قصة قصيدة - يعقوب قد ورد العفاة عشية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن بشار بن برد:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو هو بشار بن برد العقيلي من أصل قريش العجم ويكنى أبو معاذ ويلقب بالمرعث، يعد بشار بن برد من الشعراء المخضرمين؛ لأنه عاصر الدولة الأموية والعباسية.

يوجد عدة عوامل أثرت على شعر بشار بن برد، ومنها أهم هذه العوامل ما يلي:

  • فقره.
  • عماه.
  • ذهابه إلى البادية.
  • أصله فارسي.
    كان شعر بشار بن برد يتميز بعدة ميزات، ومنها:

  • تميز شعره بالحكمة والمزج بين القديم والحديث.
  • كان أسلوبه بالهجاء سلاح ذو حدين.

ما لا تعرف عن قصة قصيدة “يعقوب قد ورد العفاة عشية”:

أمَّا عن قصة قصيدة “يعقوب قد ورد العفاة عشية” إعتاد بشار بن برد الذهاب إلى مجلس يعقوب بن داود وزير المهدي وبينما هو في مجلسه كان يمدحه لعله يعطيه شيءً من المال لكن الوزير لم يكن يعطيه ما أراده وفي يوم مر يعقوب من أمام منزل بشار فأعجب به وأراد أن يشتريه، فقال له بشار: لقد طال وقوفي على بابك!، فقال له يعقوب: فإذا أردت يا أبا معاذ فارحل! فلم يرد عليه بشار.

وقال بشار في داود مرةً وهو في مجلسه:

طالَ المُقامُ عَلى تَنَجُّزِ حاجَةٍ
عِندَ الإِمامِ وَقَد ذَكَرتُ إِيابي

فَجَرَت دُموعي مِن تَذَكُّرِ ما مَضى
وَكَأَنَّ قَلبي في جَناحِ عُقابِ

وَأَحولُ مِن شَرَفِ العَشيرَةِ مُبسِقٌ
قَوماً وَأُمسِكُ عَن هُمامِ الغابِ

يَعقوبُ قَد وَرَدَ العُفاةُ عَشِيَّةً
مُتَعَرِّضينَ لِسَيبِكَ المُنتابِ

فَسَقَيتَهُم وَحَسِبتَني كَمّونَةً
نَبَتَت لِزارِعِها بِغَيرِ شَرابِ

مَه لا أَبا لَكَ إِنَّني رَيحانَةٌ
فَاِشمُم بِأَنفِكَ وَاِسقِها بِذِنابِ

تُعطي الغَزيرَةُ دَرَّها فَإِذا أَبَت
كانَت مَلامَتُها عَلى الحَلّابِ

طالَ الثَواءُ بِحاجَةٍ مَحبوسَةٍ
شَمِطَت لَدَيكَ فَمُر لَها بِخِضابِ

فمدح يعقوب بهذه القصيدة وقال له أنك بمنزلة الذي يحلب الناقة كثيرة الحليب التي أذا لم يوصل إلى حليبها فليس ذلك بسببها أنما ذلك بسبب الحالب لها ومع كل هذا المدح لم يعطف عليه يعقوب ولم يعطيه النقود.

وبعدها إنتقل بشار إلى البصرة وكان غاضبًا وكتب في يعقوب وهو هنالك قصائدًا موجعةً هجاهُ فيها كان من أشنعها أنه قال فيه:

بني أمية هبوا طال نومكم
إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الله بين الناي والعود

كما قال أيضاً في أخو يعقوب صالح بن داود:

هُمُ حَمَلوا فَوقَ المَنابِرِ صالِحاً
أَخاكَ فَضَجَّت مِن أَخيكَ المَنابِرُ

وعندما أتى المهدي إلى البصرة أعطى الشعراء عطايا كثيرة وكان كل ذلك على يدي يعقوب بن داود فذهب بشار إلى مجلس يونس النحوي وقال هل يوجد هنا من يحتشم؟، فردوا عليه وقالوا له: لا!، فقال بيتان هجا فيهما المهدي:

خَليفَةٌ يَزني بَعَمّاتِهِ
يَلعَبُ بِالدَبّوقِ وَالصولَجان

أَبدَلَنا اللَهُ بِهِ غَيرَهُ
وَدَسَّ مُوسى في حِرِ الخَيزُران

فذهب أحد الحاضرين إلى يعقوب بن داود وأخبره بما حصل وبالشعر الذي قاله بشار بن برد وكان يعقوب قد سمع قصائد هجاء بشار له فوجدها فرصةً للاِنتقام من بشار وذهب على الفور إلى مجلس المهدي ودخل عليه قائلا: يا أمير المؤمنين إن بشار الأعمى الملحد قد هجاك فقال له المهدي: بماذا هجاني؟، فقال له بما لا يستطيع لساني النطق به، فاستحلفه المهدي بأن يقول له ما قال به بشار فقال يعقوب يا مولاي لا استطيع التلفظ بما قال ولكني سوف اكتبه لك فكتبه وأعطاهُ إلى المهدي.

وعندما قرأ المهدي ما قاله بشار غضب غضبًا شديدًا وقرر الذهاب إلى البصرة لكي يتفقد أمرها ولكن همه الوحيد بشار، فلما وصل إلى البطيحة في وسط البصرة سمع صوت الأذان في وقت النهار فقال: أنظروا في أمر هذا الأذان، فوجدوا بشار يؤذن في السوق وهو سكران.

فأمر بإحضاره فأحضروه له، وقال له: أتلهو في الأذذان بغير موعده وأنت سكران لكنت تعجبت لو صدر هذا من غيرك!، فأمر أن يضرب بالعصا، فضرب بالعصا حتى مات.

وعندما سمع أهل البصرة بخبر وفاته هنئوا بعضهم البعض وحمدوا الله على ذلك وتصدقوا وذلك لأنه لم يسلم أحد من لسانه.

وقال أبو هشام الباهلي في قتله:

يا بؤس ميتٍ لم يبكه أحدُ     
 أجلْ ولم يفتقدهُ مُفتَقِدُ

لا أمُّ أولاده بَكتهُ ولم      
يَبْكِ عليه لفُرقةٍ أحَدُ

ولا ابنُ أختٍ يبكي ولا ابن أخ     
ولا حَميمٌ رَقَّتْ له كَبِدُ

بَلْ زعموا أن أهَله فرحاً     
لما أتاهم نَعِيُّه سجدوا


شارك المقالة: