قصة كريكيت المحظوظ أو (Fortunate Cricket) قصة خيالية من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا، التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتّى اليوم.
الشخصيات:
- كريكيت.
- سيدة القلعة.
- سيد القلعة.
- الخدم.
قصة كريكيت المحظوظة:
كانت هناك ذات مرة تُسمى عائلة الصراصير، كان الأب كان ممتلئ الجسم ووجهه مظلمًا لقد كانوا أناسًا طيبين، لكنّهم كانوا فقراء حيث أبقى الوالدان ابنهما الأكبر في المزرعة، ولكن بمجرد أن أصبح الابن الثاني والذي يدعى كريكيت كبيرًا بما فيه الكفاية أخبروه أنه سيتعين عليه الذهاب إلى مكان آخر للحصول على عمل، سعى الابن للعمل حيثما استطاع، كان جائعًا ومرهقاً، لكنّه لم يجد شيئاً كان يعمل في جميع أنحاء الريف.
وانتهى به الأمر لبيع الخيوط والتقويم، وكان يأكل كلما وجد طعامًا وفي الليل عندما كان يحاول النوم على معدة فارغة خلف شجيرة، كان يفكر دائمًا لو كان بإمكانه تناول الطعام والنوم براحة لمدة ثلاثة أيام، وفي أحد الأيام سمع من الأشخاص الذين التقى بهم أنّهم يتحدثون عن سرقة في أكبر قلعة في المدينة حيث فقدت سيدة القلعة خاتمها الثمين من الذهب والألماس.
ولقد وعدت بمكافأة لمن يساعدها في العثور عليه، وبطريقة ما فكّر كريكت في هذه الفرصة، وقال لنفسه: عليك أن تحاول العثور على الخاتم كي لا تتضور جوعاً طوال الوقت، ولن تخسر الكثير على أي حال، وانطلق بحزم نحو القلعة حيث فتحت الخادمة الباب حيث أظهر تقويمه، وقال أنّه عرافًا وإذا كانت السيدة تحب وجوده، فقد يكون قادرًا على مساعدتها في العثور على هذا الخاتم الماسي إذا كان بإمكانه تناول الطعام لمدة ثلاثة أيام في القلعة.
أدخلته الخادمة إلى السيدة وقالت: سيدتي، هناك ساحر هنا سيجد لك خاتمك، قال كريكيت: نعم سيدتي كل ما أحتاجه هو تناول العشاء هنا ثلاث مرات، وافقت السيدة على الفور، وتمّ تقديم كلاً من الأسماك واللحوم إلى كريكت وكان يقضي ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ في القلعة، يأكل مثل اللورد العظيم أثناء النهار، وينام ليلاً على سرير من الريش، وفي اليوم الرابع أخبرت السيدة أنّه يجب أن يخبرها أين قد تجد خاتمها المفقود.
في تلك الأثناء، لم يهتم كريكيت بهذا الخاتم أكثر من اهتمامه بتناول الطعام حيث كان همه الرئيسي هو تناول الطعام لمدة ثلاثة أيام، ففي اليوم الأول جلس على المائدة مع أهل القلعة، وأحضروا كل ما يمكن أن يتخيله من اللحوم المشوية أو المسلوقة ولقد أكل كل ما قدموه له، وكان كل ما يقوله أحضروا أكثر قليلاً، وفي اليوم التالي، وكأنه هضم تمامًا عشاء الليلة الماضية.
أحضر له خادم آخر أطباقًا مختلفة وكان يأكل مثل الحصان وعندما قام من على الطاولة ربت على بطنه مرة أخرى كما فعل في الليلة السابقة وقال: لدي يومان الآن من بين الثلاثة، وفي اليوم الثالث في وقت العشاء، عاد مرة أخرى على الطاولة وأحضر خادم آخر له أطباقًا لذيذة وفي النهاية قام من على الطاولة وربت على بطنه بشكل واسع وقال: الآن لدي كل منهم الثلاثة.
لكنّه في ذلك المساء في سريره المصنوع من الريش، لم ينام بسرعة كبيرة ولم يستطع إلا التفكير فيما كان ينتظره في اليوم التالي، وقال لنفسه: لقد أمضيت ثلاثة أيام جيدة وسأحظى بليلة سعيدة أخرى، ثمّ نام وفجأة استيقظ وكان هناك أشخاص يسحبونه من ذراعه، وبسبب ضوء القمر في غرفته تعرف على الخدم الثلاثة الذين خدموه تلك الأيام على العشاء.
لقد وجدوا الخاتم على مفرش المائدة حيث تركته السيدة عندما تغسل يديها وهي جالسة لتناول الطعام وأخفوه، كانوا يعلمون أنّ الساحر قد طلب ثلاث وجبات لحل اللغز، وسمعوه أيضًا يقول بعد الوجبة الأولى هذه ليلة واحدة لدي من بين الثلاثة، وهذه اثنتان في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث الآن لدي كل منهم الثلاثة، وفي كل مرة كان يعتقد الخدم الذين خدموه أنّه قد تمّ اكتشافهم، ولم يجرؤوا على الاقتراب كريكيت مرة أخرى على الطاولة.
لقد أنزلوا رؤوسهم معًا في تلك الليلة الثالثة وطلبوا الرحمة من الساحر، وكانوا هناك راكعين أمامه على الأرض، يتوسلون إليه أن يسامحهم لتجسسهم وسماعهم كلماته، بينما كانت فكرة كريكت هو أنّ السيدة أرسلتهم للقبض عليه مما جعله يخاف قليلاً، ولكن عندما سقط الخدم على ركبهم وقالوا: وجدنا يا سيدي الخاتم الماسي.
وقدموا له ست تيجان، ولكنّ كريكت قال: يمكن للجميع أن يخطئوا، ولكن أن يخون المرء ثقة سيده بهذه الطريقة هذا غير ممكن وأنتم من سرقتم خاتم سيدتكم، بدأ الخدم يرتجفون ويقولون: الشفقة يا سيدي! لن نسرق من أسيادنا مرة أخرى في كل حياتنا، فقال كريكت: حسنًا، سأحصل على ستة تيجان جيدة من كل واحد وقد يغفر الرجل أحيانًا خطايا الآخرين.
حسنًا أعتقد أنّ لدي فكرة أعطني سروالي وسأنزل للفناء، كانت السيدة قد نامت بصعوبة في تلك الليلة فقد كان لديها أمل كبير في استعادة خاتمها، وفي الصباح استدعت الساحر الذي جاء قبلها، وأعلن أنه يعتقد أنه يعرف أين يمكن العثور على خاتم الماس، ولكن يجب عليهم ببساطة أن يستعرضوا أمامه كل الماشية من ساحة الدواجن، وسيتحدث بدقة أكبر.
اصطف الجميع في ساحة الدواجن مع الدجاج والطيور والأوز كان على كل واحد منهم أن يمر أمام الساحر، وأخيرًا جاءت إوزة كبيرة أوقفها الساحر وقال: سأكون مخطئًا كثيرًا إذا لم تجدي خاتمك في حوصلة هذه الإوزة، ألم تنزلي إلى هنا في إحدى الأمسيات من الأسبوع الماضي وترمي الدواجن ببعض العلف؟ قالت السيدة: بالتأكيد آتي إلى هنا كل مساء.
وعلى الفور قام الطباخ بفتح الإوزة في تلك الدقيقة، وكان هناك خاتم الماس في حوصلتها، كانت السيدة سعيدة للغاية لدرجة أنها لم تكن لديها كلمات تشكر كريكيت بها، ولكنّها أعطته ستين تاجًا، وفي تلك الأثناء عاد سيد القلعة من باريس، فهرعت إليه السيدة وهناك أخبرته بكل ما حدث، استمع الرجل وهو يحرك شاربه: عرّاف، أود أن أرى كيف يبدو، أود أن أراه يفعل بعض السحر.
وأمر الخدم أن يركضوا خلفه ويعيدوه، كان كريكيت في طريقه إلى المنزل مع التيجان في جيبه، ولكنّهم ركضوا وراءه، وقالوا: سيدنا يريدك، وعندما حضر قال السيد: أنت العراف؟ ستخبرني بما لدي في قبضتي وتحصل على ستين تاجاً، وإذا لم تستطع فستحصل على ستين ضربة، أراد كريكيت فجأة أن يعترف بأنه مثل أي شخص آخر، ولكنّه حدق في قبضة الرجل وهو يتخيل الضرب على ظهره.
وصرخ فجأة: هذا يبدو مريرًا جدًا بالنسبة لي وهو يقصد الضرب، ففتح السيد كفه حيثركان هناك حبة برقوق مُرّة كان قطفها من أقرب شجرة، فأحصى بصمت ستين تاجًا وأعطاها للساحر وقال: ما زلت غير مقتنع تمامًا، إذا عرفت ما لدي في قبضتي هذه المرة، سيكون لديك مائة وعشرون تاجًا، وإذا لم تعرف فسوف يأخذك خدمي للخارج ويشنقوك.
لوى الكريكيت رقبته وصرخ: مسكين أيها الصرصور كريكيت، لقد حصلوا عليك الآن، فتح السيد يده وكان هناك صرصور في يده، وقال: حسنًا يا صديقي وأعطاه التيجان، فطلب كريكيت الزواج من خادمة القصر اللطيفة، وتم الاحتفال بالزفاف في اليوم التالي، ولم يلعب دور العراف مرة أخرى، لكن كان لديه مراعي وأراضي زراعية والكثير من الأبقار.