أحضره، ولم أغب عنه، ومن ثم أنشد قائلًا:

يا لَيْتَنِى فيها جَذَعْ
أَخُبُّ فيها وأَضعْ

أَقُودُ وَطفاءَ الزَّمَعْ
كأَنها شاةٌ صَدَعْ

وقد قتل دريد بن الصمة في هذه المعركة مع من قتل من مقاتلي الكفار.

نبذة عن دريد بن الصمة

هو دريد بن معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن بكر بن علقة بن خزاعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو شاعر وفارس من قبيلة هوازن، كان من الفرسان الشجعان في قومه، فقد غزا ما يزيد عن المائة غزوة، فلم يفشل في أي منها، أدرك الإسلام ولكنه لم يسلم، وقاتل المسلمين في معركة حنين، ولقي مصرعه فيها.


شارك المقالة: