قصة مغامرة المسافر

اقرأ في هذا المقال


قصة مغامرة المسافر أو (The Traveller’s Adventure) هي قصة خيالية وحكاية شعبية من الشرق، للمؤلف: تشارلز جون تيبيتس، نشرت عام 1889، نشرها (W. W. Gibbings).

الشخصيات:

  • الرجل المتدين.
  • الأفعى الشريرة.
  • البقرة.
  • الشجرة.
  • الثعلب.

قصة مغامرة المسافر:

يروى أنّه كان رجلاً على ظهر جمل أثناء السفر وصل إلى مكان أشعل فيه آخرون من نفس القافلة النار قبل الشروع في رحلتهم، وأدّت الريح التي تشبه المروحة التي تتنفس على الجمر إلى إحداث لهب وشرر الذي حلّق فوق الغابة، فاشتعل الخشب الجاف، وتوهج السهل كله مثل سرير من زهور التوليب، في وسط ذلك، كان هناك أفعى ضخمة محاطة بالنيران، ولم يكن لديها أي وسيلة للهروب.

وكانت على وشك أن تشوى مثل سمكة، أو تحترق مثل حجل على المائدة، نزف الدم من عينيها المشحونة بالسموم، ورأى الرجل والجمل، فتضرعت إليهم طلباً للمساعدة، وكأنّها تقول: ماذا لو أعطيتني شفقتك بلطف، وقمت بفك العقدة التي تتشابك حولي، كان المسافر رجلا صالحا يتقي الله، و عندما سمع شكوى الأفعى، ورأى حالتها المزرية، فكر هكذا مع نفسه: هذه الأفعى هي بالفعل عدو الإنسان.

ثمّ قال: لكن كونها في مأزق وحيرة، سيكون من الأفضل لي أن أترك بذرة الرّحمة، وإنّ محاولة مساعدتها لن تجلب لي الشر في هذه الحياة، وربما ستنفعني في الآخرة، وهكذا اقتنع بربط أحد أكياس سرجه بنهاية رمحه، ومدّه إلى الأفعى التي فرحت بالهروب، ودخلت الحقيبة، وتمّ إنقاذها من اللهب، ثمّ فتح الرجل فم الكيس، وخاطبها على النحو التالي: انطلقي إلى حيث تريدين، لكن لا تنسَي أن تقدمي الشكر على حفظك.

ثمّ قال لها: من الآن فصاعدًا ابحثي عن ركن للتقاعد فيه، وكفّي عن إلحاق الضرر بالبشرية، لأنّ الذين يفعلون ذلك هم غير أمناء في هذا العالم وما يليه، لذلك اتقي الله، ولا تضايقي احدًا، هذا حقا هو الخلاص الحقيقي، فأجابت الحية: أيها الشاب، اسكت، فأنا لن أغادر حتى أجرحك أنت وهذا الجمل، فصرخ الرجل: ولكن كيف هذا؟ ألم أجد لك منفعة وأساعدك؟ لماذا، هل هذا هو أجري؟

من جهتي كان هناك أمانة، فلماذا هذا الظلم من جهتك؟ قالت الأفعى: صحيح أنك رحمت، لكنّها كانت لشيء لا يستحق، أنت تعرف أنّي عامل ضرر للبشرية، وبالتالي عندما أنقذتني من الدمار، فأنت تخضع لنفسك لنفس القاعدة التي تنطبق على العقوبة بسبب فعل شرير تم ارتكابه ضد شيء يستحق، ومرة أخرى ، هناك عداوة طويلة الأمد بين الأفعى والإنسان، والذين يستخدمون البصيرة يعتبرونها قاعدة من الحكمة لسحق رأس العدو.

ثمّ اكملت الأفعى: كان لابد لحفظ  أمنك من الضروري تدميري، لكنّك  لإظهار الرحمة فقدت اليقظة، من الضروري الآن أن أجرحك، حتى يتعلم الآخرون من مثالك، فصرخ الرجل: يا أفعى، احكمي ولكن في مشورة العدل، في أي عقيدة تمارسين هذه الأفعال، أنّ الشرّ يجب أن يعاد للخير، أو أن متعة منح المنافع يجب أن ترد بالضرر والبلاء؟

أجابت الأفعى: هذه هي العادة بين الرجال، أنا أعمل حسب مرسومك، نفس سلعة القصاص التي اشتريتها منك أنا أيضا أبيعها، اشترِ للحظة واحدة ما تبيعه لسنوات، وعبثًا توسل المسافر، وكان ردّ الأفعى على الدوام : أنا أتعامل معك على طريقة الرجال، ولكنّ الرجل نفى هذا، ثمّ قال: لكن، دعونا نستدعي الشهود: إذا أثبتوا تأكيداً لكلامك، فسأذعن لإرادتك.

نظرت الأفعى حولها، ورأت بقرة ترعى من بعيد، وقالت: تعال، سنطلب من هذه البقرة حقوق السؤال، فلما تقدموا إلى البقرة، فتحت الأفعى فمها وقالت: يا بقرة ما أجر المنفعة؟ قالت البقرة: إذا سألتني على طريقة الرجال، فإن رد الخير دائمًا شرير، على سبيل المثال، كنت أعمل لفترة طويلة في خدمة مزارع، وقد ولدت له عجلاً سنويا، وزوّدت بيته باللبن والسمن، ورزقه وحياة أولاده تعتمد عليّ.

ولكن عندما كبرت، ولم أعد أنجب عجولاً، توقف عن توفير ملجأ لي، ودفعني لأموت في غابة، ولكن بعد العثور على العلف، والتجول بسهولة أصبحت سمينًا، وعندما رأى سيدي العجوز حالتي بعد أن اصبحت ممتلئة، أحضر معه بالأمس جزارًا باعني إليه، وهذا اليوم مخصص لذبحي، قالت الحيّة: هل سمعت البقرة، عليك الاستعداد للموت بسرعة، فصرخ الرجل: لا يجوز الفصل في قضية بشهادة شاهد واحد، فلنسأل واحداً آخر.

نظرت الأفعى حولها ورأت شجرة، بلا أوراق وعارية تقذف بأغصانها البرية إلى السماء، فقالت للرجل: دعنا نناشد هذه الشجرة، ثمّ ساروا معا الى الشجرة، ففتحت الحية فمها فقالت: يا شجرة ما أجر الخير؟ قالت الشجرة: بين الرجال، جزاء الخير  هو الرد بالشر والضرر، وسأعطيك دليلاً على ما أؤكده، أنا شجرة، على الرغم من نموها على ساق واحدة في هذه النفايات الحزينة، إلا أنها كانت ذات يوم مزدهرة وخضراء.

وأكملت الشجرة قائلة: و كنت أقدم خدمة للجميع، و عندما جاء أي من الجنس البشري، تغلب عليه الحرارة والسفر بهذه الطريقة، استراحوا تحت ظلّي، وناموا تحت أغصاني، وعندما تخلّى ثقل الراحة عن جفونهم، رفعوا أعينهم إلي وقالوا لبعضهم البعض: أنّ أغصانها تنفع بشكل جيد لصنع سهم ومنهم من قال: هذا الفرع سيكون بمثابة محراث، وآخرون قالوا: ومن جذع هذه الشجرة ما هي الألواح الجميلة التي يمكن أن تُصنع!

وإذا كان لديهم فأس أو منشار، اختاروا أغصاني و قطعوها وحملوها بعيدًا. وهكذا فإن الذين أعطيتهم الراحة والظل لا يكافئوني إلا بالألم والضيق، وفي حين أنّ رعايتي تلقي بظلالها عليهم في تعبهم، فهم يتأملون فقط في أفضل السبل لاستئصال جذري، قالت الأفعى: حسنًا، هنا شاهدان، لذلك، أتّخد قرارك، لأني يجب أن أجرحك.

قال الرجل: صحيح، لكنّ حب الحياة قوي، وبينما تبقى القوة يصعب استئصال حبها من القلب، لذلك لنسأل شاهد واحد فقط، وبعد ذلك أتعهد بالخضوع لحكمك، والآن حدث شيء رائع حيث أنّ الثعلب الذي كان يقف بجانبهما طوال كل هذا الجدل سمع كلّ حديثهما، وتقدم الآن، فصرخ الثعبان عند رؤيته: انظر إلى هذا الثعلب، ودعنا نسأله، ولكن قبل أن يتكلم الرجل صرخ الثعلب: ألا تعلم أن أجر الخير هو الشر دائمًا؟

ثمّ قال الثعلب: ولكن ما هو الخير الذي صنعت من أجل هذه الحيّة لتجعلك مستحقًا للعقاب؟ فروى الرجل قصته له، فأجاب الثعلب: أنت تبدو عاقلًا، فلماذا تخبرني بالكذب؟ كيف يصح للحكيم أن يتكلم بالكذب؟ كيف يمكن أن يصبح رجلاً عاقلاً ليقول الكذب؟ فنظرت الأفعى بدهشة وقالت: الرجل يتكلم بصدق، لأنّ هذه هي الحقيبة التي أنقذني فيها دليلاً على صدقه .

قال الثعلب وهو يرتدي زي الدهشة: كيف أصدق هذا الأمر؟ كيف يمكن لثعبان كبير مثلك أن يتم احتواؤه في مساحة صغيرة جدًا؟ قالت الأفعى: إذا شككت بي، فسأدخل الحقيبة مرة أخرى لأثبت ذلك، قال الثعلب: حقًا لو رأيتك هناك، ربما كنت أستطيع تصديق ذلك، وبعد ذلك أحسم الخلاف بينك وبين هذا الرجل، وعلى هذا فتح المسافر الحقيبة، فدخلتها الأفعى منزعجة من عدم تصديق الثعلب لها.

وبعدما تأكد الثعلب من دخول الأفعى، قال ناظرًا إلى الرجل: أيها الشاب، إذا أمسكت عدوك، فلا تتركه أبدًا، وعندما يُهزم عدو، وفي ظل قوتك من المقولة الحكيمة ألا تُظهر له أي رحمة، أخذ المسافر تلميح الثعلب وفهمه على الفور، وربط فم الكيس وضربه بحجر، ودمّر الأفعى وقتلها، وبالتالي أنقذ البشرية من الآثار الشريرة لنزعاتها الشريرة.


شارك المقالة: