قصة قصيدة يحملني مالا أطيق فأحمل

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا عن حياة ابن الدهان.

قصة قصيدة يحملني مالا أطيق فأحمل

أما عن مناسبة قصيدة “يحملني مالا أطيق فأحمل” فيروى بأن عبد الله بن أسعد بن علي الملقب بابن الدهان كان قد ولد في مدين الموصل في العراق، وعندما شبّ خرج من العراق إلى مصر، وبينما هو فيها التقى بطلائع بن رزيك، ومن بعد ذلك خرج من مصر وتوجه إلى سوريا، حيث عاش في مدينة حمص، وعمل هنالك مدرسًا لعلوم الدين واللغة العربية،  وبقي فيها حتى مات، ولكنه كان يخرج منها إلى دمشق على أن يعود إليها بعد فترة ليست بالطويلة، وكان له صديق يقال له ابن أبي عصرون، فكان يخرج معه إلى دمشق في سفراته إليها.

والتقى في مدينة دمشق بابن عساكر، وكان يحضر دروسه في مجلسه، ودرس على يده صحيح مسلم، والوسيط في التفسير، كما أن ابن عساكر سمع منه شيئًا من شعره، كما التقى في دمشق بالحافظ الذهبي، وحظر له دروسًا.

وكان فقيهًا على المذهب الشافعي، كما أنه كان يجيد الشعر، وله ديوان فيه، ومن روائع شعره في الغزل وعذوبته ينشد قائلًا:

يُحَمِّلني مالا أُطيقُ فأَحملُ
وَيأمُرَني أَن لا أُفيقَ فَأَقبَلُ

يتغزل الشاعر في هذا البيت بمن يحب ويقول بأنها تحمله ما لا يطيق ولكنه يحمله، ويأمره أن لا يستيقظ فيقبل.

وَيَقتلني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ
وَمن عَجَبٍ أَنّي أُحِبُّ فأقُتَلُ

وَيَمنَعُني من أَن أَمرّ بِبابِهِ
وَأَرمُقُه أَنّي أَمرُّ فَيَخجَلُ

أَذلّ إِذا ما عَزَّ في الحُبِّ أَوسَطا
وَهَل لي إِذا ما عَزَّ إِلّا التَذَلّلُ

وَأَشكو تَجنّيهِ فَيقضي لَهُ الهَوى
وَقاضي الهَوى في حُكمِه كَيفَ يَعدلُ

فَلَيتَ كَمالَ الحُسنِ يُؤتاهُ مُحسِنٌ
وَلَيتَ جَمالَ الوَجهِ يُؤتاه مُجمِلُ

وَعاذِلَةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلومُني
تَقولُ أَلا تصغي الا تَتوسَّلُ

فَقُلتُ أَقَلّي العذَلَ لي وَتأَمَّلي
فَلَم يَبقَ مَن يُرجى وَلا من يُؤَمَّلُ


شارك المقالة: