قصة لغز اختفاء بوبي دنبار Bobby Dunbar

اقرأ في هذا المقال


شغل العالم على مر العصور العديد من القضايا التي تُعنى بالاختفاء، ولكن هل من الممكن أن بعد العثور على الطفل رغم كل المواصفات ذاتها أن يتبين أن هذا المفقود لا ينتمي إلى تلك العائلة التي فقدته ويتم اكتشاف أنه ابن لعائلة أخرى؟ تابع المزيد عزيزي القارئ لكي تتعرف على أحداث هذه القصّة.

قصة لغز اختفاء بوبي دنبار

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد الفتية والذي يدعى بوبي، وقد كان ذلك الطفل قد تعرض إلى حادثة اختفاء، إلا أنه وبعد الثور عليه وعودته إلى أهله أثير وقتها جدلاً حوله، فقد ظهرت هناك عائلتين ادعيتا أن هذا الطفل هو ابنهم وليس ابن تلك العائلة التي قدمت بلاغ حول اختفاؤه، لكنهما لم يتمكنا من دفع تكاليف المحامي؛ وذلك ما جعل عائلته والتي تعرف باسم عائلة دنبار أن تحتفظ به، وقد عاش بوبي بين تلك العائلة حتى فترة طويلة جداً، وقد كانت تلك الأحداث في بداية القرن التاسع عشر، ومع بداية القرن العشرين خضع بوبي لمجموعة من الاختبارات من ضمنها اختبار فحص الجين الوراثي، وقد أثبت نتائج التحاليل أن هذا الشاب ليس له أي صلة قرابة مع تلك العائلة.

ومن هنا بدأ الحديث حول ما حصل لذلك الشاب، إذ أنه كان بوبي هو الابن الأول لكل من سيد يدعى ليسي وسيدة تدعى بيرسي، وهم من مدينة أوبلوساس التابعة إلى ولاية لويزيانا، وهو من مواليد شهر أبريل من عام 1908م، ولكن ما حدث هو أنه في شهر أغسطس من عام 1912م، وفي ذلك الوقت كان يبلغ الشاب الأربعة سنوات، وفي يوم من الأيام قامت عائلته برحلة صيد في أحد القوارب الموجودة بالقرب من واحدة من البحيرات والتي تعرف باسم بحيرة سويزي الواقعة في مدينة سانت لاندري باريش التابعة إلى ولاية لويزيانا، وفي أثناء تلك الرحلة اختفى بوبي بشكل مفاجئ، وبعد أن تم البحث عنه في كل مكان من قِبل عناصر الشرطة تم الإبلاغ أنه لم يتم العثور على الطفل.

ولكن لم يتوقف الأمر هنا فقد قامت عناصر الشرطة بإجراء مسح للمنطقة بأكملها إلى درجة أنهم قاموا بإخراج التماسيح من البحيرة وفحصها؛ وذلك خشية من أن يكون أحد التماسيح قد قضمه، وقد لجأوا إلى إلقاء مادة الديناميت في الماء على أمل منهم في أن يقذف جسم الطفل خارج البحيرة، لكن كل ذلك كان دون جدوى.

وبعد مرور عدة شهور على اختفاء الطفل تلقت عائلته أخبار سارة، وتلك الأخبار تفيد بأنه تم العثور على فتى يوافق تماماً مواصفات بوبي المفقود في إحدى الولايات التي تعرف باسم ولاية ميسيسيبي، فقد تم مشاهدة رجل يدعى ويليام والترز وهو عامل متنقل وبصحبته الفتى، وحينما ألقت السلطات القبض عليه، أوضح أن هذا الطفل الذي برفقته هو من يدعى تشارلز أندرسون وهو الابن غير الشرعي لشقيقه من سيدة كانت تعمل مع عائلته تدعى جوليا.

كما أشار إلى أن جوليا قد تركت ابنها في رعايته؛ وذلك لأنها عزمت على الرحيل من أجل البحث عن عمل، وقد أيد أقواله العديد من سكان القرية قصة الرجل، ولكن على الرغم من كل ذلك فقد قامت عناصر الشرطة باعتقال الرجل والاحتفاظ بالفتى، وما زال اللقاء الأول بين الفتى وعائلته محل نزاع، فقد أدعى مجموعة من الأشخاص أن الفتى حينما شاهد السيدة ليسي سرعان ما صرخ بأعلى صوته وقال لها: أمي، كما أشارت روايات أخرى أن كل من ليسي وبيرسي كانا مترددين في تأييد أن هذا الفتى هو ذاته ابنهم بوبي.

