قصة لغة الطيور أو (The Language of the Birds) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات.
الشخصيات:
- إيفان.
- والدي إيفان.
- الملك.
قصة لغة الطيور:
في مكان ما في بلدة في روسيا القديمة عاش تاجر ثري مع زوجته كان لديه ابن وحيد ولد عزيز وذكي وشجاع يدعى إيفان، وفي أحد الأيام جلس إيفان على مائدة العشاء مع والديه بالقرب من النافذة في نفس الغرفة حيث تمّ تعليق قفص، وسُجن داخله طائر رمادي ذو صوت جميل، بدأ الطائر الحلو يغني أغنيته الرائعة بترددات ونغمات فضية عالية.
استمع التاجر إلى الأغنية وقال: كم أتمنى أن أفهم معنى الأغاني المختلفة لجميع الطيور، وسأعطي نصف ثروتي للرجل لو كان هناك مثل هذا الرجل الذي يمكنه أن يوضح لي كل الأغاني المختلفة للطيور المختلفة، لاحظ إيفان هذه الكلمات وفكر في المكان الذي يمكن أن يذهب إليه لتعلم لغة الطيور بغض النظر عن مكان وجوده، وبغض النظر عمّا سيفعله، فقد فكر دائمًا في كيفية تعلم لغة الطيور.
بعد مرور بعض الوقت تصادف أن ابن التاجر كان يصطاد في الغابة، و هبت الرياح، وأصبحت السماء ملبدة بالغيوم، ولمع البرق، وهدر الرعد بصوت عالٍ، وسقط المطر في السيول، وسرعان ما اقترب إيفان من شجرة كبيرة ورأى عشًا كبيرًا في الفروع كانت هناك أربعة طيور صغيرة في العش، وكانوا وحدهم تمامًا ولم يكن الأب أو الأم هناك لحمايتهم من البرد والرطوبة.
أشفق عليهم إيفان الطيب، وتسلق الشجرة وغطى الصغار بالثوب الذي يرتديه عادة الفلاحون والتجار الروس والذي كان يرتديه إيفان، مرت العاصفة الرعدية وحلّق طائر كبير وجلس على فرع بالقرب من العش وتحدث بلطف شديد مع إيفان، وقال له: إيفان أشكرك لقد قمت بحماية أطفالي الصغار من البرد والمطر وأتمنى أن أفعل لك شيئًا بالمقابل، قل لي ماذا تريد.
أجاب إيفان: أنا لست بحاجة لشيء، لدي كل شيء أتمناه في حياتي، لكن علمني لغة الطيور، فرد الطائر: ابق معي ثلاثة أيام وستعرف كل شيء عنها، لذلك بقي إيفان في الغابة ثلاثة أيام ولقد فهم جيدًا تعاليم الطائر الكبير وعاد إلى المنزل أكثر ذكاءً من ذي قبل، وفي أحد الأيام بعد فترة وجيزة جلس إيفان مع والديه عندما كان الطائر يغني في قفصه.
كانت أغنيته حزينة جدًا لدرجة أن التاجر وزوجته حزنا أيضًا، وكان ابنهما إيفان الطيب الذي أصغى باهتمام شديد أكثر تأثرًا، وانهمرت الدموع على وجنتيه، فسأله والديه: ما المشكلة؟ لماذا تبكي يا بني العزيز؟ أجاب الابن: هذا لأنني أفهم معنى أغنية الطائر، ولأنّ هذا المعنى حزين جدًا لنا جميعًا، فقال والديه بلهفه: فما المعنى إذاً؟ قل لنا الحقيقة كاملة.
قال الأبن: أوه، كم تبدو حزينة، كم كان أفضل بكثير لو لم أولد في هذه الحياة، فقال والديه مذعورين: لا تخيفنا، إذا كنت تفهم حقًا معنى الأغنية أخبرنا على الفور، فقال إيفان يقول الطائر: ألا تسمعون لأنفسكم؟ سيأتي الوقت الذي يصبح فيه إيفان ابن التاجر هو إيفان ابن الملك، وسيخدمه والده كخادم بسيط، شعر التاجر وزوجته بالاضطراب وبدأ والديه في عدم الثقة في ابنهما الطيب.
لذا في إحدى الليالي قدموا له مشروباً منوماً، وعندما نام أخذاه إلى قارب على البحر الواسع، ونشروا أشرعة القارب ودفعوا القارب من الشاطئ، رقص القارب لفترة طويلة على الأمواج، وأخيراً اقترب من سفينة تجارية كبيرة اصطدمت به بصدمة استيقظ منها إيفان، وعندما رأى الطاقم على متن السفينة الكبيرة إيفان أشفقوا عليه، لذلك قرروا اصطحابه معهم وفعلوا ذلك.
وفجأة بدأت الطيور في السماء تحلق فوقهم صعوداً وهبوطاً بغضب، قال إيفان للبحارة: أسمع الطيور تتنبأ بعاصفة، أحذروا ودعونا ندخل إلى ميناء وإلا فإننا سنعاني من خطر كبير وضرر جسيم، ستتمزق كل الأشرعة وستتحطم جميع الصواري، لكن لم يستمع أحد لكلامه وذهبوا إلى أبعد من ذلك، وفي وقت قصير نشأت العاصفة حيث مزّقت الرياح السفينة إلى أشلاء تقريبًا، وواجهوا صعوبة بالغة في إصلاح كل الأضرار.
وعندما كانوا يكملون عملهم سمعوا العديد من البجع البري يطير فوقهم ويتحدث بصوت عالٍ فيما بينهم، فاستفسر الرجال من إيفان هذه المرة باهتمام عن ماذا يتحدثون؟ فقال إيفان: كونوا حذرين، أسمعهم وأفهمهم بوضوح وهم يقولون إنّ القراصنة لصوص البحر الرهيبين قريبون، إذا لم ندخل إلى الميناء في الحال فسوف يسجنوننا ويقتلوننا.
أطاع الطاقم هذه النصيحة بسرعة وبمجرد دخول السفينة إلى الميناء مرّت قوارب القراصنة ورآهم التجار يأسرون عدة سفن، وعندما انتهى الخطر، انطلق البحارة مع إيفان وأكملوا رحلتهم، وأخيرًا رست السفينة بالقرب من بلدة كبيرة وغير معروفة للتجار حيث حكم ملك في تلك المدينة انزعج بشدة من ثلاثة غربان سوداء، كانت هذه الغربان الثلاثة تجلس طوال الوقت بالقرب من نافذة حجرة الملك.
ولا أحد يعرف كيف يتخلص منهم أو قتلهم، لذلك أمر الملك بوضع إخطارات في جميع المعابر وعلى جميع المباني البارزة، وهو أنّ كل من كان قادرًا على إبعاد الطيور الصاخبة سيكافأ بالحصول على أصغر بنات الملك كزوجة، وعندما قرأ إيفان الإعلان باهتمام ذهب إلى القصر، وقال للحراس: افتحوا النافذة ودعوني أستمع إلى الطيور، أطاع الحراس واستمع إيفان لبعض الوقت.
ثم قال: أروني ملككم، وعندما وصل إلى الغرفة التي جلس فيها الملك انحنى وقال: هناك ثلاثة غربان، وهم أب، وأم وغراب ابن. المشكلة هي أنهم يرغبون في الحصول على قرارك الملكي بشأن ما إذا كان يجب على ابنهم الغراب اتباع والده أو والدته، أجاب الملك: يجب أن يتبع الغراب الأب، وبمجرد أن أعلن الملك قراره الملكي ذهب والد الغراب مع ابنه في اتجاه واختفت الأم في الاتجاه الآخر.
ولم يسمع أحد الطيور الصاخبة منذ ذلك الحين، لذلك أعطى الملك نصف مملكته وأصغر بناته لإيفان، وبدأت حياة سعيدة له، وفي تلك الأثناء فقد والده التاجر الغني زوجته وثروته أيضًا، ولم يبق أحد يعتني به، وذهب الرجل العجوز يتسول تحت نوافذ المحسنين، وانتقل من نافذة إلى أخرى، ومن قرية إلى أخرى، وذات يوم جاء إلى القصر حيث يعيش إيفان متوسلاً بتواضع من أجل الصدقة.
رآه إيفان وتعرف عليه وأمره بالدخول، وأعطاه طعامًا ليأكله وزوده أيضًا بملابس جيدة، وطرح عليه سؤال: ماذا أفعل لك؟ أجاب الأب المسكين دون أن يعرف أنّه كان يتحدث إلى ابنه: دعني أبقى هنا وأخدمك بين خدامك المخلصين، فصرخ إيفان: أبي العزيز، لقد شككت في الأغنية الحقيقية للطائر، والآن ترى أنّ مصيرنا كان يجب أن نلتقي وفقًا لتوقعاته منذ زمن بعيد.
خاف الرجل العجوز وركع أمام ابنه، لكن إيفان بقي هو الابن الصالح وأخذ والده بين ذراعيه بحب، ومرت عدة أيام وشعر الأب العجوز بالشجاعة ليطلب من ابنه أن يخبره كيف لم يموت في القارب؟ ضحك إيفان وأجاب: لم يكن قدري أن أهلك في قاع البحر الواسع، لكن قدري كان أن أتزوج من زوجتي الجميلة، وأن أهتمّ بشيخوخة والدي.