قصة قصيدة يا مالكي رقي برقة ودكم
هنالك العديد من الشعراء المعاصرين الذين كان معظم شعرهم في حب الله وأوليائه الصالحين، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا قاسم الكستي الذي كان أكثر شعره في حب الله وأوليائه.
أما عن مناسبة قصيدة “يا مالكي رقي برقة ودكم” فيروى بأن قاسم الكستي كان قد ولد في مدينة بيروت في لبنان، وتعلم فيها وأخذ فيها العلوم عن العديد من الأئمة الموجودين فيها في ذل الزمان، وكان قد عمل بالتدريس والإرشاد الديني هنالك، وكان قاسم الكستي شاعرًا له ديوانين وهما مرآة الغريبة وترجمان الأفكار، وكان شعره يشتهر بالتقليدية، كما أنه كان يميل إلى الصنعة في بعض الأحيان، وكان شعره يتنوع بين المدح، ومن ذلك مدحه الخديوي سعيد باشا حينما زار بيروت، فقال فيه:
عزيز مصر سعيد الوقت ذو شرف
إلى علاه تناهى المجد والحسب
يمدح الشاعر قاسم الكستي في هذا البيت سعيد باشا، ويقول بأنه صاحب شرف ومقام عالي
يتيمة العقد أضحى في العلى
ولذا قد صاغ مدح علاه العجم والعرب
إنا لنشهد منه كل مكرمة
لها المحامد دون الناس تنتسب
عن وصفه ومزاياه وأنعمه
تقاصر الدر والأزهار والسحب
مآثر العز في علياه مشرقة
كالشمس لكن سناه ليس يحتجب
من معشر لهم في كل كائنة
ذكر تولد من أسبابه الطرب
كما أن له العديد من القصائد في الرثاء والألغاز والغزل والحكمة، كما أنه اعتاد أن ينشد القصائد الدينية التي تحوي توسلات وابتهالات ومخاطبة لأولياء الله الصالحين، فهو كان يميل إلى التصوف والمتصوفين ومنهم محيي الدين بن عربي، الذي كان يحاكيه في العديد من قصائده، ومن شعره الذي خاطب فيه أولياء الله الصالحين قوله:
يــا مــالكــي رقـي بـرقـة ودّكـم
بـاللَهِ عُـودوا للوفـاءِ بـوعدكم
فـالى مـتـى ألقـى مـشـقـة صـدكم
رق النـسـيـم كـرقـتـي من بعدكم
فـكـأنـنـا فـي حـبـكـم نـتـغـايـرُ
انـي حـفـظـت حـضـوركـم وغـيابكم
ورأيت عذباً في الغرام عذابكم
وكـذبـت لمـا قـلت عـفـتُ رحابكم
ووعـدت بـالسـلوان واشٍ عـابـكـم
فـكـأنـنـا فـي كـذبـنـا نـتـخاير
الخلاصة من قصة القصيدة: امتاز شعر قاسم الكستي بتنوعه، فمنه المدح والغزل والرثاء والهجاء، ولكن أكثر ما ميزه عن سواه هو الشعر الذي كان يمدح فيه أولياء الله والرجال الصالحين.
نبذة عن قاسم الكستي
هو أبو الحسن قاسم بن محمد الكستي، ولد في مدينة بيروت في عام ألف ومائتان وستة وأربعون للهجرة، وهو شاعر من الشعراء المعاصرين.