قصة قصيدة يا من بمغدى الشمس أو بمراحها

اقرأ في هذا المقال


كان للمبرد مجلس يقص فيه الأخبار والأشعار على الحاضرين، واليوم نقص عليكم خبرًا من الأخبار التي حصلت في أحد هذه المجالس.

من هو زياد الأعجمي؟

أبو أمامة زياد بن سليم بن جابر بن عمرو بن عامر العبدي، شاعر من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة يا من بمغدى الشمس أو بمراحها

أما عن مناسبة قصيدة “يا من بمغدى الشمس أو بمراحها” فيروى بأن أبو العباس محمد بن يزيد المبرد كان له مجلس يتردد إليه عدد من أهل بغداد، وفي هذا المجلس كان المبرد يملي على الحاضرين طرائف الأخبار، والمليح من الأشعار، فكانوا يحفظون عنه هذه الأخبار والأشعار، وفي يوم من الأيام أنشدهم المبرد المرثية التي أنشدها زياد الأعجم في رثاء المغيرة بن المهلب عندما مات، والتي قال فيها:

يا مَن بِمَغدى الشَّمسِ أَو بِمَراحِها
أَو مَن يَكونَ بِقرنِها المُتنازِحِ

قُل لِلقَوافِل وَالغزيِّ إِذا غَزَوا
وَالباكِرينَ وَلِلمُجِدِّ الرَّائِحِ

إِنَّ السَّماحَةَ وَالمُروءَةَ ضُمِّنا
قَبراً بمَرو عَلى الطَّريقِ الواضِحِ

فَإِذا مَرَرتَ بِقَبرِهِ فَاعقِر بِهِ
كُومَ الهِجانِ وَكُلَّ طِرفٍ سابِحِ

وَاِنضَح جَوانِبَ قَبرِهِ بِدِمائِها
فَلَقَد يَكونُ أَخا دَمٍ وَذَبائِحِ

وَاظهَر بِبِزَّتهِ وَعَقدِ لوائِهِ
وَاِهتِف بدَعوة مُصلتينَ شَرامِحِ

آبَ الجُنودَ مُعقِّباً أَو قافِلاً
وَأَقامَ رَهنَ حفيرَةٍ وَضَرائِحِ

وَأَرى المَكارِمَ يَومَ زيلَ بِنَعشِهِ
زالَت بِفَضلِ فَضائِلٍ وَمَدائِحِ

وَخَلَت مَنابِرُهُ وَحُطَّ سُروجُهُ
عَن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَطِرفٍ طامِحِ

وَكَفى لَنا حَزَناً بِبَيتٍ حَلَّهُ
أُخرى المنونَ فَلَيسَ عَنهُ بِبارِحِ

فخرج أحد الحاضرين من مجلسه، وهو ينشد هذه القصيدة لكي يحفظها، وبينما هو في الطريق ينشد هذه القصيدة مر من عند شيخ قد خرج من خربة، وكان في يده حجر، وعندما سمعه أراد أن يضربه بذلك الحجر، فأمسك الرجل بمحبرته، وخبأ بها رأسه، فقال له الشيخ: أتشتمني؟، فقال له الرجل: لا والله، ولكني كنت في مجلس المبرد، وأنشدنا هذه المرثية، فقال له الشيخ: أنشدني إياها، فأنشده إياها، فقال: والله إنه لم ينصف المرثي، ولا أجاد في رثائه.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان لأبي العباس محمد بن يزيد مجلس يحضره أهل بغداد، وكان يقص عليهم الطرائف من الأخبار، والحسن من الأشعار في هذا المجلس، وفي يوم أنشدهم مرثية زياد الأعجم في ابن المهلب، فخرج رجل من عنده وهو ينشدها، فلقيه شيخ، وسمعها، ولم يستحسنها.


شارك المقالة: