تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب التي صدرت عن الأديب آرثر كونان دويل، وقد تناول من خلال مضمونها الحديث حول فك لغز لحياة فتاة انقلبت رأساً على عقب.
قصة مغامرة الدراج الانفرادي
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى الفتيات التي تدعى فيوليت سميث، حيث أنه في أحد الأيام رغبت في الوصول إلى أحد أهم المحققين لاطلاعه على أمر ما، وقد توصلت إلى شخص يدعى هولمز، وهو من أبرز المحققين الناجحين في ذلك الوقت، وأول ما التقت بالمحقق أخبرته أنه قبل فترة وجيزة حدث تحول غير عادي في حياتها وحياة والدتها، إذ مات والدها وتركها هي ووالدتها يواجهان حياة الفقر لوحدهن، وذات يوم كان هناك إعلان منشور في الصحف يسأل عن مكان إقامتهن، حينها رددن على ذلك الإعلان والتقين بشخص يدعى كروجرز وآخر يدعى ودلي، السيد كروجرز كان شخص لطيف للغاية، بينما السيد ودلي كان إنسان مزعج.
وقد كان الرجلان قادمين من دول جنوب إفريقيا، والسبب في قدومهما أنهما كانا على معرفة مسبقة بعم الفتاة الذي يدعى السيد رالف، والذي كان في القديم يعيش حياة فقر بائسة، ولذلك عزم على الهجرة إلى جنوب أفريقيا، إذ لم يكن يجد في يوم من الأيام لقمة الخبز، وقالا الرجلان للفتاة أن عمها قبل وفاته أوصي بأن يتم توفير كل ما يلزم لها ولوالدتها، وقد كان ذلك الأمر أدهش فيوليت؛ وذلك لأنها وأسرتها لم يسمعوا أي كلمة من السيد رالف منذ أن غادر إلى جنوب إفريقيا، وقد حدث ذلك قبل ما يقارب خمسة وعشرين عاماً، وفي تلك الأثناء أوضح السيدان أن رالف قبل وفاته سمع بوفاة شقيقه وشعر بالمسؤولية تجاه عائلته.
وأول ما بادر هو السيد كروجرز، حيث عرض على فيوليت أن تتعلم الموسيقى لدى أحد المدرسين في منزل كروجرز مقابل مئة جنيه إسترليني سنويًا، وافقت على قبول عرضه بعد صرح لها كروجرز إنها بإمكانها رؤية والدتها في عطلة نهاية الأسبوع، وقد كانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن جاء السيد ودلي، وفي حينها أشار إلى أنه سوف يقيم في ذات المنزل لمدة أسبوع بأكمله، وفي ذلك الأسبوع قام بالعديد من المضايقات لها، وباستمرار كان يتفاخر بأنه إذا قبلت بالزواج منه سوف تعيش حياة الثراء والرفاهية، وبعد أن تم اكتشاف مضايقاته لها من قِبل السيد كروجرز قام بطرده من المنزل، وبالفعل لم تشاهده فيوليت منذ ذلك الوقت.
وفي ذلك الوقت صرحت الفتاة للمحقق أنها السبب الذي دفعها لطلب مساعدته هو أن هناك رجل غريب يعتلي دراجة باستمرار يتبعها بينما تتنقل من وإلى محطة السكة الحديدية حين قيامها بزيارة والدتها في عطلة نهاية الأسبوع، وقد كان ذلك الرجل الغامض يحافظ دائمًا على مسافة لا بأس بها خلفها، وفي لحظة ما يختفي دون أن يدرك أحد كيف، لم تتعرف عليه فيوليت على الإطلاق، فكل ما كانت تلاحظه أنه ذو لحية سوداء.
وهنا بدأ المحقق في أسئلته لها، وأول سؤال بدأ به هو عن معجبيها ما عدا ودلي، وقد أشار إلى أنه من المحتمل هناك معجب آخر يسير على هذا النحو، ولكنها وهي تفكر فيمن يا ترى يكون؟ كانت الشكوك في ذهن المحقق تدور حول السيد كروجرز؛ وذلك لأنه على الرغم من أنه يبدو رجل نبيل في جميع تصرفاته معها، إلا أنه كذلك من الواضح أنه منجذب إليها.
وبعد أن غادرت فيوليت من لقائها بالمحقق، بدأ يفكر المحقق في أنه من الغريب أن يدفع كروجرز ما قيمته مئة جنيه إسترليني سنويًا لمعلم الموسيقى، وهنا فكر المحقق أنه من الأجدر به هو أن يرسل أحد أصدقائه والذي يدعى الطبيب واتسون إلى مدينة ساري وهو المكان الذي تتلقى به فيوليت دروس الموسيقى؛ إذ أراد بعض المعلومات حول ما يتم هناك بالضبط، وحينما عاد الطبيب أوضح للمحقق أنه لا يوجد هناك شيء يحدث، فكل ما تحدثت به الفتاة حقيقي، وبالفعل هناك رجل غامض يخرج خلفها ويعود إلى أحد المنازل المحلية.
وهنا لم يطمأن المحقق لما في جعبة الطبيب من أخبار، وفي المساء وصل إلى المحقق رسالة من فيوليت، إذ أخبرته بها أنها تلقت عرض الزواج من كروجرز، ولكنها رفضت؛ وذلك لأنها في الحقيقة مخطوبة من شاب يدعى سيريل يعمل في مجال الهندسة الكهربائية، وأول ما أتم المحقق قراءة الرسالة قرر أن يذهب بنفسه برفقة صديقه الطبيب إلى مدينة ساري، ولكن ما حدث معه في تلك المدينة أنه دخل في شجار في أحد المقاهي، إذ حينما بدأ كلاهما يفكران في القضية في المقهى والحديث حولها كان السيد ودلي موجود في إحدى زوايا المقهى وقد سمع اسمه قد ذكر عند الحديث في قصة الفتاة، فخرج وطلب من أحد الرجال في المقهى بمعرفة من هو ذلك الذي ذكر اسمه وماذا يريد منه.
وحينما توجه الرجل وسأله عن غايته من السيد ودلي تصاعدت المناقشة بينهم إلى أن استخدموا العنف، ونتيجة تلك المشاجرة أصيب المحقق ببعض الكدمات، بينما اضطر ذلك الرجل مع الطبيب إسعافه وقد أوصلوا به إلى المنزل الذي كان يستأجره ودلي، وبعد حديث المحقق مع صاحب المنزل أخبره أن ودلي هو ضيف منتظم في عطلة نهاية الأسبوع.
وفي ذلك الوقت عاد المحقق إلى منزله وقد كان وجهه مشوه إلى حد ما، وأول ما وصل إلى منزله وصلت إليه رسالة أخرى من فيوليت، إذ أخبرته من خلالها أن وضعها أصبح سيء؛ وذلك جراء تكرار طلب كروجرز عليها، بالإضافة إلى ذلك أن ودلي ظهر من جديد، وهنا أدرك المحقق أن هناك بعض المؤامرات التي تتم حبكتها، وقد أخبر صديقه الطبيب أنه ينبغي عليهم أن يقوموا بالانتقال والإقامة لفترة في مدينة ساري؛ وذلك من أجل أن يلتقوا فيوليت عندما تصل إلى المحطة.
ولكن أخفق المحقق وصديقه في الوصول على الموعد؛ حينها اعتقد المحقق أن فيوليت قد اعتلت القطار الذي يسبق رحلتها، وهنا سرعان ما فكر أن يلحق بها على طول الطريق، ولكن ما حدث أن فيوليت قد تعرضت للخطف، وحينما أدرك المحقق بذلك سرعان ما همّ بملاحقة الخاطفين، وأثناء البحث التقوا مع الدراج الغامض وجهًا لوجه، وهنا سحب الدراج سلاحه في وجههم، وقد أعلن الدراج أن الخاطفين هم كل من ودلي وشخص يدعى ويليامسون، ومما اتضح للمحقق أنه يعرف شيئًا ما عن تلك المؤامرة.
ومنذ تلك اللحظة هم كل من المحقق والطبيب في البحث عن الفتاة، وفي بداية بحثهم وجدوا ودلي عريس فاقد الوعي، وقد اتضح أنه من كان يترأس عملية الخطف، ثم بعد ذلك وجدوا ثلاثة من الأشخاص وهم من تم توكيلهم للبحث عنهم في المدينة، وقد كان هناك رجل الدين ويليامسون والذي كان يبدو أنه سوف يقوم بمراسم حفل زفاف بين عروسين، إذ اتضح أن العروس غير راغبة في ذلك الزواج، وحينما قام المحقق بنزع قطعة القماش التي كانت موضوعة على فم العروس اكتشفوا أنها فيوليت، وهنا نهض ودلي وتفاخر بأنه قام بالزواج من فيوليت، وهنا قام من كان يقود الدراجة الغامضة أن يسحب مسدسه ويطلق النار على ودلي، مما أدى إلى إصابته.
وفي النهاية تم التوصل إلى أن المؤامرة من كل من ودلي ويليامسون، حيث أنه في الحقيقة العم رالف جمع ثروة كبيرة أثناء عمله في جنوب أفريقيا، وأنه حينما شارف على الوفاة أوصى بكل أملاكه إلى بنت شقيقه، ومن هنا فكر كل من ودلي وكروجرز أن يحظيا بحب فيوليت، وبعد فشل ودلي كان عليه أن يجذب ويليامسون إلى المؤامرة ووعده بحصة من ربح، إلى أن كروجرز وقع في الحقيقة في حب فيوليت، وبعد ذلك لم يرغب في الانضمام إلى حلفائه في خداعها، وكان يتنكر ويتبعها جراء معرفته أن كل من ودلي وويليامسون ربما كانا ينتظرانها.
وأخيراً تم وضع عقوبات على ودلي وويليامسون، بينما كروجرز حصل فقط على أشهر قليلة، كما طمأن المحقق كروجرز بأن الزواج باطلاً؛ وذلك لأنه لم تكن لدى ويليامسون صلاحية لعقد الزواج.