قصة ميلوليزا أو (Miloliza) قصة خيالية ترجمها للأنجليزية ماريا ليكش، في كل هذه الحكايات الأبطال متماثلون، ومع ذلك فإنّ الشخصية الرئيسية هي فتاة تدعى ليزا والكل يناديها ميلوليزا.
الشخصيات:
- ميلوليزا.
- الام.
- الساحرة ساينا.
- الجدة مارثا.
- أنجلينا.
قصة ميلوليزا:
ذات مرّة عاشت عائلة في القرية مكونة من أم وأب وطفلين،كان اسم الفتاة ميلوليزا وكانت تبلغ من العمر ست سنوات، وكان شقيقها ميلويار في الخامسة من عمره فقط، كان المنزل الذي كان لديهم من أفضل المنازل في القرية، واحتفظوا بالدجاج والبط والإوز في مزرعتهم، كان لديهم بقرتان وعدة خنازير وكان لديهم كلب، عمل الوالدين من الصباح حتى المساء، وساعدت ميلوليزا في الأعمال المنزلية وكانت تعتني بأخيها.
وفي يوم حار ذهبت الأم وميلويار إلى حافة القرية للحصول على بعض مياه الشرب من النهر الذي غالبًا ما تأتي الفتيات إليه للبكاء، وبعد ملء الدلاء بالماء جلسوا في ظل شجرة البتولا للراحة، وبعد مرور بعض الوقت خرجت امرأة تحمل برميلًا من الغابة وذهبت إلى النهر، كانت تُدعى ساينا حيث انتشرت شائعات كثيرة عنها بأنّها كانت ساحرة شريرة.
في السابق كانت تعيش في القرية مع الآخرين، لكنّها انتقلت بعد ذلك إلى منزل الغابة، وقد عاشت بمفردها كبومة، لكنّها كانت تعرف عائلة ميلوليزا جيدًا و تحسدهم أيضًا، ولقد قتلتها الغيرة من سعادتهم العائلية الدافئة وأرادت سراً أن تنجب طفلاً، لكن هذا لم يتحقق، فاقتربت الساحرة من الأم وابنها وسلمت عليهما وقالت للأم: أنتم لديكم طفلان، ولكن ليس لدي أي طفل كما أنّك قادرة على إنجاب المزيد من الأطفال.
لذلك أعطني ابنك ميلويار على الأقل لعدة أيام، في البداية تفاجأت الأم بذلك، ولكن عندما رأت كيف تنظر العجوز ساينا لابنها خافت وأجابت: لا، حتى لا يمكنك أن تفكري في الأمر! فنظرت إليها الساحرة نظرة شريرة وقالت: كما تريدين وملأت برميلها بالماء، وأسرعت الأم لأخذ ميلويار إلى المنزل، في تلك الأثناء كان هناك فتاة صغيرة تُدعى أنجلينا تشاهد كل هذا من الغابة، كانت أنجلينا ابنة آش التي عاشت في قرية الدوريد في تلك الغابة.
فجأة رأت الساحرة ساينا تقترب من شجرة بتولا استراحت عليها الأم وطفلها، فاحتضنت الساحرة البتولا وهمست بشيء لها، ثمّ قامت الساحرة بوخز إبرة في الجذع عدّة مرات، عندها التقطت أنجلينا أنفاسها من الخوف لقد فهمت أنّها سحرت الشجرة التي كانت عليها الام، فترنحت أغصان الشجرة واصفرت الأوراق وسقطت على الأرض، عادت الأم مع ابنها إلى المنزل، وفجأة شعرت بالمرض وذهبت إلى الفراش.
ركضت ميلوليزا إلى الجانب الآخر من القرية حيث عاشت الجدة مارثا هناك والتي اعتبرها القرويون ساحرة أيضاً لتطلب مساعدتها في علاج والدتها، لكنّها كانت ساحرة طيبة وساعدت الناس الذين وقعوا في المشاكل، وفي الطريق إلى هناك قابلت ميلوليزا أنجلينا التي أخبرتها أنجلينا بكل شيء رأته على ضفاف النهر، فذهبت ميلوليزا إلى مارثا والدموع في عينيها.
وعندما وصلت قالت الجدة مارثا لميلوليزا: أنجلينا محقة في أن ساينا ألقت لعنة شريرة على أسرتك وتواجه والدتك الآن تهديدًا مميتًا، ومع ذلك يمكن أن تنجو، وأنت فقط تستطيعين فعل ذلك ياعزيزي، لذلك استمعي جيدًا وافعلي ما أخبرك به، يجب عليك أن تأخذي بيضة من الدجاج ثلاثة أيام متتالية، وتضعيها في الليل تحت وسادة والدتك، و يجب ألا تعرف ذلك واحرصي على عدم كسر البيضة!
وعند شروق الشمس استرجعي البيضة، وابحثي عن مكان منعزل في الحديقة واحفري حفرة صغيرة، واكسري البيضة وارمي محتوياتها في الحفرة وافعلي هذا لمدة ثلاثة أيام دون أن تقولي كلمة لأحد! ولا تخبري أحداً عن محتويات الحفرة! وهناك شيء آخر، في اليوم الأول يجب أن تأخذي البيضة من الدجاجة المرقطة، وفي اليوم الثاني من الدجاجة السوداء، وفي اليوم الثالث من الدجاجة البيضاء.
ثمّ ارجعي لي، وضربت مارثا الفتاة على رأسها وقالت: اذهبي الآن ولا تخافي، شكرت ميلوليزا الجدة ووعدت بتنفيذ تعليماتها، وفي ذلك اليوم قبل موعد النوم، ذهبت إلى بيت الدجاج ووجدت دجاجة مرقطة هناك، وأخذت ميلوليزا بيضة دافئة ودخلت الغرفة حيث كانت والدتها تنام، ووضعت البيضة بهدوء تحت وسادتها، وعند طلوع الفجر، سحبتها بعيدًا على الفور.
كانت ميلوليزا خائفة كانت البيضة ساخنة كما لو كانت قد خرجت للتو من الماء المغلي حيث لفتها في وشاح وذهبت إلى الحديقة، وعندما وجدت مكانًا هادئًا حفرت حفرة صغيرة وكسرت البيضة، وألقتها في الحفرة ودفنتها دون أن تخبر أحدا عن ذلك، وفي ذلك اليوم شعرت الأم بتحسن حتّى أنها كانت قادرة على العمل قليلاً في المنزل، ومر اليوم كالمعتاد وساعد الأطفال والدتهم.
وفي اليوم التالي قبل الذهاب إلى الفراش، ذهبت ميلوليزا إلى بيت الدجاج لتجد الدجاجة السوداء، وأحضرت بيضة، ثمّ وضعتها تحت الوسادة، وعند الفجر ذهبت ميلويزا سرًا إلى نفس المكان في الحديقة وكسرت البيضة، ونفد منها سائل أسود سميك، فدفنتها في الحفرة وعادت إلى المنزل، وفي ذلك اليوم تحسّنت الأم وكانت قد تمكنت بالفعل من القيام ببعض الأعمال في الحديقة.
وبعد الغداء جاءت أنجلينا لزيارة ميلوليزا، وقالت لها: هذا الصباح قابلت ساينا وكانت مريضة كما كانت بالكاد تستطيع تحريك قدميها! ويبدو أنها عادت من وادي الأجداد! لكن المدخل هناك ممنوع حتى بالنسبة لنا سكان قرية الدوريد حيث لا أحد هناك يمكن أن يجد درب العودة! ولكن يبدو أنني أفهم سبب ذهابها إلى هناك، هناك فقط يمكنها أن تجد جذور الحياة، ثمّ ودعت أنجلينا ميلوليزا وغادرت.
وبحلول المساء عادت ميلوليزا إلى بيت الدجاج مرة أخرى، وبحثت عن دجاجة بيضاء ووضعت بيضتها تحت وسادة والدتها، وفي الصباح عندما كسرت البيضة الأخيرة، نفد منها ماء نقي تمامًا كما لو كانت من نهر، كانت ميلوليزا مندهشة للغاية، لكن كان عليها أن تلتزم الصمت حيال ذلك، وبعد أن ملأت الحفرة ركضت إلى الجدة مارثا وأخبرتها بالتفصيل بكل ما حدث خلال تلك الأيام الثلاثة حيث استمعت إليها مارثا باهتمام.
وقالت الجدة مارثا أخيرًا: الآن والدتك بصحة جيدة! حيث تخبرني محتويات البيضة الأولى أن الضرر انتقل إلى الشخص الذي أحضرها إلى والدتك، والبيضة الثانية توحي بأن المرض قد ذهب من والدتك، والثالثة أنّها بصحة جيدة وأنّ روحها نقية كالماء النقي! أمّا ساينا بفضل سحرها وجذر الحياة بقيت على قيد الحياة رغم مرضها الشديد، شكرت ميلوليزا الجدة مارثا وسارعت إلى المنزل، والتقت الأم بابنتها بابتسامة على وجهها ولا أثر لأي مرض عليها.