قصة لصحتك الجيدة

اقرأ في هذا المقال


قصة لصحتك الجيدة أو (To Your Good Health) من المجموعة الشاملة من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية التي نلتقي من خلالها بشخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون.

الشخصيات:

  •  الراعي.
  • الملك.
  • الأميرة.

قصة لصحتك الجيدة:

منذ زمن بعيد كان هناك ملك كان ملكًا جبارًا لدرجة أنه كلما عطس كان على كل فرد في البلد كله أن يقول: لصحتك الجيدة! قالها الجميع ما عدا راعي في المملكة، وعندما سمع الملك بذلك اغتاظ جداً وأرسل الراعي ليمثل أمامه، جاء الراعي ووقف أمام الملك حيث جلس الملك بقوة وهيبة شديدة، ولكن على الرغم من قوته وعظمته إلا أنّ الراعي لم يكن يشعر بالخوف منه.

صاح الملك بوجهه: قل على الفور، لصحتي الجيدة، أجاب الراعي: بصحة جيدة، فقال الملك بغضب: بالنسبة لي أيها الوغد، أيها المتشرد، قل بصحتك الجيدة بالنسبة لي، فقال الراعي: بالنسبة لي يا جلالة الملك، فصرخ الملك: ولكن بالنسبة لي، لي وضرب على صدره في حالة من الغضب، فصرخ الراعي وطرق على صدره برفق: نعم، كان الملك يصرخ بغضب ولم يعرف ماذا يفعل.

وعندما تدخل اللورد تشامبرلين وقال: قل في الحال، لصحتك يا صاحب الجلالة، لأنّك إذا لم تقل ذلك ستفقد حياتك، فقال الراعي: لا، لن أقول ذلك حتى أحصل على الأميرة زوجة لي، كانت الأميرة جالسة على عرش صغير بجانب الملك والدها، وكانت تبدو جميلة ورائعة وعندما سمعت ما قاله الراعي لم تستطع إلا أن تضحك، فليس هناك من ينكر أنّ هذا الراعي الشاب ذو العينين المحدقتين كان يرضيها كثيرًا.

لكنّ الملك لم يكن لطيفًا مثل ابنته، وأمر بإلقاء الراعي في حفرة الدب الأبيض، ثمّ اقتاده الحراس بعيدًا ودفعوه إلى الحفرة مع الدب الأبيض الذي لم يكن لديه ما يأكله لمدة يومين وكان جائعًا جدًا، كان باب الحفرة بالكاد مغلقًا عندما اندفع الدب نحو الراعي، ولكن عندما رأى عينيه خاف، وانكمش في الزاوية وحدّق فيه من هناك وعلى الرغم من الجوع الشديد لم يجرؤ على لمسه.

شعر الراعي أنه إذا أزال عينيه عن الوحش ربما سيأكله، ومن أجل البقاء مستيقظًا قام بغناء الأغاني، وهكذا مرّ الليل، وفي صباح اليوم التالي جاء اللورد تشامبرلين ليرى عظام الراعي، وكان مندهشًا ليجده على قيد الحياة وبصحة جيدة، قاده إلى الملك الذي كان  غاضباً، وقال: حسنًا لقد تعلمت ما يعنيه أن تكون قريبًا جدًا من الموت، والآن هل ستقول: لصحتي الجيدة؟

فأجاب الراعي: لا أخاف، وسأقول ذلك فقط إذا كان لديّ الأميرة كزوجة لي، فقال الملك اذهب الى موتك وأمر بإلقائه مع الخنازير البرية التي تتغذى الخنازير البرية لمدة أسبوع، وعندما دُفع الراعي إلى حفرة الخنازير، هرعت إليه لتمزيقه إلى أشلاء، لكنّ الراعي أخذ المزمار الصغير من كم سترته وبدأ يعزف لحنًا مرحًا حيث تراجعت الخنازير البرية في البداية بخجل، ثمّ نهضت على رجليها ورقصت بمرح.

لقد بدأت الخنازير مضحكة للغاية، لكنّه لم يجرؤ على التوقف عن العزف، لأنّه كان يعلم جيدًا أنه في اللحظة التي يتوقف فيها سوف تسقط عليه وتمزقه إربًا، لذلك استمر في العزف، ورقصت الخنازير البرية ببطء شديد، وانتهى الأمر بسقوط الجميع فوق بعضهم البعض في كومة، وكانت مرهقة للغاية وغير قادرة على التنفس، وعندما جاء اللورد تشامبرلين في الصباح الباكر متوقعًا أن يجد عظامه فقط، ولكن كانت الدموع لا تزال تنهمر على خديه من الضحك.

وبمجرد أن ارتدي الملك ثيابه، أُحضر الراعي أمامه مرة أخرى، لكنّه كان غاضبًا أكثر من أي وقت مضى عندما اعتقد أنّ الخنازير البرية لم تمزق الرجل إلى أجزاء صغيرة، وقال: لقد تعلمت ما تشعر به عندما تقترب من الموت، والآن قل: لصحتي الجيدة، لكنّ الراعي قال: لا أخشى الموت، وسأقول ذلك فقط إذا كان لدي الأميرة، فقال الملك: اذهب إلى مائة موت! وأمر الراعي أن يُلقى في قبو المناجل العميق.

ثمّ جره الحراس بعيدًا إلى زنزانة مظلمة، وفي وسطها بئر عميق تحيط به مئة منجل حاد، وفي قاع البئر كان هناك ضوء صغير يمكن للمرء من خلاله أن يرى ما إذا كان أي شخص قد ألقي به فيما إذا كان قد سقط في القاع، وعندما تم جر الراعي إلى الأبراج المحصنة  توسل إلى الحراس أن يتركوه وشأنه قليلاً حتى ينظر إلى أسفل في حفرة المناجل، ربما يتخذ قراره بعد كل شيء ليقول للملك: من أجل صحتك الجيدة.

لذلك تركه الحراس وشأنه، فوضع عصاه الطويلة بالقرب من البئر، وعلّق عباءته حول العصا ووضع قبعته فوقها، كما علّق حقيبته داخل العباءة بحيث يبدو أنها تحتوي على شخص بداخلها، وعندما تمّ ذلك نادى الحراس وقال إنّه نظر في الأمر ولكن بعد كل شيء لم يستطع أن يتخذ قراره ليقول ما يريده الملك، دخل الحراس وألقوا القبعة والعباءة وحقيبة الظهر في البئر، وغادروا بعيدًا معتقدين أنّ هذه نهاية للراعي.

لكنّه اختبأ في زاوية مظلمة وكان يضحك، وفي وقت مبكر جدًا من صباح اليوم التالي جاء اللورد تشامبرلين حاملاً مصباحًا وكاد يسقط إلى الوراء متفاجئًا عندما رأى الراعي على قيد الحياة وبصحة جيدة، فجاء به إلى الملك فصار غضبه أعظم من أي وقت مضى، فصرخ: حسنًا لقد أوشكت الآن على الموت مائة مرة، هل ستقول: لصحتك الجيدة؟ لكنّ الراعي أعطى نفس الجواب.

عندها رأى الملك أنّه لا توجد فرصة لتغيير رأي الراعي، أخذ الراعي  إلى حقل فضي، فلمّا وصلوا قال الملك: أترى هذا الحقل الفضي؟ إذا قلت من أجل صحتك الجيدة، فسأعطيك إياه، لكنّ الراعي لا زال يصر على رأيه، كان الملك غاضبا جداً، ثمّ أخذه إلى قلعة رائعة كلها من الذهب ثمّ قال: حسنًا، سأعطيك هذه أيضًا مع الحقل الفضي فقط إذا قلت لي من أجل صحتك الجيدة.

فقال الراعي بإصرار: لن أقول ذلك حتى أحصل على الأميرة وهذه المرة كان الملك غارق في الحزن، وأصدر أوامره بالذهاب إلى بركة الماس، وهناك حاول مرة أخرى قال له: هل ترى بركة الماس هذه؟ سأقدمها لك ذلك أيضًا، مع الحقل الفضي والقلعة الذهبية وبركة الألماس، ولكن قل: لصحتك الجيدة، لكن الراعي رفض وأصر على الحصول على الأميرة، ثمّ رأى الملك أنّ كل جهوده لا طائل من ورائها وأنّه من الممكن أن يستسلم.

فقال: حسنًا سأعطيك ابنتي زوجة، ولكن يجب أن تقول لي حقًا: من أجل صحتك الجيدة، فقال الراعي: بالطبع سأقولها، لماذا لا أقولها؟ من المنطقي أن أقولها بعد ذلك، كان الملك مسرورًا أكثر مما كان يمكن لأي شخص أن يصدقه، وكان هناك احتفالات كبيرة حيث كانت الأميرة على وشك الزواج، وقد ابتهج الجميع لأنّ الأميرة التي رفضت الكثير من الخاطبين الملكيين، وقعت في حب الراعي الذي يحدق في عينيه.

كان هناك حفل زفاف لم يسبق له مثيل، وكانت هناك الكثير من الأطعمة ذات الرائحة القوية التي جعلت الملك يعطس، فصرخ الراعي قبل أي شخص آخر: من أجل صحتك الجيدة، وكان الملك مسرورًا جدًا لدرجة أنّه لم يندم على إعطائه ابنته.


شارك المقالة: