تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الصادرة ن المؤلف هوانغ دونغ هيوك، وقد دار مضمونها حول الحديث عن شخص قام باستغلال الضعفاء والمتشردين وتمويههم أن هناك ألعاب من الممكن أن يحصدوا من خلال لعبها على أموال هائلة؛ وذلك من أجل الحصول على الأموال من الأثراء من خلال المراهنة عليهم.
قصة لعبة الحبار
في البداية تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد الرجال الغامضين، حيث يقوم ذلك الرجل الغامض باختيار عدد من الأشخاص المشردين ويدفعهم من أجل المشاركة في العديد من الألعاب والتي يتمكنون من خلالها جمع مبالغ مالية ضخمة، إلا أنه من تترتب عليه الخسارة يتم قتله، وأول من وقع عليه الاختيار من بين هؤلاء الأشخاص هو من يدعى بيونج.
وقد كان بيونج رجل عاطل العمل وفاشل في كل عمل يقدم عليه، وطوال الوقت يجلس إلى جانب والدته في بيتها بعد أن طلق زوجته وخسر حضانة طفلته، كما كان في ذلك الوقت تتراكم عليه الديون ولا يعرف من أين له أن يوفي بسدادها، ففي أحد الأيام قام بيونج بسرقة بطاقة الائتمان الخاصة بوالدته، ومن ثم بعد ذلك توجه إلى نادي الخيول؛ وذلك من أجل المراهنة على السباق، وعلى الرغم من أنه في ذلك الرهان ربح، إلا أن النقود قد سرقت منه.
وذات يوم بينما بيونج جالس في إحدى محطات القطار، وقد بدأ اليأس يتمكن منه، جاء إليه شخص وجلس إلى جانبه وحينها عرض عليه أن يقوم بلعبة، وأخبره أنه في حال فاز بها يحصل على ما يقارب مئة ألف وون، وافق بيونج على الفور، وبعد عدة محاولات فاشلة في اللعب نجح أخيراً وفاز بالمبلغ المذكور، وهنا عرض عليه الرجل أن يقوم بلعبة أخرى كذلك، وفي هذه المرة سوف يحصل على الملايين، وأشار إليه الرجل الغامض أنه بإمكانه التفكير بالموضوع، وفي حال رغب بذلك عليه أن يتصل به، وقدم له رقمه مكتوب على ورقة.
ولكن لم يلبث بيونج في التفكير طويلاً، إذ المشاكل المالية تحيط به من كل جانب، وفي اليوم التالي اتصل بالرجل الغامض، وأخبره أنه يرغب بالمشاركة في تلك اللعبة، حينها أرسل إليه الرجل الغامض سيارة، وفور ركوبه بها انبعث غاز منوم، وحينما استيقظ وجد نفسه في مكان لم يراه من قبل، وفي ذلك المكان هناك المئات من الأشخاص الذين يرتدون ذات الزي، وعندما أخذ بتفقد نفسه وجد أنه تم كتابة رقم على صدره، كما لاحظ وجود كاميرا أمام كل شخص من هؤلاء الموجودين، وتلك الكاميرا موضوعة من أجل مراقبة كافة الموجودين عبر شاشات، وقد كان هو آخر الواصلين للمكان.
وأول ما توجه بيونج إلى رجل عجوز كان يحمل رقم واحد، وهنا طلب من بيونج الاقتراب منه وبدأ يشرح له ما هو سبب مشاركته في تلك اللعبة، وهو أنه شخص مصاب بمرض السرطان، وأنه عما قريب سوى يلقى حتفه ولا مانع من مشاركته في تلك اللعبة؛ وقد برر ذلك أنه لا يوجد لديه ما يملكه حتى يخسره.
وفي تلك اللحظة دخل مجموعة من الأشخاص يرتدون على وجوههم أقنعة عليها علامة على شكل دائرة باستثناء شخص واحد منهم كان يحمل علامة مربع، ومن كان يحمل إشارة المربع أخذ بالحديث مع الموجودين وأخبرهم أنهم سوف يظلوا محتجزين داخل هذا المكان لمدة تقارب على الستة أيام، وخلال تلك الفترة سوف يقومون بالمشاركة في ستة ألعاب مختلفة ومتنوعة، ومن سوف يحظى بالفوز سيحصل على مبلغ مالي كبير، وأنه بعد انقضاء تلك المدة يصبح من حقهم العودة لحياتهم البائسة أو الاستمرار معهم في الألعاب.
وفي ذلك الوقت تقدم بيونج بسؤال حول قيمة الجائزة، وهنا أجابه صاحب علامة المربع أن هناك كرة معلقة بالسقف سوف يتم ملأها بالنقود بمجرد فوز أول لاعب، ولكن في البداية ينبغي عليهم أن يقوموا بالتوقيع على عقد بينهم، من أجل المشاركة في تلك الألعاب، ومن شروط العقد أن اللاعب حين يبدأ في أول لعبة لا يمكنه الانسحاب، وأن من يقوم برفض اللعب يتم إقصائه، بينما الشرط الثالث فهو أن اللعبة يمكن أن تنتهي في حال صوت جميع اللاعبين على إنهائها.
