قصة قوس القزح وأوراق الخريف

اقرأ في هذا المقال


قصة قوس قزح وأوراق الخريف أو (Rainbow and the Autumn Leaves) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها ( S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • السلحفاة.
  • الدب.
  • الغزال.
  • قوس قزح.
  • الرعد.

قصة قوس قزح وأوراق الخريف:

في الأيام القديمة قبل وقت طويل من وصول الهنود إلى كندا، كانت جميع الحيوانات تتحدث وتعمل مثل الرجال، وكل عام بعد منتصف الصيف كانوا يعقدون مجلساً كبيراً كانوا جميعاً حاضرين فيه، ولكن حدث مرة واحدة في الصيف قبل اجتماع المجلس أنهم أرادوا جميعًا الذهاب إلى الفضاء ليروا كيف كانت البلاد هناك، ولم يتمكن أي منهم من إيجاد طريقة للذهاب.

كان أقدم مخلوق حكمه على وجه الأرض في ذلك الوقت هي السلاحف، وذات يوم تحدثت السلحفاة إلى الرعد وطلبت منه أن يأخذها إلى الفضاء، وسرعان ما استجاب الرعد لطلب السلحفاة،ثمّ حملها مصدراً ضوضاء كبيرة كما لو أن الأرض قد انشقّت، وعندما بحث الناس بعد ذلك عن السلحفاة لم تكن موجودة في أي مكان، ثمّ بحثوا في كل مكان دون نجاح.

وفي ذلك المساء، عندما نظروا إلى الأعلى رأوها في السماء تتحرك مثل سحابة سوداء، أحبّت السلحفاة السماء لدرجة أنها قررت أن تعيش هناك دائمًا وأن ترسل نسلها إلى الأرض فيما بعد، ووافق أهل الفضاء على الاحتفاظ بها بينهم، ثمّ سألوها: أين تريد أن تسكن؟ فأجابت: أود أن أسكن في السحابة السوداء حيث توجد البرك والجداول و البحيرات وينابيع المياه، لأنني كنت دائمًا أسكن بالقرب من هذه الأماكن عندما كنت صغيرًا.

لذلك سمحوا لها ونفّذوا رغبتها، ولكن عندما اجتمع المجلس العظيم للحيوانات على الأرض في وقت الحصاد، كانت دائمًا حاضرًة ولا تغيب عن اجتماعهم، لقد جاءت في السحابة السوداء، لكنّها كانت تعود دائمًا إلى السماء بعد انتهاء المجلس، وكانت الحيوانات الأخرى تحسدها على حسن حظها، وتتمنى أن تذهب معها.

بعد فترة من الزمن، شعرت الحيوانات بالضيق و الغضب الشديد من الشائعات القائلة بأنّ سلالة جديدة من المخلوقات قادمة من بعيد من فوق المحيط لتعيش في أراضيها، لقد تحدثوا عنها بحذر شديد، وظنّوا جميعًا كم سيكون من حسن حظهم أن يذهبوا جميعًا إلى السماء مع السلحفاة، ويعيشوا مثلها، بعيدين عن الخوف والمتاعب، لكنّهم كانوا في حيرة من معرفة كيفية الوصول إلى هناك، لأنّ السلحفاة لم تخبر أيًا منهم عن الطريق.

ذات يوم، تجول الغزال بمفرده في الغابة كما كانت عادته، وعبر أمامه قوس قزح الذي غالبًا ما كان يصنع مسارًا بألوان عديدة إلى السماء فقال له الغزال: احملني إلى السماء، لأنّي أريد أن أرى السلحفاة، لكنّ قوس قزح كان خائفًا من القيام بذلك، لأنّه تمنى أولاً أن يطلب الإذن من الرعد، وأبعد الغزال، ولكي يكسب الوقت، قال: تعال إليّ في الشتاء، عندما أقيم لبعض الوقت على الجبل القريب من البحيرة.