وفي صباح اليوم التالي بعد أن اصطحبت العائلة الفتى إلى البيت وبعد استحمامه، أوضحت السيدة ليسي أنها تعرفت على بعض مناطق الشامات والندوب الموجودة على جسد ذلك الفتى وأكدت أنه هو ذاته ابنها، وبعد مرور أيام قليلة من عودة الفتى لعائلته ظهرت السيدة جوليا بنفسها، وأكدت على أقوال السيد ويليام أن هذا الفتى هو ابنها وأنها تركته مع عمه لعدة أيام حتى تبحث عن عمل، لكنها طالت مدتها في البحث عن ولم تتمكن خلال تلك الفترة العثور على أي عمل، وهنا اتصلت الشرطة بعائلة السيد بيرسي وطلبت منهم إحضار الطفل، وقاموا بوضعه ضمن مجموعة من الأطفال؛ وذلك من أجل معرفة فيما إذا كانت جوليا سوف تتعرف عليه وتميزه من بين الأطفال أم لا.

وحينما تم عرض الأطفال على السيدة جوليا لم تتعرف على الفتى، كما أن الطفل لم يشير إلى أنه يعرفها، وفي النهاية أوضحت أنها غير متأكدة أن ابنها بين هؤلاء الأطفال، وفي اليوم التالي حينما شاهدت الطفل مرة أخرى، وفي ذلك الوقت سمحوا لها بأن تقوم بخلع ملابسه، وبعد كشفها عن جسده أكدت أن هذا الطفل هو ابنها بروس بالفعل، وفي روايات أخرى أشير إلى أنها فشلت في التعرف عليه، كما نشر في الصحف أنه عناصر الشرطة تشكك بأخلاقها وشخصيتها؛ وذلك لأنها أنجبت طفلين آخرين كذلك خارج إطار الزواج وتوفيا؛ ولذلك تم رفض ادعائها.

ومن أجل أن تثبت جوليا أن هذا الطفل هو ابنها ينبغي عليها أن تخوض في نزاع قانوني طويل الأمد، وهي لا تملك أموال كافية من أجل ذلك، وهذا ما جعلها تعود إلى بلدها الواقع في ولاية كارولينا الشمالية، وبعد مرور فترة وجيزة عادت مرة أخرى إلى ليزيانا؛ وذلك من أجل حضور محاكمة عم ابنها وإثبات براءته من تهمة الخطف، والضغط على المحكمة لإثبات أمومتها للطفل.

وأثناء جلسة المحاكمة جاء العديد من سكان البلدة وشهدوا ببراءة ويليام من الخطف وأن الفتى قد قضى وقت طويل في القرية، وأنهم رأوا الطفل بأم أعينهم معه قبل وقوع حادثة الاختطاف، ولكن على الرغم من كل تلك الشهادات فقد حكمت المحكمة في النهاية أن الطفل هو بوبي، وأدين السيد ويليام بتهمة اختطاف طفل، وبقي الفتى في عهدة تلك العائلة.

ومرت السنوات وكبر بوبي وتزوج وأنجب أربعة من الأطفال وتوفي في منتصف القرن التاسع عشر، بينما السيد ويليام فقد قضى عامين في السجن، ثم بعد ذلك نجح محاميه في استئناف محاكمته وإدانته، وسعى من أجل الحصول على كامل حقوقه في محاكمة ثانية، إلا أنه جراء التكاليف الباهظة للمحاكمة الأولى، رفض القضاة محاكمته مرة أخرى، وكل ما حصل عليه هو إطلاق سراح ثم بعد ذلك رجع إلى قريته واستأنف أسلوب حياته السابق قبل السجن.

أمّا عن السيدة جوليا فقد تم الترحيب بها من قِبل سكان البلدة، وبدأت حياة جديدة هناك وتزوجت وأنجبت سبعة أطفال، وقد عملت كممرضة في القرية وساعدت في تأسيس واحدة من أشهر الكنائس هناك، وفي الكثير من الأحيان كانت تتحدث عن ابنها الذي اختطفته تلك العائلة.

وبعد مرور عدة سنوات على تلك القضية قررت إحدى حفيدات بوبي والتي تدعى مارغريت أن تجري تحقيقاتها الخاصة حول الحادث القديم، وأول ما قامت به مارغريت هو أنها قامت بلقاء عدد من أطفال السيدة جوليا وتفحصت قصاصات من الصحف القديمة التي تحدثت عن الحادثة، كما فحصت مجموعة من أدلة دفاع ويليام التي قدمها محاميه أمام المحكمة وأوراق الاستئناف، وعلى الرغم من أنها حين بدأت هذا التحقيق كانت ترغب في إثبات أن جدها هو ابن تلك العائلة، إلا أن العكس هو ما حدث، حيث بدأت تشك في اعتقادها.

وفي النهاية تم التوصل إلى أنه من الأفضل اجراء الاختبار الوراثي لبوبي وواحد من أبناء عمومته من أبناء تلك العائلة وقد وقع الاختيار على ابن الشقيق الأصغر لبوبي وهو ما يدعى أنزو، وقد كانت النتيجة أن التحاليل أثبتت أنه لا تربطه علاقة دم بابن عمه.


شارك المقالة: