قصة قصيدة يمزق الدهر حتما كل سابغة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يمزق الدهر حتما كل سابغة

أمّا عن مناسبة قصيدة “يمزق الدهر حتما كل سابغة” فيروى بأن الأحباش كانوا يحكمون اليمن منذ بداية القرن السادس الميلادي، وكانت بداية حكمهم في عهد ذي نواس، وكان سيف بن ذي يزن قد قرر أن يتخلص من حكمهم على اليمن، فقرر قتالهم، ولكنهم كانوا أقوياء، فلم يتمكن من التغلب عليهم لوحده، فتوجه إلى أنطاكية، وطلب المساعدة من ملك الروم، وطلب منه أن يقوم بإخراج الأحباش من اليمن، على أن يضع حاكمًا من الروم عليها، ولكن ملك الروم رفض طلبه، وقال له بأنهم نصارى مثله، ولن يقف معه ضدهم.

وبعد أن رفض ملك الروم طلبه، توجه إلى كسرى ملك الفرس، وعندما طلب من كسرى مساعدته، وافق بعد أن كان مترددًا في بادية الأمر، وقام بإخراج ثمانمائة رجل من سجونه، ووضع عليهم رجل من قادته يقال له وهرز، وبعثهم مع سيف بن ذي يزن في ثمانية سفن.

وعندما وصل إلى حضرموت، انضم إليه الكثير من العرب، وقاتل الأحباش، وتمكن من الانتصار عليهم في معركة حضرموت في عام مائة وسبعون ميلادي، وأصبح هو ملك اليمن بعد أن تمكن من إخراجهم منها، ولكن كسرى وضع عليه جزية يدفعها كل عام، وأمر بأن يتزوج الفرس منهم، وأن لا يتزوجوا هم من الفرس، فقال سيف مقولته الشهيرة: استبدلنا أسياد بأسياد.

وقد ذكره الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في قصيدة يرثى فيها الأندلس قائلًا:

يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ
إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ

وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو
كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ

أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ

وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ

وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ

أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا

وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ
كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ

دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ

كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ
يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ

نبذة عن أبو البقاء الرندي

صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف، شاعر أندلسي.


شارك المقالة: