قصة قصيدة يقول أمير مرة في قصيدة
أمّا عن مناسبة قصيدة “يقول أمير مرة في قصيدة” فيروى بأن ربيعة بن الحارث التغلبي كان ملكًا من ملوك العربان، وقد كان يسكن في أطراف الشام، وكان يحكم قبيلة تغلب، وكان له من الأبناء خمسة، وهم كليب وعدي ودرعان، واثنان آخران، وكان عنده بنت اشتهرت بجمالها وشجاعتها، وكان اسمها أسماء، وكان لقبيلة تغلب قبيلة من أبناء عمومتهم يقال لها قبيلة بكر، وكان ملكها مرة بن ذهل بن شيبان، وكان عنده أبناء شجعان منهم همام وجساس، وكان عنده بنت يقال لها الجليلة، وفي يوم من الأيام دخل مرة إلى مجلس ربيعة، وخطب منه ابنته أسماء لابنه همام، وأنشده قائلًا:
يقول أمير مرة في قصيدة
معانيه حكت درر الجواهر
ربيعة يا أخي اسمع كلامي
أيا قهار فرسان الجبابر
أريد بنتك ربيعه إلى
همام يا فخر الاكابر
ولما ينتشي ابنك كليبا
ويركب يا أخي الخيل الضوامر
وتكبر يأملك بتي الجليلة
مر فخذها له زوج لا تشاور
وهذا يا أخي أقصى مرادي
أيا صدام آساد الكواسر
فأنشده ربيعة أبياتًا قال له فيها:
تريد ضباع خذها يا مسمى
وزوجها لابنك لا تشاور
ومعها مائة خادم يخدمونها
ومائة جاريه غير السرائر
ومعها مائة حر كالعرائس
ومائة قعود مع ميتين جوائر
ومعها محمل الفاخر وأطلس
زياد ومسك فايح ودم عاطر
وهمام ابن مرة مثل ابني
لغيرك ما أناسب أو أصاهر
هلم انهض وزوجها بسرعه
وأفرح فيه وأعمل عرس فاخر
وعندما انتهى ربيعة من كلامه، قام إليه مرة بن ربيعة وعانقه، وشكره على حسن اهتمامه، ثم عاد إلى دياره وباشر بأمور العرس، وزوجوا همام من ضباع، وأقاموا الولائم، وذبحوا الذبائح، وبقوا في أفراحهم عشرة أيام، ثم زفوا الأمير إلى عروسه، وعاش كل منهما سعيدًا مع الآخر، وأنجبوا غلامان وسموهما شيبان وشيبون.
نبذة عن مرة بن ذهل
هو مرة بن ذهل بن شيبان، وهو أحد ملوك قبيلة بكر بن وائل وربيعة في عصره، وأحد فرسان حرب البسوس التي وقعت بين بكر بن وائل وتغلب بن وائل.