قصة قصيدة هل ترانا نلتقي أم أنها
تدور مناسبة قصيدة “هل ترانا نلتقي أم أنها” حول قصة كمال السنانيري، الذي كان داعيةً مصريًا. في أحد الأيام، تعرض للسجن وحُكم عليه بالإعدام لمعارضته نظام الحكم في تلك الفترة. لكن حكم الإعدام خُفف إلى السجن لمدة خمسة وعشرين عامًا. بعد قضائه خمسة أعوام في السجن، تعرض كمال لوعكة صحية وتم نقله إلى مستشفى السجن. هناك، التقى بالسيد قطب الذي كان معتقلاً أيضًا، وتعارفا. طلب كمال يد أخته أمينة للزواج، فوافق السيد قطب وطلب منها المشورة. على الرغم من علمها بأنها قد تضطر إلى انتظاره عشرين عامًا حتى يخرج من السجن، إلا أنها وافقت على الزواج، وتم عقد القران في تلك الفترة.
وبعد أن طال عليه الأمد وهو في السجن، بعث لها بكتاب، قال لها فيه: لقد طالت مدة حبسي، وأنا أشفق عليك من كمية العناء الذي أنت فيه، وقد قلت لك عندما كتب كتابنا بأنني لا أعرف متى سوف أخرج من هنا، فلربما أخرج بعد يوم، ولربما أمضي عشرون عامًا، أو أموت وأنا هنا، ولا أريد أن أحرمك من سعادتك، فلك أن تختاري ما ترينه صالحًا لك، واكتبي لي ما هو قرارك، فبعثت له قائلة: لقد اخترت طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، وأن أبقى على العهد الذي عاهدتك عليه.
وبعد سبعة عشر عامًا خرج وتزوج منها، وعاشا سوية أجمل سنين حياتهما، ولكنّه وبعد عدّة أعوام دخل السجن مرة أخرى مرة أخرى، وبقي في السجن حتى توفي، فقالت ترثيه:
ﻫﻞ ﺗﺮﺍﻧﺎ ﻧﻠﺘﻘـﻲ ﺃﻡ ﺃﻧﻬـﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ؟
ﺛﻢ ﻭﻟَّﺖ ﻭﺗﻼﺷـﻰ ﻇﻠُّﻬـﺎ
ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟت ذكريات للعذاب
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺴـﺄﻝ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻠﻤــﺎ
ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ
ﻓﺈﺫﺍ ﻃﻴﻔﻚ ﻳﺮﻧـﻮ ﺑاسما
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﺠـﻮﺍﺏ
ﺃﻭﻟﻢ ﻧﻤﺾِ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻣﻌًﺎ
ﻛﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺨـﻴﺮ ﻟﻸﺭﺽ ﺍﻟﻴﺒﺎﺏ
ﻓﻤﻀﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺎﺋـﻚ
ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻏـﺎﺏ
ﻭﺩﻓﻨَّﺎ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ
ﻭﻣﻀﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺿــﺎﺀ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺏ
ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻫﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻌـًﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺟﻠﺖ ﻣُﺠﻴﺒًﺎ ﻟﻠﺬﻫـﺎﺏ
ﺣﻴـﻦ ﻧﺎﺩﺍﻙ ﺭﺏٌّ منعمٌ
ﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻓﻲ ﺟﻨـﺎﻥ ﻭﺭﺣـﺎﺏ
ﻭﻟﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﺍﺋﻢ
ﺑﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺣﻰ ﺑﺎﻟﺼﺤـــﺎﺏ
نبذة عن أمينة قطب
هي أمينة قطب إبراهيم، وهي أديبة وشاعرة، ولدت في أسيوط، وهي من محافظات الصعيد في مصر ألف وتسعمائة وسبعة وعشرون ميلادي.