في الكثير من الأحيان يكون الشخص ذاهب في طريق معين، ويمكن أن يحدث معه أمر ما أو عطل يعكّر صفوه، ولكن هل من المعقول أن يكون هنالك زوجان خارجان في رحلة للتنزه وعلى إثر عطل بسيط في سيارتهم يدخلان في عالم مليء بالمتوحشين والقتلى وضحية للمختلين؟ تابع معنا عزيزي القارئ أحداث القصة للنهاية لنرى ما حدث مع أبطال القصة وهل تمكنا من النجاة بأنفسهما أم لا.
قصة مكان شاغر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول رجل يدعى ديفيد وامرأة تدعى إيمي، وهما زوجان شابان في بداية زواجهما، وفي يوم من الأيام قررا أن يشرعان بنزهه إلى إحدى المدن الحديثة، وقد كان الطريق المؤدي إلى تلك المدينة هو الطريق السريع، وأول ما انطلقا إلى تلك المدينة من سوء حظّهما حدث عطل بالسيارة، وما زاد الأمر سوءًا هو أنه هذا العطل حدث في إحدى المناطق الجبلية، الخالية تقريباً من السكان، وفي تلك الأثناء نزل السيد ديفيد من السيارة وحاول جاهداً مراراً وتكراراً من أجل إطلاح عطل السيارة، ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل، فطلب من زوجته النزول من السيارة وأخذا بالسير على الأقدام.
وفي لحظة ما لمحت أبصارهما ضوء قادم من مكان بعيد بعض الشيء، وهنا شعرا بالراحة والطمأنينة لعلهما يلقيان مكان يبيتان به حتى بزوغ الصباح، وكان لديهم أمل في أن يجدا في ذلك المنزل هاتف يتمكنان من خلاله الاتصال بأحد من أخصائي تصليح السيارات، أو الحصول على أيّ مساعدة بأي شكل من الأشكال.
وبعد السير لمسافة ليست بقليلة تبين لهما بأن ذلك الضوء بازغ من أحد الفنادق المتواجدة في المنطقة، وأول ما وصلا إلى هناك قررا أن يبيتا تلك الليلة في ذلك الفندق حتى شروق الشمس، ولكن لم يكن يعرفاه بأن هذا القرار هو أسوء قرار قد اتخذاه في حياتهما، وأول ما وصلا إلى الاستقبال طلبا حجز غرفة وبعد أن أتما إجراءات الإقامة في الفندق صعد الزوجان إلى غرفتهما وقد كانا مرهقين جداً من المسير، وعلى الفور تمددا على الفراش، وبعد أن استراحا قليلاً قام ديفيد بفتح التلفاز من أجل البحث عن شيء للترفيه.
فالمكان كان مقفر للغاية وشبه مهجور وصامت لا يوجد به أي حركة، وفي تلك الأثناء أخذ السيد ديفيد بالبحث هنا وهناك في الغرفة من أجل الحصول على أحد أشرطة الفيديو الخاصة بالأفلام، وبعد دقائق وجد هناك العديد من أشرطة الفيديو وقد اختار واحد منهم معتقداً أنه سوف يشاهد شيء ممتع، ولكن ما لم يتوقع أحد حدوثه هو أنه أول ما اشتغل الفيديو وطالعا التلفاز حتى أصيب كلاهما بصدمة كبيرة.
وقد كان السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي تم تشغيله كان عبارة عن أحد الأشرطة التي تم بها توثيق واحدة من أكبر العمليات الإجرامية التي تُعنى بتعذيب بعض الأشخاص داخل إحدى الغرف التي تشبه إلى حد كبير تلك الغرفة التي يقضيان بها ليلتهما، وقد تم تعذيب هؤلاء الأشخاص بطرق سادية ووحشية وعنيفة للغاية، وفوق ذلك كله تم تصويرهم بطريقة غاية في البشاعة والعنف، وهنا على الفور أدرك ديفيد أنه يجب عليه أن يقوم بالبحث عن أي كاميرات موجودة في الغرفة، وكان متأكداً أن الكاميرات سوف تكون مخفية وليست مكشوفة، ولكن ما كان مرعب بالنسبة لهما هو أنه بعد أن دقق في الغرفة تبين أنها ذات الغرفة المقيمين بها وأن هي المصورة في الفيديو.
وفي ذلك الوقت أدرك الزوجان تماماً أنهما وقعا في مشكلة كبيرة لا يعرفان طريق الخروج منها، وأنه أفضل حل لهما هو القيام على الفور بمغادرة تلك الغرفة، في البداية توقعا أنهما حينما يطلبان المغادرة سوف يتم الأمر بكل سهولة، ولكن الأمر ليس سهلاً كما توقعا، حيث كان يتربص بهم مجموعة من الأشخاص المختلين الذين قاموا بتعذيب من سبقوهم، فقد أغلقوا الأبواب والنوافذ كاملة بإحكام، وليس أمامهما سبيل للهروب من هذا الخطر المحدق بهما.
ومنذ تلك اللحظة بدأ الزوجان في التفكير جلياً في طريقة تخرجهم من ذلك المأزق والورطة التي وقعوا بها، والنجاة بأنفسهم من ذلك الموت المحتوم، وفي نهاية تفكيرهما توصلا إلى أحد الأنفاق الضيقة، وقد كان ذلك النفق هو عبارة عن ممر طويل يصل في نهايته إلى غرفة مدير الفندق، عبرا من خلال ذلك النفق وأول ما وصلا إلى غرفة المدير على الفور بحثا عن الهاتف وسرعان ما اتصل السيد ديفيد بمركز شرطة النجدة، وقد قدم لهم وصف دقيق لموقع الفندق.
وبعد مرور فترة وجيزة تمكن ضابط الشرطة من الوصول إلى المكان، وأول ما سأل عن من هاتفه من ذلك الفندق، وقد أخذ بالبحث في كافة الغرف الموجودة في الفندق، وأخيراً توصل إلى الزوجين وفي لحظة ما أدرك ضابط الشرطة مدى المأزق الذي وُضعوا به جميعًا، ولكنه استطاع مقاومة الأشخاص المختلين وخرجوا جميعًا بسلام، وأثناء مغادرتهم للفندق اكتشفوا أن سيارة الضابط قد تم تعطيلها، ثم على الفور باغته أحد المجرمين ليردي به قتيلاً أمام أعين الزوجين، بعد أن نحره أمام أعينهما.
ومن هنا رجع الزوجان إلى الفندق وهم في حالة يضنى لها من اليأس والإحباط، إذ قدر عليهم ذلك المصير المحتوم ولم يعد أي مفر للهروب، ولكن فكر ديفيد في أن يحاول مجدداً في محاولة أخيرة للهروب، وأول ما قام به هو أنه قام بإخفاء زوجته في إحدى الفتح الموجودة في سقف الفندق وغامر هو بالخروج، في محاولة جديدة منه من أجل إعادة الاتصال بمركز الشرطة، ولكن هاجمه أحد المختلين وطعنه في منطقة الصدر، ليسقط ديفيد مغمى عليه إثر تلك الطعنة.
وفي صباح اليوم التالي قررت السيدة إيمي الخروج من مكانها، وقد كان المختلون يبحثون عنها في كل مكان ولم يجدوا لها أي أثر، ولكن بمجرد خروجها سرعان ما تمكنوا من العثور عليها ومحاولة قتلها، ولكنها كانت سيدة ذكية للغاية فقد تمكنت من الفرار منهم والنجاة بنفسها إلى أن وصلت إلى سيارة الشرطي المعطلة، وهناك قام المختلون بمحاولة مهاجمتها مرة أخرى، ولكن من حسن حظها أن سيارة الشرطي عملت على الفور، وهنا سرعان ما قامت بدهسهم بكامل قوتها، وأردتهم قتلى، ثم على الفور توجهت نحو المكان الذي يوجد به زوجها وقد عثرت عليه وهو ما زال على قيد الحياة، فحملته على أكتافها، وأنقذته وخرجا من ذلك المكان البشع والمروع.