قصة ملكة جزر الزهور

اقرأ في هذا المقال


قصة ملكة جزر الزهور (The Story Of The Flowery Isles) هي قصة خرافية فرنسية كتبها (Cabinet des Fées) ونشرها أندرو لانج في (The Grey Fairy Book) في عام 1900.

الشخصيات:

  • ملكة جزر الزهور.
  • الأمير.
  • ملكة جميع الجزر الشريرة.

قصة ملكة جزر الزهور:

كانت هناك ملكة تعيش في جزر الزهور حيث توفي زوجها بعد سنوات قليلة من زواجهما، وبعد أن أصبحت أرملة كرّست نفسها بالكامل تقريبًا لتعليم بناتها الاثنتين، كانت أكبرهنّ جميلة لدرجة أنها عندما كبرت كانت والدتها تخشى بشدة أن تثير غيرة ملكة جميع الجزر التي كانت أجمل امرأة في العالم، وأصرت على جميع الفتيات الجميلات في الممالك الأخرى أن يحضرن أمامها لتقارن جمالها معهن.
كانت ملكة جميع الجزر شريرة لدرجة أنها حثت الملك زوجها على شن الحرب على جميع الجزر المحيطة، ولأن أعظم أمنياته كانت إرضائها، كانت الشروط الوحيدة التي فرضها على أي دولة محتلة حديثًا هي أنه يجب على أميرة كل بيت ملكي أن تحضر بلاط بمجرد أن تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، وأن تحيي الجمال الفائق لملكة جميع الجزر، وكانت ملكة جزر الزهور التي تدرك جيدًا هذا القانون، مصممة تمامًا على تقديم ابنتها إلى الملكة الفخورة بمجرد مرور خمسة عشر عامًا على عيد ميلادها.
أما الملكة نفسها كانت قد سمعت شائعة عن جمال الأميرة الشابة ابنة ملكة جزر الزهور، وانتظرت زيارتها ببعض القلق، وعند إجراء المقابلة انبهرت بجمال الفتاة، وكانت مضطرة للاعتراف بأنها لم تنظر أبدًا إلى أي شخص جميل بهذا الشكل الرائع، لكن الإعجاب من الجميع بجمال الفتاة جعلها غاضبة للغاية لدرجة أنها تظاهرت بالمرض وذهبت إلى غرفها الخاصة، وذلك لتجنب مشاهدة انتصار الأميرة الشابة بجمالها عليها.
كما أرسلت رسالة إلى ملكة الجزر وطلبت منها العودة إلى ولاياتها مع الأميرة ابنتها، أعطت ملكة جميع الجزر هذه الرسالة إلى إحدى السيدات في البلاط، والتي كانت صديقة قديمة لملكة جزر الزهور التي نصحتها بألا تنتظر بل أن تعود إلى المنزل بأسرع ما يمكن، ولم تضيع الملكة وقتًا في العودة وإدراكًا منها للقوى السحرية للملكة الغاضبة، حذرت ابنتها من خطر كبير إذا غادرت القصر لأي سبب كان خلال الأشهر الستة المقبلة.
وعدت الأميرة بالطاعة، وبعدما أصبحت الأشهر الستة على وشك الانتهاء، وفي اليوم الأخير كان من المقرر إقامة احتفال رائع في مرج جميل بالقرب من القصر، الأميرة التي كانت قادرة على مشاهدة جميع الاستعدادات من نافذتها، طلبت من الدتها أن تتركها تحضر الحفل، فوافقت الملكة ووعدت بأخذها هناك بنفسها.
فرح الجميع بحضور الأميرة، وبينما كانت الأميرة تمشي بسعادة غامرة لوجودها مرة أخرى في الهواء الطلق، انفتحت الأرض فجأة تحت قدميها وأغلقت مرة أخرى بعد ابتلاعها! أغمي على الملكة من الرعب، وانفجرت أختها الأميرة الشابة في فيضانات من الدموع وبالكاد يمكن جرها بعيدًا عن البقعة المميتة، بينما كانت الجموع غارقة في الرعب من الكارثة الكبيرة.
صدرت الأوامر لحفر الأرض لعمق كبير ولكن عبثاً، ولم يتم العثور على أثر للأميرة المختفية التي غرقت في الأرض ووجدت نفسها في مكان صحراوي ليس فيه سوى الصخور والأشجار ولا علامة لأي إنسان، كان الكائن الحي الوحيد الذي رأته كلبًا صغيرًا جدًا، فركض نحوها وحملته بين ذراعيها، وبعد أن لعبت معه قليلاً أنزلته مرة أخرى، عندما مشى أمامها، ينظر حوله من وقت لآخر وكأنه يتوسل إليها أن تتبعه.