وهنا ذهب الجميع إلى المكان المخصص للعب، وتكون اللعبة الأولى هي ما تعرف باسم الإشارات، وهذه اللعبة تتضمن وجود دمية معلقة على شجرة، وأنه يتوجب على جميع اللاعبين الجري سريعاً من أجل الوصول إليها في الأوقات التي لا تنظر فيها الدمية إليهم، وفي حال التفت الدمية نحوهم وقالت عبارة إشارة حمراء يجب على كافة اللاعبين التوقف عن الجري نحوها، وتستمر اللعبة بتلك الطريقة حتى يعبر اللاعبين الخط أحمر، وأول ما بدأت اللعبة والتفتت الدمية للاعبين للمرة الأولى وقالت: إشارة حمراء سقط أحد اللاعبين على الأرض، وحينما تفقده زملائه وجدوا أنه قد توفي جراء تلقيه عيار ناري؛ وذلك لأنه لم يتوقف عن الجري.
وفي تلك اللحظة ذعر اللاعبون من تلك الواقعة وحاولوا الفرار وقد سادت فوضى عارمة، وهنا قامت الدمية بإطلاق النار على من يتحرك؛ وذلك لأنها كانت تحتوي على جهاز مستشعر للحركة، وفي ذلك الوقت عاد باقي اللاعبين من أجل استكمال السباق، وبعد انتهاء الوقت المحدد يتم قتل الذين لم يستطيعوا عبور الخط، ثم بعد ذلك تم حرق جميع الجثث، وهذا ما أصاب اللاعبين بالذعر، وحين دخل عليهم الرجل المقنع توسلوا إليه جميعهم من أجل إطلاق سراحهم، فرد عليهم بأنه أبرم العقود معهم ولا يمكنهم التراجع، لكن أحد اللاعبين ذكرهم بالشرط الثالث في العقد.
وهنا أشار إلى أنه سوف يقوم بالتصويت على إنهاء اللعبة، ولكن في تلك اللحظة قبل أن يقوم بالتصويت أخبرهم أنه سوف يتم إيداع ما قيمته مئة مليون وون في الكرة، وهنا بدأ الطمع يسيطر على عدد من اللاعبين، وحينما صوت بيونج على الانسحاب تعادلت الأصوات، ولم يبقى أمامهم سوى صوت الرجل العجوز، والذي بدوره صوت على الانسحاب، وانتهت اللعبة، ومن هنا توجهوا جميعهم إلى منازلهم، وبينما ما زالوا في الشارع، بعد إخبارهم أن من حقهم العودة للعب في حال رغبوا بذلك.
وحينما خرج بيونج وعاد إلى منزل والدته وجد أنها مهددة بقطع ساقها؛ وذلك جراء إصابتها بمرض السكري، وهو لا يملك ثمن علاجها، فشاهد أن الأمر في الخارج أسوأ حاله كحال باقي اللاعبين، وها ما دفع بهم للعودة إلى اللعبة مرة أخر، ثم بعد ذلك انتقلوا اللعبين من أجل الخوض في اللعبة التالية والتي كان يطلق عليها لعبة العسل، وقد كانت اللعبة عبارة عن عدد من البوابات فوق كل بوابة علامة، وعلى كل لاعب اختيار بوابة، وبعد أن يتم فتح البوابات يتم توزيع مجموعة من أقراص على اللاعبين وعلى وجه كل قرص كان هناك مرسوم ذات العلامة الموجودة على البوابة، ويتوجب على اللعب كسر القرص واستخراج العلامة باستخدام إبرة.
ومن ثم انتقلوا إلى اللعبة الثالثة وهي ما تعرف باسم لعبة شد الحبل، وفي هذه اللعبة يتوجب على المشاركين تقسيم أنفسهم لثمانية مجموعات، وقد كانت تتضمن شد الحبل من مكان مرتفع، بحيث يقع الخاسرون من المكان المرتفع فيموتوا جميعهم، وفي نهاية هذه اللعبة فاز فريق بيونج بعد أن عمل بنصائح العجوز والذي كان من ضمن فريقه.
وبعد الانتهاء من الألعاب الثلاثة الأولى كان لم يتبقى سوى أربعين لاعب فقط، ومن ثم يتم الانتقال إلى اللعبة التالية وهي ما تعرف باسم لعبة الكرات الصغيرة، إذ يتوجب على كل لاعب جمع عشرة كرات وقد فاز بها ذلك فريق بيونج بعد أن ناوله العجوز الكرة الأخيرة، وفي نهاية اللعبة توفي العجوز وآخرون، ولم يتبقى سوى ستة عشر لاعب.
ومن ثم يتم الانتقال إلى اللعبة الخامسة وهي ما تعرف باسم لعبة الجسر الزجاجي، وخلالها يتوجب على المشاركين القيام بالسير من فوق جسر زجاجي دون كسر أي من ألواحه، إذ كان به ألواح ضعيفة وألواح مقواه، وبعد انتهاء اللعبة تبقى اثنان من اللاعبين فقط من بينهم بيونج، وبعد ذلك انتقلوا إلى للعبة الأخيرة وهي ما تعرف بلعبة الحبار والتي فاز بها بيونج واعتقد أنه حصل على الجائزة الكبرى، ولكن الرئيس أخبره أنه فقط يقوم بجمع رهانات من أجل رجال أعمال أثرياء فقط، وفي النهاية يتم الإلقاء به خارج الجزيرة، ويعود لحياته مثل المتشردين، ويقرر الانتقام منهم.