قصة قصيدة يكذبني العمران عمرو بن جندب
أمّا عن مناسبة قصيدة “يكذبني العمران عمرو بن جندب” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج جماعة من قوم بكر بن وائل، يغيرون على قوم تميم، وبينما هم في طريقهم رأوا السليك بن السلكة، ولكنّه لم يراهم، فقالوا لبعضهم: إن رآنا سوف يقوم بإبلاغ قومه عن قدومنا، ولن ننجح بغزوتنا هذه، فقرروا أن يبعثوا إليه بفارسين من فرسانهم لكي يقوما بقتله، فتوجه الفارسان إليه، وأخذا يقاتلانه، ولكنه تمكن من الفرار من بين أيديهما، فقام الفارسان باتباعه، ولكن لم يتمكنا من العثور عليه، فقال أحدهما للآخر: عندما يحل الظلام سوف يكون مجهد ومعيا، فلن يتمكن من الاستمرار بالهروب منا، ووقتها سوف نتمكن من الإمساك به.
وفي الليل عاودا البحث عنه، ولكنهما لم يتمكنا من إيجاده، وأخذهما التعب والنعاس، فناما، لعلهما يجدانه في الصباح، وفي الصباح عاودا البحث عنه، فوجدا بأنه قد نام على ظهر شجرة، وكان غصن الشجرة التي نام عليها قد انكسر ووقع على الأرض، فقال أحدهما للآخر: ما به أخزاه الله، ما أشد عظمه، ومن ثم توجها عائدين إلى ديارهما، وبينما هما في طريق العودة، قالا بأنه لا بد أنه كان على هذه الشجرة في أول الليل، فعاودا البحث عنه، فوجدا أثرًا له فقال أحدهما للآخر: قاتله الله ما أشد متنه، ثم انصرفا عائدين.
وتمكن السليك من العودة إلى قومه، وحذرهم من الجيش القادم تجاههم، ولكنّهم لم يصدقوه، وكذبوه، فأنشد قائلًا:
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ
وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُن قَد رَأَيتُها
كَراديسَ يُهديها إِلى الحَيِّ كَوكَبُ
سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيرِ مُعَجَّزٍ
وَلا نَأنَأٍ لَو أَنَّني لا أُكَذِّبُ
كَراديسُ فيها الحَوفَزانُ وَحَولَهُ
فَوارِسُ هَمَّامٍ مَتى يَدعُ يَركَبوا
تَفاقَدتُم هَل أَنكِرَنَّ مُغيرَةً
مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَرُ مُغرِبُ
فجاء الجيش وأغار على القوم، فندم القوم أشد الندم على تكذيبهم للسليك.
نبذة عن السليك بن السلكة
هو السليك بن عمرو بن سنان بن عمير بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر السعدي التميمي، من شعراء العرب وفرسانهم في عصر الجاهلية، وكان يغير ويسلب وينهب بسبب الفقر والجوع.