تركته يقودها، ووصلت الآن إلى تلة صغيرة، رأت منها واديًا مليئًا بأشجار الفاكهة الجميلة، كانت الأرض مغطاة أيضًا بالفاكهة والزهور، وفي منتصف الوادي ظهرت نافورة، فسارعت الأميرة إلى هذه البقعة الساحرة، وبدأت جالسة على العشب تفكر في المحنة التي حلت بها ، وانفجرت بالبكاء وهي تتأمل حالتها الحزينة.
،بعد أن فكرت الأميرة في كل شر يمكن أن يحدث، حاولت تشتيت ذهنها باللعب مع الكلب الصغير. أمضت النهار كله بالقرب من النافورة، ولكن مع حلول الليل تساءلت عما يجب أن تفعله، لاحظت أن الكلب الصغير كان يسحب ثوبها، ولم تكترث له في البداية، ولكن مع استمراره في شد فستانها ثم الجري بضع خطوات في اتجاه واحد معين، قررت أخيرًا أن تتبعه حيث توقف أمام صخرة ذات فتحة كبيرة في الوسط، وكأنه يطلب منها أن تدخلها.
فعلت الأميرة ذلك واكتشفت كهفًا كبيرًا وجميلًا، مع أريكة صغيرة مغطاة بالطحلب الناعم في إحدى الزوايا. استلقت عليها والكلب في الحال عند قدميها حيث سئمت من كل ما مرت به وسرعان ما نامت، ثمّ استيقظت في الصباح الباكر على أغاني العديد من الطيور، نهضت وخرجت، والكلب كان يركض أمامه كما كان من قبل ويستدير للخلف باستمرار ليأخذ ثوبها.
ذهبت إلى الحديقة الجميلة حيث أمضت جزءًا من اليوم السابق، هنا أكلت بعض الفاكهة، وشربت بعض ماء النافورة، وكانت تتجول بين الزهور، وتلعب مع كلبها الصغير، وفي الليل عادت لتنام في الكهف، وبهذه الطريقة مرت الأميرة عدة أشهر، ومع تلاشي مخاوفها الأولى، أصبحت تدريجياً أكثر استسلاماً لمصيرها وكان الكلب الصغير أيضًا مصدر راحة كبير ورفيقها الدائم.
ذات يوم لاحظت كلبها أنه بدا حزينًا جدًا ولم يداعبها كالمعتاد، لقد أمضى الليل كله أيضًا، يتنهد ويئن وكأنه يعاني من ألم شديد،وعندما استيقظت لم تجده عند قدميها كالمعتاد، فهربت من الكهف للبحث عنه، وعندما خرجت من الكهف، لاحظت رجلاً عجوزًا، سارع بعيدًا بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن لديها الوقت الكافي لرؤيته قبل أن يختفي، فكانت هذه مفاجأة جديدة وصدمة كبيرة تقريبًا مثل فقدان كلبها الصغير، الذي كان مخلصًا لها منذ اليوم الأول الذي رأته فيه.
تساءلت عما إذا كان قد ضل طريقه أم أن الرجل العجوز قد سرقه، عذبتها جميع أنواع الأفكار والمخاوف التي تجولت عليها، وفجأة شعرت أنها ملفوفة في سحابة كثيفة وتحملها في الهواء، وسرعان ما وجدت نفسها، وهي مندهشة، في طريق يؤدي إلى القصر الذي ولدت فيه، ولا توجد علامة على السحابة في أي مكان.
عندما اقتربت الأميرة من القصر، أدركت أن الجميع يرتدون ملابس سوداء، وكانت خائفة من سبب هذا الحداد. سارعت إلى الأمام وسرعان ما تم التعرف عليها واستقبالها بصيحات الفرح، فقامت أختها التي سمعت الهتافات واحتضنتها بدموع الفرح، قائلة لها إن صدمة اختفائها كانت مروعة لدرجة أن والدتها لم تنج وفقدت حياتها بعد ذلك، منذ ذلك الحين، كانت الأميرة الصغرى ترتدي التاج الذي منحته لها أختها الصغرى وطلبت منها حكم المملكة تنفيذًا لوصية والدتها.
كانت أولى أعمال الملكة الجديدة تكريما لذكرى والدتها العزيزة هو تقديم المودة السخية لأختها، بعد ذلك لكونها لا تزال حزينة جدًا لفقدان كلبها الصغير، فقد أجرت بحثًا دقيقًا عنه في كل بلد، وعندما لم يكن من الممكن سماع أي شيء عنه، كانت حزينة جدًا لدرجة أنها عرضت نصف مملكتها لمن يجب أن يعيده إلى لها حيث انطلق العديد من الباحثين، الذين أغرتهم فكرة مثل هذه المكافأة.
لكن الجميع عادوا خالي الوفاض إلى الملكة التي أعلنت في حالة يأس أنه بما أن الحياة لا تطاق بدون كلبها الصغير، فإنها ستمنح نفسها للزواج من الرجل الذي سيعيده لها، سرعان ما بدأ كل فرد من أفراد الحاشية تقريبًا في البحث، وبينما كانوا بعيدين، تم إبلاغ الملكة ذات يوم أن رجلاً سيء المظهر للغاية يرغب في التحدث معها، فطلبت أن يدخلوه إلى غرفة تجلس فيها مع أختها.
عند دخوله، قال إنه مستعد لإعطاء الملكة كلبها الصغير إذا كانت مستعدة للوفاء بوعدها، كانت الأميرة أول من تحدث حيث قالت إن الملكة ليس لها الحق في الزواج دون موافقة الأمة، وأنه في مناسبة مهمة كهذه يجب استدعاء المجلس العام، ثمّ أمرت بإعطاء الرجل شقة في القصر، وأرادت أن يجتمع المجلس في اليوم التالي.
وفي اليوم التالي، اجتمع المجلس في حالة كبيرة، وبنصيحة الأميرة تقرر تقديم مبلغ كبير من المال للرجل، وفي حالة رفضه، سيتم إبعاده عن المملكة دون رؤية الملكة مرة أخرى حيث رفض الرجل السعر المعروض وغادر القاع، فأبلغت الأميرة الملكة بما حدث فووافقت الملكة على ذلك، ولكنها قررت التنازل عن عرشها، والتجول في العالم حتى تجد كلبها الصغير.
شعرت الأميرة بالقلق الشديد من هذا القرار، وناشدت الملكة أن تغير رأيها، وبينما كنّ يناقشن هذا الموضوع، دخل أحد أمناء القصر ليخبر الملكة أن الخليج مغطى بالسفن، فركضت الشقيقتان إلى الشرفة، ورأينّ أسطولًا كبيرًا مبحرًا بالكامل إلى الميناء، في وقت قصير توصلوا إلى استنتاج مفاده أن السفن يجب أن تأتي من دولة صديقة، حيث كانت كل سفينة مزينة بالأعلام وقادت الطريق سفينة صغيرة ترفع علم السلام الأبيض العظيم.
أرسلت الملكة رسولًا خاصًا إلى الميناء، وسرعان ما أُبلغت أن الأسطول ملك لأمير جزر الزمرد، الذي توسل للسماح لأسطوله للهبوط في مملكتها، وتقديم احترامه المتواضع لها حيث أرسلت الملكة على الفور بعض وجهاء البلاط لاستقبال الأمير والترحيب به، وكانت تنتظره جالسة على عرشها، وحين دخل أجروا محادثة لمدة ساعة تقريبًا، ثم نُقل الأمير إلى جناح رائع، وفي اليوم التالي طلب رؤية الملكة في غرفة جلوسها حيث كانت تجلس بمفردها مع أختها.
أخبر الأمير الملكة أن لديه بعض الأشياء الغريبة جدًا ليخبرها بها والتي ستعرف فقط أنها صحيحة، قال: سيدتي ، أنا جار لملكة كل الجزر، وممر صغير يربط جزءًا من ولايتي مع دولها، وفي يوم من الأيام عندما كنت أطارد أيلًا، كان من سوء حظي أن ألتقي بها، ولم أتعرف عليها وأبدي احترامي لها، وأنتِ سيدتي تعرفين أكثر من أي شخص كم هي منتقمة، وأنها أيضًا ملكة السحر.
انفتحت الأرض تحت قدمي، وسرعان ما وجدت نفسي في منطقة بعيدة بعيدة تحولت إلى كلب صغير والذي كان لي شرف مقابلة جلالتك، بعد ستة أشهر، لم تكن الملكة راضية عن ثأرها بعد، فغيرتني أيضًا إلى رجل عجوز شنيع، وكنت خائفًا جدًا من مقابلتك لدرجة أنني أخفيت نفسي في أعماق الغابة، حيث قضيت ثلاثة أشهر أخرى. في نهاية ذلك الوقت كنت محظوظًا جدًا لأنني قابلت جنية أنقذني من قوة الملكة الشريرة، وأخبرتني عنك وأين أجدك.
لقد جئت الآن لأقدم لك قلبًا كان لك تمامًا، سيدتي منذ أن التقينا أول مرة في الصحراء، وبعد أيام قليلة، أُرسل رجل نبيل عبر المملكة ليعلن الخبر السار عن زواج ملكة جزر الأزهار من الأمير الشاب، ولقد عاشوا بسعادة لسنوات عديدة، وحكموا شعبهم جيدًا، أما الملكة الشريرة التي تسبب غرورها وغيرتها في الكثير من الأذى، فقد أخذت الجنيات كل قوتها من أجل العقاب.


شارك المقالة: