قصة كيل آرثر

اقرأ في هذا المقال


قصة كيل آرثر أو (Kil Arthur) هي حكاية فولكلورية إيرلندية، للمؤلف إرميا كيرتن، نشرت عام (1890)، للناشر سامبسون لو، مارتسون، سيرل وريفينغتون.

الشخصيات:

  • نجل الملك كيل آرثر.
  • الملك.
  • الأميرة.
  • زوج الأميرة.
  • العملاق.

قصة كيل آرثر:

كان هناك قانون في العالم يقضي بأنه إذا جاء شاب لخطبة امرأة شابة، ولم يعطها شعبها له يجب أن تموت الفتاة بموجب القانون، كان هناك ملك في إيرين في ذلك الوقت وله ابنة وكان له أيضًا ابن يدعى كيل آرثر، ابن ملك إيرين. وليس بعيدًا عن قلعة الملك كان هناك عامل إصلاح، وذات صباح قال لأمه: جهزي إفطاري يا أمي، فسألت الأم: أين تذهب مبكراً، قال الشاب: أنا ذاهب للبحث عن زوجة، فقالت الأم: إلى أين تذهب؟ فأجاب الشاب: أنا ذاهب من أجل ابنة ملك إيرين، فقالت الأم: يا بني، يا لحظك السيء، إنه الموت أن تطلب ابنة الملك وأنت مصلح.

قال الشاب: أنا لا أهتم بذلك، فذهب المصلح إلى قلعة الملك، فكان على العشاء لما جاء فارتعد الملك عندما رآه، وسأله: ما الذي أتيت من أجله في هذا الوقت؟ فرد الشاب: جئت لأتزوج ابنتك، فقال الملك: لن أزوجك ابنتي حتى تفارقني الحياة. ثمّ جاء كيل آرثر نجل الملك، وأمسك الشاب وشنقه، وعلقه في مواجهة مقدمة القلعة، وبعدها قطعوا جسده إلى سبعة أجزاء، وألقوا بها في البحر، ثمّ وضع الملك ابنته داخل صندوقًا مغلقًا ومحكمًا بحيث لا يدخل الماء به، وقاموا بتثبيت التابوت داخل الصندوق.

ولما وضعوا سريراً به، وزودوه باللحم والشراب أحضروا ابنة الملك ووضعوها على السرير وأغلقوا الصندوق ودفعوا به في عرض البحر، ثمّ خرج الصندوق مع المد والجزر وظل يتحرك على الماء لفترة طويلة حيث كان لعدة أيام تحمله الأمواج ليلًا ونهارًا، حتى أوصلته أخيرًا إلى أرض أخرى. وفي الأرض الأخرى كان هناك رجل قضى وقته في الذهاب إلى البحر، كان فقيرًا للغاية، وقال في أحد الأيام: سأبقى في المنزل الآن، لأن الله قد سمح لي أن أعيش هذه المدة الطويلة، وقد سمعت والدي يقول ذات مرة إنه إذا كان الرجل دائمًا ما ينهض مبكرًا ويمشي على طول الطريق، فسيحصل على ثروته من المد في النهاية.

وفي وقت مبكر من صباح أحد الأيام، بينما كان هذا الرجل يسير على طول الشاطئ، رأى الصندوق، وأحضره إلى الشاطئ حيث فتحه وأخرج التابوت، عندما تم إزالة الغطاء عن التابوت، وجد امرأة في الداخل على قيد الحياة. ثمّ قال: ما الذي حدث معك، فأخبرته المرأة بقصتها، فأخذها الغريب إلى بيته وأعطاها طعامًا وشرابًا، ثم صنع صليبًا عظيمًا على الأرض، وشبك يديه بالمرأة، وقفز على ذراعي الصليب، سائرًا في نفس اتجاه الشمس كإشارة منه لطلب الزواج منها.

