تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الأديب الشهير آرثر كونان دويل، وقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول جريمة قتل حدثت لإحدى الشخصيات التي لها مكانة وتحمل رتبة كبيرة بين عناصر الشرطة، وبذلك يتم إتهام زوجته بمقتله، إلا أنه في النهاية تبين أنه بريئة من تلك الجريمة البشعة، وأنه من قام بها أحد الجنود القدامى في محاولة منها للانتقام من زوجها إثر خيانة كبيرة تلقها منه في السابق.
قصة مغامرة الرجل الأحدب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى الشخصيات الرئيسة ضمن الأحداث، وقد كانت تلك الشخصية تُعنى بأهم وأبرز المحققين في ذلك الوقت وهو ما يدعى السيد هولمز، حيث أنه في أحد الأيام كان ذلك المحقق يسرد على أحد أصدقائه المقربين منه جداً والذي يدعى الطبيب واتسون أحداث واقعة أو قضية كان منشغل بها وبحلها خلال الفترة السابقة، ويبدأ المحقق باطلاع الطبيب على كافة التطورات التي توصل بها في تلك القضية، وفي النهاية لخص له القضية بأنها تدور حول إحدى الشخصيات التي كانت ذا مركز ومنصب مهم في عناصر الشرطة والذي يدعى العقيد جيمس.
إذ أن ذلك العقيد كان يقيم في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة رويال مونسترس، وفي تلك المدينة كان مسؤول عن أحد المخيمات المقامة هناك وهو ما يعرف للجميع بمخيم ألدرشوت، وقد كان ذلك العقيد قد تعرض لجريمة قتل، وبعد العديد من المباحثات حول القضية لم يكن هناك أي مشتبه به بقتل العقيد سوى زوجته والتي تدعى نانسي.
وعلى الرغم من أن علاقة العقيد بزوجته كانت تتسم بالنجاح، كما كان مبنية على الاحترام والتقدير والمحبة كل منهما للآخر، وهذا الأمر كان واضح جداً أمام كل من يعرفهم، إلا أنه قبل وفاته بفترة وجيزة كان العقيد مصاب بحالة من الاكتئاب واليأس وكانت بالنسبة إليه أيام عصيبة، وقد كان طوال الوقت في حالة عصبية، وخلال تلك الفترة كان في جدال وعراك دائم مع زوجته دون أي سبب يذكر، وبما أنه يتمتع بمنصب مهم في الشرطة كان يقيم هو وزوجته في فيلا تقع خارج المخيم.
وفي ليلة من الليالي خرجت زوجته مع إحدى الصديقات المقربات منها والتي تقيم بالقرب منهم في نزهة، إلا أنها في تلك الليلة قد تأخرت في العودة إلى المنزل، وحينما رجعت سرعان ما توجهت نحو غرفتها وطلبت من الخادمة أن تحضر لها كوباً من الشاي، وفي الوقت الذي علم العقيد أنها قد عادت من نزهتها توجه إلى غرفتها للحديث معها حول أمر ما، وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي شاهدته بها الخادمة على قيد الحياة.
وحسب أقوال الخدم في ذلك المنزل أن بعد دخوله إلى غرفة زوجته بعدة لحظات حصل بينه وبين زوجته عراك، وفي ذلك العراك كانت أصواتهم عالية إلى أن وصلت إلى مسامع الخدم، وفي تلك الأثناء سمعها الخدم وهي تنطق باسم شخص يدعى هنري، وبعد أن نطقت بهذا الاسم تم سماع صرخت العقيد وبعدها صرخت زوجته، وفي تلك اللحظة حاول الخدم مراراً وتكراراً فتح باب الغرفة، إلا أنها كانت مغلقة بإحكام من الداخل، وهنا سرعان ما توجهوا الخدم إلى الحديقة وعلى وجه الخصوص الجانب من جهة غرفة نانسي الخاصة، إذ وجدوا الباب الزجاجي المطل عليها مفتوح على مصرعيه.
وهنا حاولا التسلق والدخول من ذلك الباب، وأول ما وصلوا إلى الغرفة عثروا على العقيد غارق في بركة من الدماء على أرض الغرفة، وزوجته ترقد إلى جانبه في حالة إغماء، وبعد أن رأوا ذلك المنظر المريب والمفزع سرعان ما استدعوا الشرطة كما طلبوا الطبيب لمعاينة الحادثة، وبعد إجراء العديد من التحريات من قِبل عناصر الشرطة عثروا على أحد أنواع الأسلحة، والذي كان سلاح غريب ليس من الأسلحة التي يمتلكها العقيد، وكل ما يبدو إلى عناصر الشرطة أن الزوجة هي من قامت بقتل زوجها وإغلاق الباب بشكل محكم عليهما من الداخل.
ولكن حين وضع التحريات أمام المحقق لم يقتنع بكل تلك النتائج التي تم التوصل إليها، على الرغم من تأكيد كافة العاملين بالفيلا من سماع صوتي العقيد وزوجته فقط قبل جريمة القتل بعدة لحظات، حيث شك المحقق بوجود شخص ثالث كان قد دخل إلى الغرفة قبل وفاة العقيد وأنه هو من أغلق الباب وقد نسي المفتاح بحوزته وخرج به بعد مقتل العقيد من شباك المطل على الحديقة.
وفي ذلك الوقت عزم المحقق على تتبع أثار الأقدام والتي وجد بعضها على العشب، ولكن بالإضافة إلى آثار أقدام الشخصية الثالثة وجد أن هناك آثار إلى حيوان صغير الحجم كذلك، ولكن عناصر الشرطة لم تهتم بذلك الأمر، إلا أن المحقق أصر على أن مفتاح اللغز بيد السيدة نانسي، ولهذا قام المحقق بإخبارها بأنها هي المتهم الوحيد في مقتل زوجها، ولذلك ينبغي عليها أن تدلي بكل ما بوسعها، وفي حال عارضت ذلك الأمر ورفضته، فإنها سوف تتلقى عقوبة قاسية، وبعد أن سمعت هذا الزوجة بالفعل تكلمت، ولكنها اشترطت على المحقق أن يكتم سرها.
وفي تلك الأثناء أخبرت المحقق أنها التقت برجل كانت تعرفه منذ زمن قديم يدعى هنري وود، وقد كان هنري هو أحد الجنود الذين يعملون في مدينة رويال مونستر، وقد كان بينها وبين هنري علاقة غرامية قبل زواجها من العقيد، ولكن أبيها رفض زواجها منه وفضل أن تتزوج من العقيد الطموح، وأثناء اشتعال الحرب بينهم وبين المتمردين الهنود قام العقيد بخيانة الجندي، وعلى إثر ذلك سقط هنري في يد المتمردين، حيث تم تعذيبه بأشد أنواع التعذيب مما تسبب له بحدوث تشوه كبير في منطقة الظهر، ومنذ تلك اللحظة وقد اعتقد الجميع أن هنري قد مات.
ولكن بعد مضي هنري عدة سنوات في سجون المتمردين الهنود تمكن من الهروب وعاش في دولة الهند لفترة، وبعد ذلك قرر العودة إلى وطنه إنجلترا والبحث عن أصدقاءه القدامى، وفي أحد الأيام حين شاهد نانسي من باب الصدفة سرعان ما تعرف عليها وبدأ في تتبعها إلى وصل إلى منزلها، وقد كان اللحظة التي وصل بها إلى منزل نانسي حينما كانت العراك مشتعل بينها وبين زوجها العقيد، وهنا قرر الدخول وبمجرد دخوله إلى الغرفة من جهة الحديقة اندهش العقيد حينما شاهده وإنهار على الأرض إثر سكتة قلبية.
وهنا سرعان ما حاول الخروج من الغرفة، وخشية أن يشاهده أحد أخذ معه المفتاح بشكل متعمد، فهو لم يكن يرغب في أن يكشف عن نفسه، حيث أنه كان يفضل أن يتذكره الجميع تحت اسم الجندي المحارب الذي تم قتله في عمل بطولي، عوضاً عن رؤيته بمنظر الرجل القديم المشوه، وفي النهاية اقتنع المحقق بتلك القصة، ولكنه طلب مقابلة هنري وحين التقى به أخبره أنه قد يضطر للكشف عن هويته في حال تعرضت نانسي للمحاكمة بتهمة قتل زوجها، وهنا وافق على الفور وقد أثبت الطب الشرعي صحة موت العقيد جراء تعرضه لسكتة قلبية.