ما أكثر حكايات جحا وقصصه، فحياته مليئة بالأحداث والنوادر الشيّقة، ومليئة أيضاً بالحيل الذكية والفريدة من نوعها، وفي هذه القصة سنحكي عن واحدة من حيل جحا عند بيعه لمنزله، وكان يريد بهذه الحيلة أن يبيع منزله ولكن من دون أن يفقده تماماً، فقام بحيلة ذكية وانتصر على الرجل الذي قام بشراء منزله كعادته.
مسمار جحا:
كان جحا يسكن في منزل مميّز بأنّه منزل واسع وجميل، ولكن في يوم من الأيام قرّر بيعه؛ وذلك لأنّه تعرض لظرف سيء فأصبح بحاجة للمال، ولكن من شدة حبّه لمنزله بدأ يفكّر بحيلة كيف يبيع منزله من غير أن يفرّط به تماماً. ظل جحا يفكّر ويفكّر إلى أن خطرت بذهنه فكرة لا يمكن أن تخطر على بال أحد، فقام بإضافة مسمار على حائطه؛ وذلك من أجل أن يزيد من ثمن المنزل، فدق مسماراً على الحائط، وبدأ جحا بالإعلان عن بيع منزله.
أصبح الناس يأتون لرؤية المنزل، وكان أغلبهم يعجبون بشكل المنزل وسعره أيضاً، ولكن أغلبهم يعترضون على الثمن المضاف من أجل المسمار، وكان جحا يرد على أي اعتراض بجملة: إذاً اشتروا المنزل واتركوا لي المسمار، ظل جحا على هذه الحال لفترة من الزمن إلى أن جاء أحد الأشخاص وكان بحاجة ماسّة لشراء المنزل، فوافق على سعر المنزل ولكن لم يستطيع أن يدفع ثمن المسمار؛ لذلك اتفق مع جحا أن يشتري المنزل على أن يبقى المسمار ملكاً لجحا، وقال المشتري في نفسه متعجباً: ماذا يريد جحا بالمسمار مادام في منزلي الذي سيصبح ملكاً لي.
ولكن جحا أصر على أن يكتب بالعقد شرطاً على المشتري أن المسمار من حقّه، وأنّه ليس له حق في نزعه من الحائط، فوافق المشتري وهو لا يعلم بحيلة جحا، وبعد ما تم هذا العقد وسكن هذا الرجل منزل جحا، جاء يوم من الأيام وأراد جحا زيارة منزله الذي باعه لهذا الرجل فطرق الباب، وسأله الرجل عن سبب زيارته فقال له جحا: أتيت لكي أطمئن على مسماري، رحب به الرجل وأدخله المنزل وقدّم له الطعام، ولكن زيارة جحا أصبحت طويلة، ولكن الرجل كان محرجاً من إبداء رأيه ف طول زيارة جحا، وأصبح جحا يأتي لمنزله من يوم لآخر لنفس السبب.
ضاق الحال بهذا الرجل من جحا فذهب واشتكاه إلى أحد رجال الشرطة، وعندما علم بذلك جحا جاء للمنزل وخلع عمامته وفرش ونام على الأرض، وعندما سأله الرجل عن سبب فعله لهذا أجابه جحا: أنت ذهبت واشتكيتني للشرطة وأنا أنام لكي انتظر قدومهم في ظل مسماري، ولكن الشرطي لم يأتي، وظل جحا يقوم بهذا الفعل كل يوم وكان يأتي بأوقات الطعام، ولكن الرجل ضاق به الحال أكثر فأكثر فقرّر أخيراً هذا الرجل أن يترك المنزل لجحا ويذهب.