أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد بن سويد بن قارظ، وهي من بني ليث، وهي صاحبة الأبيات الشعرية في رثاء ولديها بمطلع الأبيات “يا من أحس بإبني اللذين هما”.
قصة قصيدة يا من أحس بإبني اللذين هما
أما عن مناسبة قصيدة “يا من أحس بإبني اللذين هما” فيروى بأنه في يوم من الأيام وصل الخبر إلى الخليفة علي بن أبي طالب بأن بسر بن أرطأة قام بقتل عبد الرحمن وأخاه قثم، وهما ابنا عبد الله بن العباس، وبأنه قد هرببعدما قتلهما وقد كانا صغيرين، فبعث الحارثة بن قدامه السعدي خلفه يبحث عنه، وأمره أن يسرع بالسير حتى يدركه، فخرج الحارثة مسرعًا، ولكنه لم يدركه، وعندما وصله خبر مقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وبيعة الحسن بن علي رضي الله عنه، ركب وهو مدجج بالسلاح، وعاد إلى المدينة، ودعا أهلها إلى مبايعة الحسن بن علي، ولكنهم رفضوا ذلك، فهددهم بأنهم إن لم يبايعوا فسوف يقتلهم، وعندما رأوا بأنه جاد فيما يقول بايعوا الحسن بن علي، ومن ثم توجه عائدًا إلى الكوفة.
وبينما هو في الكوفة قابل أم حكيم بنت قارظ ولهى على ابنيها الصغيرين اللذين قُتلا، فكانت لا تسمع لأي أحد يقول لها بأن إبناها قد قُتلا، وكانت كلما حجت إلى بيت الله تنشد الناس أبياتًا من الشعر في ابنيها، قائلة:
يا من أَحسّ بِإبنيّ اللّذين هُما
كالدرّتينِ تَشظّى عنهُما الصدف
يا مَن أَحسّ بِإبنيّ اللّذين هما
سَمعي وَقلبي فَقَلبي اليوم مزدهف
يا مَن أَحسّ بإبنـيّ اللّذين هما
مخّ العظامِ فمخّي اليوم مختطف
نُـبـئتُ بُـسـراً وَمـا صـدّقـت مـا زَعموا
مِن قَولِهم وَمن الإفك الّذي اِقترفوا
أَنــحــى عَــلى وَدَجــي طــفـليَّ مـرهـفـةً
مَــشــحــوذةً وَكــذاك الإثــمُ يــقـتـرفُ
حــتّــى لَقــيــتَ رِجــالاً مِــن أرومـتـهِ
شــمّ الأنــوفِ لهـم فـي قـومـهـم شـرف
فَــالآنَ أَلعــنُ بــســراً حــقّ لعــنـتـهِ
هَــذا لَعــمــر أبــي بـسـرٍ هـو السـرف
مَــــن دلّ والهــــة حــــرّى مــــولّهــــةً
عَـلى حَـبـيـبـيـن قَـد أرداهـما التلفُ
وعندما علم الخليفة علي بن أبي طالب خبر قتل للغلامين، حزن حزنًا شديدًا، ودعا على بسر باللعنة من الله، وبأن يسلبه الله دينه، وبأن لا يخرجه من الدنيا حتى يذهب منه عقله، فحدث ذلك، حيث أنه في نهاية حياته قد فقد عقله، وكان يهذي حتى مات.