ثمّ سأحملك بكل سرور إلى المكان الذي تعيش فيه السلحفاة، وطوال أشهر الشتاء الطويلة، بحث الغزال بشوق عن قوس قزح، لكنّ قوس قزح لم يأتِ، كانت الحياة تزداد صعوبة على الأرض، وكانت الحيوانات في حالة رعب من الجنس الجديد الذي سيأتي قريبًا إلى أرضهم، وكان الغزال خجولًا جدًا وغير صبور.

أخيرًا، ذات يوم في أوائل الصيف عاد قوس قزح مرة أخرى، وسارع الغزال لمقابلته، وقال: لقد انتظرتك طوال الشتاء على الجبل بجانب البحيرة، لكنّك لم تأتِ كما وعدت، أريد أن أذهب إلى السماء الآن، لأنّني يجب أن أرى السلحفاة، أجاب قوس قزح: لا يمكنني اصطحابك الآن، ولكن عندما يكون هناك ضباب فوق البحيرة، سأعود لطرده بعيدًا. تعال إليّ بعد ذلك، وسآخذك إلى السماء وإلى المكان الذي تسكنه السلحفاة، هذه المرة لن أخدعك،استشار قوس قزح الرعد، وحصل على الإذن للقيام بما يريده الغزلان، و بعد ذلك بوقت قصير، تدحرج الضباب ذات يوم في ضفة كثيفة عبر البحيرة، وسارع الغزال في انتظار قوس قزح، ثمّ نزل قوس قزح كما وعد، لطرد الضباب بعيدًا.

ألقى قوسه بألوان عديدة من البحيرة إلى التلال الزرقاء البعيدة، واختفى الضباب على الفور من المكان، وقال للغزال الذي وقف يراقبه: الآن سأفي بوعدي، اتبع طريقي الملون فوق التلال والغابات والجداول ولا تخف، وستصل قريبًا إلى منزل السلحفاة في السماء، فعل الغزال ما قيل له، وسرعان ما وصل إلى السماء.

كانت السلحفاة سعيدة برؤيته، وكان الغزال يحب المكان جيدًا لدرجة أنه قرر البقاء إلى الأبد، وكان يطوف في السماء في كل مكان وهو يتحرك مثل الريح من مكان إلى آخر، وعندما مرّ منتصف الصيف وحلّ قمر الحصاد واجتمع المجلس العظيم مرة أخرى، كان الغزال غائبًا لأول مرة في حياته، وانتظرت الحيوانات ظهوره طويلاً، لأنّها كانت بحاجة إلى نصيحته.

لكنّه لم يأتِ، وأرسلوا الطيور للبحث عنه، وسعى كل من الصقر الأسود و الذئب، والثعلب للبحث عنه في الغابة، لكنّهم لم يتمكنوا من العثور على أثر له، ثمّ جاب الذئب والثعلب الغابة بعيدًا وقريبًا، لكنّهم عادوا وأبلغوا أنه لا يمكن العثور عليه في أي مكان، أخيرًا وصلت السلحفاة إلى اجتماع المجلس العظيم كما كانت عادتها، قادمة في سحابة سوداء حيث كانت البرك والبحيرات والجداول والينابيع المائية.

قال الدب: الغزال غائب عن اجتماع المجلس، أين الغزال؟ لا نستطيع أن نلتقي بدونه، فنحن بحاجة إلى نصيحته، فأجابت السلحفاة:الغزال في السماء، ألم تعرف؟ لقد صنع قوس قزح طريقًا رائعًا له بألوان عديدة ومتنوعة وبهذا جاء إلى السماء، ها هو الآن، وأشارت إلى سحابة ذهبية، ثمّ قالت: يندفع عبر السماء فوقنا. نصحت السلحفاة الحيوانات بالذهاب إلى السماء لتعيش حتى تتأكد من أنّ السلالة الجديدة من المخلوقات لن تسبب لهم أي ضرر، وأظهرت لهم المسار الذي صنعه قوس قزح الممتد من الأرض بألوان رائعة، فوافقت الحيوانات جميعًا في المجلس العظيم على أخذ نصيحة السلحفاة، لكنّهم كانوا جميعًا غاضبين جدًا من الغزال لتركهم دون سابق إنذار.

وقالوا: أنّه يجب على جميع الحيوانات إمّا البقاء معًا بأمانة على الأرض أو الذهاب معًا إلى السماء، وأظهر الدب أكبر قدر من الغضب والانزعاج وبسبب قوته العظيمة، حيث لم يكن لديه خوف من العرق الجديد الذي قيل أنه سيأتي قريبًا، وكان دائمًا ينظر بازدراء إلى الغزال ونفاد صبره، وقال: لقد تركنا الغزال، لقد هجرنا في ساعة الخطر، وهذا مخالف لقوانين الغابات وقانون دفاعنا، وقال في نفسه: سأعاقبه على هذا عندما يحين الوقت.

وفي أواخر الخريف، حان الوقت المتفق عليه لمغادرة الحيوانات الأرض، وشقّ قوس قزح طريقه المشرق مرة أخرى إلى السماء، كان الدب أول من صعد لأنّه كان القائد، ولأنّ وزنه كبير أراد اختبار قوة جسر الألوان المتوهجة الذي كان عليهم المرور فوقه، وعندما كاد أن يصل إلى السماء، التقى الغزال على الطريق في انتظار الترحيب بالحيوانات في منزلهم الجديد.

فقال له بغضب: لماذا تركتنا وراءك دون سابق إنذار لأرض السلحفاة؟ لماذا تركت المجمع العظيم؟ لماذا لم تنتظر حتى يجتمع الجميع؟ أنت خائن رفاقك، وأجاب الغزال بغضب أيضًا: من أنت لتشك بي أو في إيماني؟ لا أحد غير الذئب قد يسألني لماذا أتيت أو يشكك في وفائي، سأقتلك بسبب وقاحتك، أصبح الغزال فخوراً للغاية منذ أن ذهب ليعيش في السماء، ولم يعد خجولًا كما كان على الأرض.

ومضت عيناه في غيظه، وخفض رأسه ذو قرن الوعل، واندفع بجنون إلى الدب لدفعه عن الطريق، لكنّ الدب لم يكن خائفًا، لأنّه غالبًا ما اختبر قوته مع الغزلان على الأرض، وبدا صوت هديره المنخفض والأجش في السماء، واستعد للقتال، ثمّ اجتمعوا جميعاً مع الصدمة، وقاتلوا لفترة طويلة حتى ارتجف جسر الألوان المشتعلة واهتزّ من قوة الصراع. نظرت الحيوانات التي كانت تنتظر بجوار البحيرة في نهاية الطريق ورأت المعركة فوقها، لقد خافوا من النتائج، لأنّهم لا يريدون أن يموت الدب ولا الغزال، لذا أرسلوا الذئب إلى السماء لوضع حد للمعركة.

وعندما وصل الذئب إلى المقاتلين كان الدب ينزف، لأنّ الغزال بقرونه اخترق رقبته وبطنه، كان الغزال ينزف أيضًا حيث مزقت مخالب الدب القوية جرحًا كبيرًا في رأسه. وسرعان ما أوقف الذئب المعركة، وذهب الدب والغزال بعيدًا لتضميد جراحهما، ثم صعدت الحيوانات الأخرى إلى السماء فوق مسار قوس قزح المشتعل، وقرروا العيش في السماء وإعادة أحفادهم إلى الأرض عندما يأتي الجنس الجديد من المخلوقات.

ولا يزال من الممكن رؤيتهم في بعض الأحيان مثل السحب التي تتسارع عبر السماء بالشكل الذي كانت عليه على الأرض،لكنّ دماء الدب والغزال سقطت منهم أثناء انتقالهم إلى السماء من مكان معركتهم على طول طريق قوس قزح، وسقطت على أوراق الأشجار تحتها، وغيرتها إلى ألوان متنوعة.

وفي كل عام عندما يأتي الخريف في البلد الشمالي، تكتسب الأوراق مرة أخرى الألوان الزاهية والرائعة التي أعطتها لهم دماء الدب والغزال عندما قاتلوا على مسار قوس قزح منذ عصور وعصور، ولم يكن الدب والغزال صديقين منذ ذلك الحين، ولم يعد أحفادهم يسكنون معًا في سلام .


شارك المقالة: