تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الأمريكي التي صدرت عن ثلاثة مؤلفين وهم كل من جون كراسينسكي وسكوت بيك وبرايان وودز، وقد تم الحديث في القصة حول عائلة تعيش في إحدى المزارع المهجورة، حيث أنه لم يتبقى على سطح الأرض سوى تلك العائلة، فقد تم القضاء على جميع البشر والحيوانات من قِبل مخلوقات كانت تقضي كل من يصدر صوت أو ضجيج، وهذا ما جعل العائلة حذرة في أن تصدر أي صوت، ويستخدمون لغة الإشارة فقط للتفاهم فيما بينهم.
قصة مكان هادئ
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في أحد الأيام الذي كانت به كافة المدينة خالية من البشر والحيوانات، إذ كانت الشوارع خالية تماماً من الناس وكافة المتاجر مهجورة من قِبل أصحابها، وبشكل مفاجئ ظهر في أحد الشوارع إحدى العائلات التي تتكون من خمسة أفراد، وقد كان أول ظهور لأفراد العائلة هو لتلك الفتاة ومعها شقيقها صغير، وقد كانت تلك الفتاة صماء وتستخدم السماعات الخاصة للصم، وقد كانت في الكثير من الأحيان ترمي بها هنا وهناك؛ إذ تشعر أن الترددات التي تصدر عنها مزعجة للغاية، ولا تقوم بلباسها سوى في أوقات الضرورة.
ثم بعد ذلك ظهرت الأم والتي كانت تبدو أنها في حالة فزع وخوف، وبدورها قامت في لحظة ما بالتقاط علبة دواء من رف الصيدلية الموجودة في الشارع كما قامت بتقديم حبة دواء لطفلها الذي كان برفقتها؛ وقد كان سبب تقديمها حبة الدواء للطفل هو أنه من الواضح أنه يشعر بالخوف والرعب كذلك، وكانوا جميعهم لا ينطقون بأي كلمة على الاطلاق، وكل ما يستخدمونه فيما بينهم هي لغة الإشارة، ومن ثم عادوا جميعهم إلى تلك المزرعة التي يقيمون بها.
وبعد لحظات قليلة حضر الأب وبين يديه حقيبة كان قد أخذها من أجل محاولته أن يلملم من الأماكن المهجورة في المدينة بعض الإمدادات حتى يقيت عائلته، وأول ما شاهده الطفل سرعان ما جرى نحوه ويحمل معه لعبته التي كانت على شكل طائرة، وأول ما شاهده والدته سرعان ما قام وأخذ تلك اللعبة منه، وهنا أشار إليه الطفل أنه ليس بإمكانه أن يأخذها منه فهو يحب كثيراً اللعب بها، إلا أن الأب أوضح له أنها تحدث ضجة كبيرة.
وهنا أشار إلى أنه من الأفضل لسلامة حياتهم وحياة بقية العائلة أن ينزع البطاريات من داخلها وقام بوضع البطاريات على المنضدة إلى جانب الطائرة، وهنا انصرفوا جميعًا من أجل إجراء بعض الأعمال في المزرعة، ولكن في تلك الأثناء قامت شقيقة الطفل بحمل الطائرة وقدمتها لشقيقها مرة أخرى من جديد، والذي بدوره قام بالتقاط البطاريات دون أن يشاهده والده.
ثم بعد ذلك تحركت تلك العائلة بكل هدوء، ومما ساعدهم على أن لا يصدر عنهم أي صوت هو أنهم كانوا لا يرتدون في أقدامهم أي أحذية، ولكن من سوء حظهم هو أن ذلك الطفل الصغير قام بتشغيل لعبة الطائرة التي في يده، وهنا سرعان ما جاء مخلوق غريب وقام بخطفه، وهنا سرعان ما عادوا جميعهم إلى داخل القبو الذي يقيمون به داخل تلك المزرعة، وقد مرت عدة شهور ولم يظهر الطفل مرة أخرى.
وبعد فترة وجيزة خرجت العائلة مرة أخرى إلى المزرعة المحيطة بالقبو، وقد كانت تبدو الأم حامل وتقوم ببعض الأعمال الزراعية من أجل تفقد المزروعات في المزرعة، بينما كان الأب يقوم بجمع بعض أوراق الصحف والمجلات من أطراف المزرعة، والتي توصل من خلالها أن جميع الكائنات التي يخافون منها لا تقشع أبداً، ولكنها تأتي خلف الأصوات والضجيج، حينها قام الأب بتجهيز مجموعة من الكاميرات ومعدات الصوت.
وفي لحظة من اللحظات قدم الأب لابنته سماعة الأذن وطلب منها أن تقوم بارتدائها، ولكنها في هذه المرة رفضت وأشارت إلى والدها أنه مضى على ارتدائها لها عدة سنوات، ولكنها لم تستفيد منها شيئاً، وهنا أخبرها أنه ينبغي عليه أن يقوم بالذهاب إلى النهر وسوف يصطحب شقيقها معه، وأنه عليها أن تبقى في المنزل إلى جانب والدتها.
ومن هنا أخذ الأب ابنه الصغير وتوجهوا إلى جهة طريق النهر، بينما الفتاة ثار بداخلها الغضب؛ وقد حاولت أن تلحق به وتقنعه بأنها تحب كثيراً الذهاب إلى النهر والجلوس على ضفافه، ولكن والدها رفض ذلك وواصل طريقه إلى النهر، بينما هي توجهت إلى مكان آخر ولم تعود إلى القبو، وأول ما وصل إلى هناك قام بإعداد عدد من الفخاخ من أجل اصطياد الأسماك، ولكن في لحظة من اللحظات كان يبدو أن الابن أصبح في حالة هلع وخوف مفاجئة، وقد كانت تلك الحالة قد ظهرت عليه جراء أن الأسماك كان يصدر عنها ضجيج وأصوات، وهنا تحدث إليه والده وأخبره أن ضوضاء النهر تغطي على أصواتهم، وأنه في حالة وجود أصوات أعلى من أصواتهم بإمكانهم أن يشعروا بالراحة والاطمئنان ولا ينبغي عليهم الشعور بالخوف.
وبعد الانتهاء من صيد الأسماك عاد كل من الأب وابنه إلى المنزل، وأثناء الطريق عودتهم ظهر أمامهم رجل عجوز ومعه زوجته المتوفية، ومن شدة حزن العجوز على زوجته صرخ بالبكاء فجأة ظهر كائن غريب وقام بخطفه، وحينما شاهد الأب ذلك همّ مسرعاً وقد حمل ابنه بين ذراعيه واختبأ في أحد الحقول، وبينما هم مختبئون كانت الأم في المزرعة المحيطة في القبو وفجأة جاءها ألم الولادة، وبقيت تعاني من شدة الألم وحاولت أن تبقى محافظة على صمتها وعدم نطقها بأي حرف، على الرغم من أنها أثناء سيرها من أجل الوصول إلى القبو دخل مسمار في رجلها، كما دعست على برواز صور مكسور.
وفي ذلك الحين عانت الأم إلى أن وصلت إلى القبو، وأول ما دخلت قامت بإضاءة بمجموعة من المصابيح الموجودة حول المزرعة، ومع حلول المساء ووصول الأب إلى المزرعة وجد المصابيح مضاءة، وهنا أخبر ابنه أنه من المؤكد أن والدته بحاجة إلى مساعدة وأن يتوجب عليه أن يقوم بتشغيل الصواريخ على الفور؛ وذلك من أجل التغطية على صوت الأم من شدة ألم الولادة، وبالفعل همّ الطفل مسرعاً إلى مكان الصواريخ وقام بإشعالها، وفي ذات اللحظة صرخت الأم من شدة ألم الولادة، وهنا وصل الأب إلى القبو ولم تمضي لحظات قليلة حتى وضعت السيدة المولود، وهمّ الأب بوضعه في صندوق متصل به أنبوب أكسجين.
وفي تلك الأثناء قام أحد تلك المخلوقات بمطاردة الابن، إلا أن وصلت شقيقته في تلك اللحظة، وهنا أصيب الكائن بالفزع؛ وعند التباحث حول الأمر تبين أن تلك الكائنات تفزع بسبب صوت الترددات العالية الصادرة من سماعة الأذن للفتاة، وقد حاول الأب استغلال ذلك الأمر بأنه جعل السماعة صامته وأصدروا أصواتهم وأول ما ظهر الكائن قام الأب بتناول البندقية وإطلاق النار عليه إلى أن تخلصوا منه للأبد.