قصة لغز جريمة فيليسكا The Villisca axe Story

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول جريمة مروعة حدثت مع إحدى العائلات التي تقيم في الولايات المتحدة، وعندما أجريت أول محاكمة انتهت الجلسة بأن القضية بقيت معلقة دون الاشتباه بأحد، وحينما أُثيرت القضية مرة أخرى وتم العثور على مشتبه بهم حُكم عليهم بالبراءة وبقيت القضية معلقة إلى يومنا هذا.

قصة لغز جريمة فيليسكا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى وجه التحديد في المناطق الجنوبية الغربية من ولاية آيوا، حيث أن هناك قرية تعرف باسم قرية فيليسكا تقيم بها إحدى العائلات والتي تعرف باسم عائلة السيد مور، وبين ليلة وضحاها حدثت جريمة مروعة مع تلك العائلة، إذ تم العثور على ستة من أفراد تلك العائلة إلى جانب اثنين من ضيوف المنزل تلقوا طعنات في أجسادهم.

وقد حدثت تلك الجريمة في مسكن عائلة السيد مور، وأول ما تم العثور على جميع الضحايا الثمانية كان هناك ستة من الأطفال يعانون من جروح شديدة في منطقة الرأس جراء تعرضهم لضربات بفأس، وبعد أن أجريت العديد من التحريات والتحقيقات حول تلك الجريمة والتي أخذت وقت مطول أسفرت نتائجها أن هناك العديد من المشتبه بهم، وقد تم سرد في دفاتر سجلات التحقيق القصة بأكملها.

في بداية القرن التاسع عشر كانت عائلة السيد مور تتألف من الأب وهو ما يدعى السيد جوشيا ويبلغ من العمر الثلاثة والأربعون عاماً، وزوجته وتدعى سارة وتبلغ من العمر التاسعة والثلاثون عامًا، وقد كان لديهم أربعة أبناء وهم الابن الأكبر يدعى هيرمان ويبلغ من العمر الحادي عشر عاماً، والابنة الثانية وتدعى ماري وتبلغ من العمر عشرة أعوام، والابن الثالث يدعى آرثر ويبلغ من العمر السبعة أعوام، والابن الرابع والأخير يدعى بول فيرنون ويبلغ من العمر خمسة أعوام، وقد كانت تلك العائلة من العائلات المرموقة في تلك المنطقة وذات سمعه طيبة، كما أنها تتمتع بمكانة مميزة بين سكان المنطقة ومعروفة ومحبوبة من قِبل كافة أفراد المجتمع.

وفي شهر يونيو من عام 1912م، قامت الابنة ماري بإرسال دعوة إلى اثنتين من صديقاتها المقرات من أجل قضاء ليلة جميلة في مسكن عائلتها وهن الفتاة الأولى تدعى إينا ماي وتبلغ من العمر ثمانية أعوام والفتاة الأخرى تدعى لينا جيرارد وتبلغ من العمر اثنتا عشر عاماً، وفي مساء ذلك اليوم توجهت عائلة السيد مور بأكملها والفتيات الزائرات إلى إحدى الكنائس تلك التي شاركا بها في أحد البرامج والذي يعرف ببرنامج يوم الطفل، والذي تم تنسيقه من قِبل السيدة سارة، وبعد أن انتهى ذلك البرنامج وقد كان الوقت آنذاك في تمام الساعة العاشرة إلا ربع سارت كل من ماري ولينا إلى منزل عائلة مور، وقد وصلن إلى المنزل في تمام الساعة العاشرة تماماً.

وفي صباح اليوم التالي في تمام الساعة السابعة شعرت إحدى السيدات ممن يقمن بجوار مسكن عائلة السيد مور والتي تدعى ماري بيكهام بالقلق والتوتر بعض الشيء؛ وذلك لأنها اعتادت أن ترى جيرانها يقومون في الصباح الباكر ويقومون بنشاطاتهم المعتادة في كل صباح، وفي تلك اللحظة فكرت في أن تقوم بطرق باب منزلهم لترى ما أعاقهم عن نشاطهم المعتاد، وبالفعل طرقت باب المنزل ولكن لم يجبها أحد، وحينها بدأ قلقها يزداد فحاولت أن تقوم بفتح باب المنزل، ولكنها اكتشفت أنه كان مغلقاً بإحكام.

وهنا قامت بفتح الباب على دجاجات عائلة السيد مور ومن ثم توجهت ودعت شقيق السيد جوشيا ويدعى السيد روس، وبعد أن قام بطرق باب المنزل مراراً وتكراراً ولم يتلقى أي إجابة قام بفتح الباب الرئيسي للمنزل بمفاتيح الاحتياط التي كان قد وضعها مع السيد جوشيا معه في حال حدوث أي طارئ، وفي تلك الأثناء بينما بقيت السيدة بيكهام واقفه على شرفة المنزل، دخل السيد روس إلى الصالون وفتح باب غرفة نوم الضيوف، وهنا كانت الصدمة حيث عثر على جثتي كل من إينا ولينا جيرارد على السرير.

وفي تلك اللحظة صرخ السيد روس بأعلى صوته، وحينما همت السيدة بيكهام لرؤية ما به وشاهدت ذلك المنظر على الفور قامت بالاتصال بسيد يدعى هانك، وهو ما كان مسؤول الأول عن السلام في البلدة، والذي بدوره وصل إلى المنزل بعد وقت قصير، وكشفت مباحثات السيد هانك حول المنزل أن عائلة مور بأكملها والفتيات جيرالد قد تعرضا للضرب حتى الموت، كما تم العثور على سلاح الجريمة وهو فأس يعود إلى السيد جوشيا، وفي غرفة الضيوف تم العثور على الشقيقتان.

وبعد أن تم نقل الجثث إلى المستشفى من أجل التشريح ومعرفة سبب الوفاة تبين أن كافة جرائم القتل للأفراد وقعت ما بين منتصف الليل والساعة الخامسة فجراً، ومن بين الاقتراحات التي اقترحها المحققون في القضية هو أن القاتل كان قبل ذلك الوقت ينتظر في علية المنزل حتى يخلد كافة افراد الأسرة للنوم، وأول ما بدأ به هو غرفة النوم الرئيسية، حيث كان يرقد هناك السيد جوشيا والسيدة سارة نائمين، ثم قام بضرب جوشيا أولاً وقتله بعدة طعنات بالفأس وبعد ذلك قام بقتل سارة بنفس الطريقة، ثم همّ بتقطيع وجهه إرباً إرباً لدرجة أن عينيه كانت خارجة من مكانها.

ومن ثم توجه نحو غرف الأطفال وقام في البداية بضرب الابن هيرمان والفتاة كاثرين وكل من آرثر وبولس في منطقة الرأس بذات الطريقة التي ضرب بها والديهم، ثم عاد وتوجه نحو غرفة النوم الرئيسية من أجل التأكد من وفاة الوالدين وكرر ضرباته بالفأس بشكل إضافي، وبعد أن انتهى من ذلك الطابق انتقل إلى الطابق السفلي إلى غرفة نوم الضيوف وقام بقتل كل من إينا ولينا.

وفي النهاية توصلت التحقيقات والتحريات أن جميع من تم قتلهم كانوا نائمين في تلك اللحظة التي قام بقتلهم بها، ما عدا الفتاة لينا، إذ تبين أنها كانت مستيقظة؛ وذلك لأنها كانت تحاول أن تقاوم القاتل ومحاولة دفعه عنها، جراء العثور عليها مستلقية على السرير، ومصابة بجرح دفاعي على ذراعها، كما تم التوصل إلى أن القاتل من الممكن أنه قام بالاعتداء على لينا أو حاول ذلك قبل أن يقوم بقتلها.

وأخيراً توصلت عناصر الشرطة بعد وقت طويل في البحث حول تلك الجريمة المروعة إلى أنه هناك مجموعة وليس فرد واحد من المشتبه بهم، وقد كان من بين هؤلاء المشتبه بهم هو قس يدعى جورج كيلي وآخر يدعى فرانك جونز وآخر يدعى ويليام مانسفيلد وعدد لا بأس به من الأقارب؛ وذلك لأن القس جورج حاول أن يقوم بقتل آخرين بذات الطريقة في السابق مرتين، وانتهت المحاكمة في المرة الأولى بأنها معلقة، وحينما استأنفت وتم الحكم مرة ثانية أغلقت القضية على حكم البراءة لجميع المشتبه فيهم.

المصدر: كتاب ألوان في القصص القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963م


شارك المقالة: