قصة قصيدة يا منزلا لبني طولون قد دثرا
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا منزلا لبني طولون قد دثرا” فيروى بأن أحمد بن طولون هو ابن أحد الرجال الذين قام أمير بخارى بإرسالهم إلى الخليفة المأمون، وعندما وصل إليه، وقدم له ابنه أحمد عطف عليه الخليفة وأعجب به، وقربه منه، وقام بتعيينه حارسًا خاصًا له، وعندما كبر قام بابكباك بجعله نائبًا له في مصر، ولكن هذا لم يكن طموحه، فقد كان يريد المزيد، وبقي ينتظر الفرصة المناسبة لكي يصبح حاكم مصر، ولكنه واجه العديد من العقبات وهو في هذه الطريق، حيث كان له العديد من المنافسين القويين، وقد تعاون هؤلاء المنافسين ضده لأنهم رأوا ما وصل إليه من نفوذ، وكان من هؤلاء المنافسين صاحب الخراج وهو أحمد بن محمد بن المدبر، وكان هذا من أقوى خصومه.
وفي يوم بعث له الخليفة المعتمد بأن يقوم بجمع الأموال في مصر لصالح الدولة العباسية، فبعث له بأنه لا يستطيع فعل ذلك والخراج ليس في يده، بل بيد رجل آخر، فجعله المعتمد صاحب الخراج، وبذلك تخلص من أحمد بن محمد، كما وأبعده عن خراج الشام، ومن ثم ألقى القبض عليه، ووضعه في السجن، واستولى على أمواله، ومن بعد ذلك حكم مصر، وأسس الدولة الطولونية، ومن بعد أن مات انتقل الحكم إلى ابنه، وهكذا أصبحوا يتناقلون الحكم فيما بينهم، ولكن في عصرهم انتشر الفساد والفوضى فيها، حتى عادت إلى حكم الدولة العباسية.
وأنشد الشاعر بن أبى هاشم شعرا، يذكر فيه أيام طولون وورثته، قال فيه:
يا منزلًا لبني طولون قد دثرا
سقاك صوب الغوادي القطر والمطرا
يا منزلًا صرتُ أجفوه وأهجره
وكان يعدل عندي السمع والبصرا
بالله عندك علم من أحبتنا
أم هل سمعت لهم من بعدنا خبرا؟.
وبهذه الأبيات انتهت فترة حكم بني طولون، التي تنعمت في الزينة والأبهة طوال مدة حكمها، ومن بعدها دخلت مصر في حقبة جديدة، وهي حقبة الدولة الإخشيدية.
نبذة عن ابن أبي هاشم
هو إسماعيل بن أبي هشام، من شعراء الدولة الطولونية، وله العديد من القصائد في مدح ملوكها.