قصة قصيدة يلوم على القتال بنو عقيل
أمّا عن مناسبة قصيدة “يلوم على القتال بنو عقيل” فيروى بأن توبة بن الحمير كان يكثر من الإغارة على كل من بني الحارث بن كعب، وعلى عمدان، وكان يقطنون في مكان بين أرض بني عقيل، وبين أرض مهرة، وكان من أكثر الناس علمًا بالطريق من دياره إلى ديارهم، وكان كلما قرر أن يقوم بغزوهم يحمل معه مزادًا، وفي يوم من الأيام خرج وكان معه أخوه عبيد الله بن حمير، وأيضًا ابن عم له، ولكن القوم علموا بقدومه وأخذوا حذرهم منه، وعندما أغار عليهم ووجدهم جاهزون لقتاله، لم يستطع أن يأخذ منهم شيئًا، ففشلت غزوته عليهم، وانصرف عائدًا وهو مخفق، وبينما هو في طريق عودته إلى دياره مرّ بقوم جيران لقوم بني عوف بن عامر، وقرر أن يغير عليهم.
فأغار عليهم، وقاتل منهم جمعًا من الرجال، وانتصر عليهم، وقتل واحدًا منهم، وأخذ منهم قطيعًا من الإبل، وتوجه عائدًا إلى قومه وهو منتصر، وعندما وصل خبر غارته إلى بني عوف قرروا أن يخرجوا في أثره، لكي يثأروا لقتيلهم منه، ويردوا الإبل التي أخذها، فبعثوا في أثره عددًا من أفضل فرسان قبيلتهم، وتتبعوا أثره حتى أدركوه، وكان وقتها هو وأخاه عبيد الله وحدهما، من دون ابن عمهما، فقاتلوه حتى قتلوه، ولكنهم لم يقتلوا أخاه عبيد الله، بل ضربوه على قدمه، فأصبح يعرج، فتركوه وغادروا، ولكن قبل أن يغادروا تركوا له ماءً لكي لا يموت من العطش، فتحامل عبيد الله على جراحه، وعلى ألمه، وجرّ نفسه حتى وصل إلى قوم بني خفاجة، وعندما وصلهم، قاموا بعلاج جراحه، وبعد أن شفي، لاموه على تركه أخاه، وهروبه، وقالوا له: أفررت عن أخيك؟، فقال لهم يعتذر عما فعل:
يَلُومُ على القِتَالِ بنو عُقَيْلِ
وكَيْفَ قتَالُ أَعْرَجَ لا يَقُومُ
نبذة عن عبيد الله بن حمير
هو عبيد الله بن الحمير بن حزم بن خفاجة العقيلي العامري، من قوم عامر بن صعصعة، وهو أخو الشاعر المشهور توبة بن حمير، عاش في فترة الخلافة الأموية.