كان هذا شكل الزواج في تلك الأرض، فوافقت وعاشوا معاً بسعادة، كانت امرأة حسنة وعملت بشكل جيد مع زوجها، وجلبت له ثروة كبيرة، حتى أصبح أغنى من أي رجل، وفي أحد الأيام عندما كان يسير بمفرده، قال لنفسه: أنا قادر الآن على تقديم عشاء كبير لكل شخص في المدينة. ثم عاد إلى المنزل ودعا مجموعة من الرجال لتناول العشاء، وجاء عدد كبير من الرجال والنساء والحيوانات فملؤوا البيت، كانت الحيوانات تتغذى من الخارج، ولكن الناس في المنزل وعندما انتهى العشاء سأل أحد الحاضرين: هل سبق لكم أن رأيتم منزلاً جيدًا وغنيًا، أو عشاءً جيدًا مثل هذا؟

قال معظم الحاضرين: لم نفعل، ثم ذهب الرجل إلى كل شخص حاضر، وأجاب كل منهم نفس الإجابة وقالوا: لم أر مثل هذا المنزل ولا مثل هذا العشاء، وعندما سأل زوجة الرجل فقالت: نعم لقد وجدت، في قصر أبي الملك. فسألها زوجها: لماذا قلت ذلك؟ وذهب ثانية وثالثة إلى الضيوف وزوجته، وكان الجميع لهم نفس الإجابات، ثم وجه لزوجته نقرة بإبهامه في أذنها، وقال بطريقة ودودة: لماذا لا يعجبك بيتي؟ لماذا لاترينه بمستوى قصر والدك؟

ثم قال جميع المدعوين: من العار أن تضرب زوجتك ليلة الحفل، فغضب الرجل وخرج من بيته حيث في وسط الظلام، لكنه رأى بطلًا قادمًا على حصان أسود بين الأرض والهواء، وهذا البطل كان هو صهره كيل آرثر الذي اصطحبه وحمله بعيدًا إلى قلعة ملك إيرين. عندما وصل كيل آرثر كانوا جالسين لتناول العشاء في القلعة، وتناول الرجل العشاء مع والد زوجته، وبعد العشاء أحضر ملك إيرين بطاقات وسأل صهره: هل سبق لك اللعب بهذه؟ فقال: لا، لم ألعب بمثلهم من قبل.

قال الملك:حسنًا، اخلطهم الآن، فقام الرجل بخلطهم، ولأنها كانت عبارة عن بطاقات مسحورة، ومن كان يحملها لن يخسر أي لعبة، فقد كان أفضل لاعب في العالم، على الرغم من أنه لم يلعب مثل هذه اللعبة من قبل في حياته.

ثمّ قال الملك: والآن سأقدم لك شيئًا آخر، هنا كوب يمنحك دائمًا كل نوع من المشروبات التي تتمناها، و إذا شرب جميع الرجال في العالم منه فلن يتمكنوا من إفراغه، احتفظ بهذه الأشياء الثلاثة، لكن لا ترفع يدك على زوجتك مرة أخرى. وباركه ملك ايرين، ثم أخذه كيل آرثر على الحصان، وسرعان ما عاد إلى منزله، وعندما عاد الرجل ولم يجد زوجته، لأن أحد المجرمين اختطفها  وهرب بها أثناء تناول زوجها العشاء مع ملك إيرين، فخرج الرجل في الطريق يصرخ: ماذا أفعل، ماذا أفعل؟ وبينما كان يصرخ، عاد آرثر على حصانه، وقال: اصمت، سأذهب من أجل زوجتك وأعيدها.

ذهب كيل آرثر وقتل الرجل وجميع قومه،و لم يترك أحدًا على قيد الحياة، ثم أعاد أخته إلى زوجها، ومكث عندهما ثلاث سنوات، وذات يوم قال لأخته: سوف أتركك، لا أعرف ما هي القوة التي أملكها، سوف أسافر في هذا العالم حتى أجد أن فيه هناك رجلاً جيداً مثلي. وفي صباح اليوم التالي، ودّع أخته، وانطلق بعيدًا على فرسه ذي الشعر الأسود الذي تجاوز الريح من قبل وفاقت الريح خلفه حيث سافر بسرعة حتى المساء، وقضى الليل في غابة، وفي اليوم الثاني سار بسرعة كما كان في الأول، وفي الصباح التالي عندما قام من الأرض، رأى أمامه رجلاً ملطخًا بالدماء من القتال، فسأله كيل آرثر: ماذا كنت تفعل؟ لقد كنت ألعب الورق طوال الليل، ثمّ قال الغريب: وإلى أين أنت ذاهب؟

قال كيل آرثر: أنا أتجول حول العالم لأعرف هل يمكنني أن أجد رجلاً جيدًا مثلي، قال الغريب: تعال معي، وسأريك رجلاً لم يتمكن أحد من العثور على نظيره حتى ذهب لمحاربة المحيط الرئيسي، ذهب كيل آرثر مع الشخص الغريب حتى وصلوا إلى مكان رأوا منه عملاقًا في المحيط يضرب الأمواج بهراوة. صعد كيل آرثر إلى قلعة العملاق، سأل العملاق في المحيط  وهو يتوقف عن الضرب: ماذا تريد؟ قال كيل آرثر: أريدك أن تأتي إلى هنا، وتقاتل مع رجل أفضل منك، فنزل العملاق إلى الأرض، وقال لكيل آرثر: أيهما تفضل القتال، الحجارة الرمادية أم الأسلحة الحادة؟

قال كيل آرثر: الحجارة الرمادية، ثمّ خاضوا أفظع معركة شهدها أي منهما حتى ذلك اليوم، ثمّ دفع كيل آرثر العملاق إلى كتفيه عبر الأرض الصلبة، فصرخ العملاق: أخرجني من هذا، وسأعطيك سيف النور الذي لم يفوتك أي ضربة، وعصاي ذات السحر الأقوى، ومشروع الشفاء الذي يشفي كل مرض وجرح. وافق كيل آرثر وذهب إلى قلعة العملاق من أجل السيف، والعصا، والشفاء. وعندما عاد قال العملاق: جرب السيف على تلك الشجرة هناك، فقال كيل آرثر: لا توجد شجرة جيدة مثل رقبتك، وقطع رأس العملاق، وأخذها ومضى في طريقه حتى جاء إلى منزل، وعندما أراد وضع رأس العملاق في النار وقفت أمامه امرأة جميلة.

وقالت:لقد قتلت تسعة من إخوتي، وكان هذا أفضل من بين التسعة، لدي ثمانية إخوة آخرين خرجوا للقتال مع أربعة مئات من الرجال كل يوم، وكانوا يقتلونهم جميعًا، ولكن في صباح اليوم التالي، يعود الأربعة مائة على قيد الحياة مرة أخرى. ويجب على إخوتي أن يخوضوا المعركة من جديد، الآن ستكون والدتي وإخوتي الثمانية هنا قريبًا، ليحاربوا غداً، وفي صباح اليوم التالي قام باكراً، متمسكًا بسيفه ذي الحواف التسعة، وخرج إلى حيث كان الإخوة الثمانية سيقاتلون الأربعمائة، وقال للثمانية: اجلسوا، وسأقاتل مكانكم، واجه كيل آرثر الأربعمائة، وقاتل معهم بمفردهم، وفي منتصف النهار بالضبط قتلهم جميعًا.

وسرعان ما رأى عجوزًا قادمة ومعها فرشاة في يدها، ووعاء مفتوحًا يتدلى من رقبتها بخيط، عندما وصلت إلى الأربع مئة غطست الفرشاة في الإناء ورشّت السائل الذي بداخلها على أجساد الرجال الذين نهضوا خلفها. قال كيل آرثر: يا لحظك السيء، أنت من تبقيهم على قيد الحياة، ثمّ قتل العجوز، ثم ذهب إلى قصر المرأة الجميلة التي قتل إخوتها التسعة وقتل من أجل إخوتها الأربعمائة الآخرين. فلما ظهر ابتهجت الأم، وباركه الإخوة الثمانية وزوجوه أختهم، ثمّ أخذ كيل آرثر المرأة الجميلة إلى قلعة والده في إيرين، حيث عاش كلاهما في سعادة وبصحة جيدة.


شارك المقالة: