قصة لماذا يشتكي البحر أو (Why the Sea Moans) هي حكاية خرافية من البرازيل، للمؤلف (Elsie Spicer Eells) نشرها (Dodd، Mead and (Chicago
الشخصيات:
- الأميرة ديونيزيا.
- أفعى البحر.
- الأمير.
قصة لماذا يشتكي البحر:
ذات مرة، كانت هناك أميرة صغيرة تعيش في قصر ملكي رائع، في جميع أنحاء القصر كانت هناك حديقة جميلة مليئة بالزهور الجميلة والشجيرات والأشجار النادرة، كان الجزء الذي أحبته الأميرة أكثر من أي جزء من الحديقة هو ركن منها يمتد إلى البحر، كانت أميرة صغيرة وحيدة للغاية وكانت تحب الجلوس ومشاهدة جمال البحر المتغير.
كان اسم الأميرة الصغيرة ديونيزيا، وغالبًا ما كان يبدو لها أنّ البحر يتكلم وهو يندفع باتجاه الشاطئ، وفي أحد الأيام عندما كانت الأميرة الصغيرة تجلس بمفردها بجانب البحر، قالت لنفسها: أنا وحيدة جدًا، أتمنى أن يكون لدي شخص ما ألعب معه، عندما أركب في العربة الملكية أرى فتيات صغيرات لديهنّ أصدقاء يلعبون معهن، ولأنّني أميرة ملكية، ليس لدي أي شخص ألعب معه.
ثمّ حدث شيء رائع، حيث سمعت الأميرة البحر يتكلم ببطء شديد وبشكل واضح، سارت الأميرة الصغيرة بالقرب من البحر، و جاءت أفعى بحرية لمقابلتها، كانت تعلم أنها أفعى بحرية من الصور الموجودة في كتب قصتها الملكية على الرغم من أنها لم ترَ ثعبانًا بحريًا من قبل، ولكن بطريقة ما بدا هذا الثعبان البحري مختلفًا عن الصور، بدلاً من أن يكون وحشًا شرسًا، بدا لطيفًا وجيدًا.
مدّت الأميرة ذراعيها إليها على الفور، قالت لها: ديونيزيا: أنا صديقتك لابيسمينا، تعالي والعبي معي، بعد ذلك كانت الأميرة الصغيرة أكثر سعادة، كانت الأفعى تخرج من البحر لتلعب معها كل يوم عندما تكون بمفردها، ومرت السنوات بسرعة وفي كل عام كبرت الأميرة الصغيرة لتصبح أميرة أكبر وعندما كانت تبلغ من العمر ستة عشر عامًا، في أحد الأيام عندما كانت الأميرة تمشي صعودًا وهبوطًا مع الأفعى بجانب البحر، نظرت أفعى البحر إلى ديونيزيا بعيون حزينة.
وقالت لها: أنا أيضًا كبرت طوال هذه السنوات، عزيزتي ديونيزيا، والآن حان الوقت الذي لم يعد بإمكاننا اللعب فيه معًا، لن أخرج أبدًا من البحر لألعب معكِ بعد الآن، لكننّي لن أنساك أبدًا وسأكون دائمًا صديقتك، أتمنى ألا تواجهي أي مشكلة، ولكن إذا وقعت بمشكلة عليك أن تنادي اسمي وسوف آتي لمساعدتك، ثم اختفت أفعى البحر في اعماق البحر.
في تلك الأثناء ماتت زوجة ملك مجاور وبينما كانت مستلقية على فراش الموت أعطت الملك خاتمًا مرصعًا بالجواهر، وقالت: عندما يحين الوقت الذي ترغب فيه في الزواج مرة أخرى، أطلب منك الزواج من أميرة بحيث يكون هذا الخاتم مناسباً لأصبعها وبعد فترة، بدأ الملك يبحث عن أميرة لتكون عروسه.
زار العديد من القصور الملكية وجرب الخاتم على أصابع العديد من الأميرات الملكيات، كان الخاتم ضيقًا جدًا على البعض الآخر وكان فضفاضًا جدًا، ولم تكن هناك أميرة يناسب إصبعها تمامًا، وفي نهاية بحثه، جاء الملك إلى القصر الملكي حيث تعيش الأميرة ديونيزيا.
كان الملك كبيرًا في السن ولم يكن وسيمًا، وعندما جرّب الخاتم على إصبع ديونيزيا كانت تأمل من كل قلبها ألا يكون مناسبًا، ولكنّه كان مناسباً تماماً، كانت الأميرة ديونيزيا خائفة حتى الموت، وسألت والدها: هل سأضطر حقًا إلى الزواج منه؟ أخبرها والدها أنّه ملكًا ثريًا للغاية ولديه قصر ملكي رائع، وهو أكثر روعة وفخامة من القصر الذي لطالما كانت الأميرة ديونيزيا تملكه.
لم يكن والدها راضياً عن لرفضها الملك على الإطلاق، وقال: يجب أن تعتبري نفسك أكثر أميرة حظاً في العالم، أمضت ديونيزيا أيامها ولياليها في البكاء، وفي أحد الأيام، سارت ديونيزيا صعودًا وهبوطًا بجانب البحر، وهي تبكي كما لو أن قلبها سينكسر، ثمّ توقفت عن البكاء دفعة واحدة، وقالت: كم كنت غبية، أخبرتني لابيسمينا أنّه إذا كنت في أي مشكلة فسوف تعود وتساعدني.
ثمّ مشت ديونيزيا بالقرب من البحر ونادت بهدوء: لابيسمينا، فخرجت الأفعى من الأعماق كما كانت تأتي، أخبرت الأميرة أفعى البحر كل شيء عن المشكلة المروعة التي كانت تهدد بإفساد حياتها، فقالت لابيسمينا: لا تخافي، قولي لوالدك أنك ستتزوجين الملك عندما يقدم لك الملك ثوبًا من لون الحقول بكل أزهارها، ثم اختفت أفعى البحر مرة أخرى في البحر، ثمّ أرسلت ديونيزيا رسالة عن طريق والدها إلى خطيبها الملكي بأنها لن تتزوجها إلا عندما يشتري لها فستانًا بلون الحقول وجميع أزهارها.
كان الملك يحب ديونيزيا كثيرًا، لذلك بحث في كل مكان عن فستان بلون الحقول وكل أزهارها، كان من الصعب جدًا العثور عليه ولكنّه اشترى واحداً أخيرًا، وأرسله إلى ديونيزيا في الحال، وعندما رأت ديونيزيا أن الملك قد وجد الفستان لها حقًا، شعرت بالحزن، و اعتقدت أنه لا مفر وأنه سيتعين عليها الزواج من الملك بعد كل شيء.
بمجرد أن ابتعدت عن القصر دون أن يلاحظها أحد، ركضت إلى البحر ونادت مرة أخرى: لابيسمينا، فخرجت افعى البحر على الفور من البحر، وقالت:لا تخافي، ارجعي وقولي إنك لن تتزوج الملك حتى يعطيك ثوبًا بلون البحر وجميع أسماكه، وعندما سمع الملك هذا الطلب الجديد لديونيزيا كان محبطًا، ومع ذلك فقد بحث عن الفستان، وأخيراً، بعد إنفاق مبلغ كبير من المال، اشترى مثل هذا الثوب.
عندما رأت ديونيزيا أنه قد تمّ العثور على ثوب بلون البحر وجميع أسماكه من أجلها، ذهبت مرة أخرى لطلب المشورة من صديقتها أفعى البحر، وقالت لها لابيسمينا مرة أخرى: لا تخافي، هذه المرة يجب أن تطلبي من الملك أن يحضر لك ثوبًا بلون السماء وكل نجومها، ويمكنك أيضًا أن تخبريه أنّ هذه هي آخر هدية ستطلبها منه.
عندما سمع الملك عن طلب فستان بلون السماء وكل نجومها، شعر بالإحباط التام، ولكن عندما سمع أن ديونيزيا قد وعدت بأنّ هذه ستكون آخر هدية، شرع في شراء الفستان بكل سرعة ممكنة، وفي النهاية وجد واحداً، وعندما رأت ديونيزيا الفستان لون السماء وكل نجومها ظنت أنه لا مفر هذه المرة من الزواج من الملك، ودعت ثعبان البحر بقلب قلق لأنّها كانت تخشى أنّه حتى لابيسمينا الآن لا تستطيع فعل أي شيء لمساعدتها.
خرجت لابيسمينا من البحر استجابة لدعوتها، وقالت لها: اذهبي إلى القصر وخذي كلّ الأثواب التي جلبها الملك، ثمّ اسرعي إلى هنا إلى البحر لأني أعد لكِ مفاجأة، وطوال الوقت عندما كان الملك يشتري الأثواب الرائعة لديونيزيا، كانت أفعى البحر تبني سفينة لها، وعندما عادت ديونيزيا من القصر الملكي بفساتينها الجميل، كان هناك قارب صغير غريب في انتظارها.
لم يكن مثل أي قارب آخر رأته على الإطلاق وكانت خائفة تقريبًا من الدخول إليه فقالت لابيسمينا: هذه السفينة الصغيرة التي بنيتها من أجلك، ستنقلك بعيدًا فوق البحر إلى مملكة الأمير الذي هو الأكثر سحراً في كل العالم، وعندما ترينه سترغبين في الزواج منه، صرخت ديونيزيا: كيف يمكنني أن أشكرك على كل ما فعلته من أجلي؟
قالت لابيسمينا: يمكنك أن تفعلي أعظم شيء في العالم من أجلي، على الرغم من أنني لم أخبرك أبدًا، فأنا حقًا أميرة مسحورة، يجب أن أبقى في شكل أفعى البحر حتى أسعد كل فتاة في كل العالم، وفي يوم زواجك، إذا تذكرت أن تنادي اسمي ثلاث مرات، فسوف تكسرين سحري، وعدت ديونيزيا صديقتها بأنها ستتذكر القيام بذلك، وأبحرت بعيدًا في السفينة الصغيرة.
أبحرت ديونيزيا في السفينة الصغيرة وأخيراً حملتها إلى جزيرة جميلة، ظنت أنها وصلت إلى وجهتها، وما إن خرجت من القارب حتى أبحر بعيدًا عنها، فقالت: الآن ماذا أفعل؟ القارب غادرني، ماذا سأفعل؟ كانت تنتقل من بيت إلى بيت حتى أخيرًا جاءت إلى القصر الملكي، وفي القصر الملكي أخبروها أنهم بحاجة ماسّة لخادمة لرعاية الدجاج.
قبلت ديونيزيا العمل في الحال، ومرّ الوقت وأخيراً تم الاحتفال بحفل عظيم في المدينة، وقررت ديونيزيا أنها ستذهب إلى الحفل أيضًا، ولبست ثوبها الذي كان لون الحقول وكل أزهارها، في هذا الثوب الرائع كانت متأكدة من أن لا أحد سيخمن أنها كانت الخادمة الصغيرة التي تركت في المنزل لرعاية الدجاجات، وأسرعت حتى وصلت في الوقت المناسب.
لاحظ الجميع في الحفل الفتاة الجميلة في ثوبها، ووقع الأمير في حبها وعندما رقص معها أعطاها جوهرة، ولكن قبل انتهاء الحفل هربت ديونيزيا بعيدًا، وعندما عاد بقية أفراد الأسرة المالكة إلى منازلهم، كانت الخادمة الصغيرة تهتم بالدجاج تمامًا كما تركوها، فقال الأمير لوالدته: ألا تعتقدين أنّ الفتاة الجميلة في الحفل تشبه الخادمة الصغيرة التي تهتم بالدجاج لدينا؟
أجابت والدته: كيف يمكن للخادمة الصغيرة أن ترتدي مثل هذا الثوب الرائع ؟ وللتأكد فقط، أخبر الأمير المستشار الملكي أن يكتشف ما إذا كانت الخادمة الصغيرة قد ذهبت إلى الحفل، وتحدث جميع الخدم أنهم تركوها في المنزل مع الدجاج وعثروا عليها كما تركوها.
وبعد بحث طويل عن الفتاة الجميلة ولكن دون جدوى، أصبح الأمير نحيفًا وشاحبًا، وبذل كل من حوله قصارى جهدهم لإطعام الأمير ولكنّه كان يرفض، أخيرًا، قالت الخادمة الصغيرة أنّها تستطيع إعداد طبق يأكله الأمير، و صنعت طبق مرق للأمير وأسقطت الجوهرة التي أعطاها إياها الأمير في قاع الطبق، وعندما تم وضع المرق أمام الأمير، جذبت الجوهرة البرّاقة انتباهه.
سأل الامير: من صنع طبق المرق هذا؟ ردّت والدته: لقد صنعته الخادمة الصغيرة التي تهتم بالدجاج، صاح الأمير: أرسلوا للخادمة الصغيرة لتأتي إلي في الحال، كنت أعرف أنها فتاة الحفل، ثمّ تزوج الأمير من ديونيزيا في اليوم التالي، وكانت ديونيزيا أسعد فتاة في كل العالم، وفي حماسة ديونيزيا، نسيت كل شيء عن استدعاء اسم صديقتها لابيسمينا، في ساعة زواجها كما وعدت.
ولم يكن هناك مفر للابسمينا، كان عليها أن تبقى على شكل أفعى بحرية بسبب إهمال ديونيزيا، لقد فقدت فرصتها في الخروج من البحر لتصبح هي نفسها أميرة جميلة وتجد أميرًا ساحرًا خاصًا بها، لهذا السبب يسمع أنينها الحزين في البحر.