قصة قصيدة يهيج ما يهيج ويذكر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يهيج ما يهيج ويذكر:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يهيج ما يهيج ويذكر” فيروى بأنه في زمن الجاهلية، كان هنالك أخوين من ثقيف، وكان أحد هذين الأخوين متزوج، أما الآخر فلم يكن كذلك، بل كان أعزب، وفي يوم من الأيام خرج الأخ المتزوج، يريد عملًا له في اليمن، وقبل أن يخرج، ذهب إلى أخيه، وطلب منه ان يعتني بزوجته، ويساعدها إن احتاجت إلى شيء، وفي يوم من الأيام كان الأخ جالس في باحة المنزل، فبينما هو كذلك، خرجت زوجة أخاه، وهي مكشوفة الوجه، فرآها، وكانت شديدة الجمال، وعندما رأته بأنّه قد رآها، غطت بيدها على وجهها، فزاده ذلك فتنة بها، ولكنه لم يعمل شيئًا، فهي زوجة اخاه، واعتل بسبب ذلك، وهزل جسمه.

وعندما عاد أخاه من السفر، ورآه على هذه الحال، سأله عن سبب ما هو فيه، فلم يخبره، وقال له: بأنّه مصاب بالشوصة، وهي ورم في الأضلاع، فمضى الخ إلى الحارث بن كلدة، وكان وقتها هو أعلم الناس في الطب، وأتى به، وفحصه، ولكنه لم يجد به علة، فأخبر أخاه بأن ما به ما هو سوى العشق، فقال له: سبحان الله، أتخبرني بأن سبب ما به هو العشق، وبأنّ العشق يكاد أن يقتله؟، فقال له الحارث: نعم، هو كذلك، وطلب منه أن يحضر له بعضًا من الخمر، فأحضره، وسقاه إياه، فذهب عقله، وأخذ ينشد قائلًا:

يهيجُ ما يَهيجُ ويَذكُرُ
أيها القلب الحزينُ ما يكُنه

ألِمَّا بي على الأبْيَاتِ
من خَيفٍ أزُرْهُنَّه

غزالًا ما رأيت اليَومَ
في دُورِ بني كُنَّه

غزالٌ أحوَرُ العَينِ
وفي منطقه غُنَّه

فقال الحارث لأخيه: هو يعشق فتاة من حيكم، ولكي تعرف من هي، عليك أن تفعل في الغد كما فعلنا اليوم، وفي اليوم التالي، أحضر الأخ له شرابًا، فشرب حتى ذهب عقله، وأخذ ينشد قائلًا:

أيها الحي فاسلَمُوا
كي تُحيُّوا وتُكرَموا

خرجت مزنَة من الــبَحرِ
ريَّا تُحمحمُ

لم تكن كنَّتي
وتزعُمُ أني لها حَمُو

وكان اسم زوجة أخيه ريا، فقال أخاه من فوره لمن كان حاضرًا: أشهدكم بأني قد طلقت زوجتي، لكي تعود إلى أخي صحته، فحضر الناس إلى الأخ المريض، وقالوا له: هنيئًا لك، فإن أخاك قد طلق زوجته، لكي تتزوجها أنت، فقال لهم: والله لن أتزوج منها، وهي علي مثل أمي.

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الألم الشديد بسبب حبه، وعدم قدرته على أن يحضى بمحبوبته.


شارك المقالة: