قصة نحتاج للتحدث عن كيفين We Need to Talk About Kevin

اقرأ في هذا المقال


في الكثير من الأحيان يتساءل الشخص هل يمكن أن يقتل الأبناء غريزتيّ الأمومة والأبوة لدى الأبوين؟ وهذا السؤال يُعد مهم للغاية، إذ أن هناك الكثير من الأطفال الذين بتصرفاتهم وسلوكياتهم المزعجة تجعل كل من يشاهدهم ينفر منهم، فكيف إذ كانت تلك السلوكيات عنيفة ووحشية إلى حد كبير، تابع معنا عزيزي القارئ مجريات الأحداث للنهاية نرى ما حدث مع بطلة قصتنا لهذا اليوم.

قصة نحتاج للتحدث عن كيفين

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى حول الشخصية الرئيسية وهي إحدى السيدات التي تدعى إيفا، وقد كانت تلك السيدة من أكثر الأمور التي يمسكها شغف وولع بها هي الاستقلالية بنفسها والحرية، وأكثر الأشياء التي تزعجها هو الحد من حريتها واستقلاليتها، تعمل ككاتبة في إحدى المجلات المحلية، وفي يوم من الأيام التقت برجل يدعى السيد فرانكلين، وقد كان ذلك الرجل من البسطاء ولا يهدف بحياته بالوصول إلى حلم أو طموح كبير، وبعد أن تعرفا على بعضهما البعض وأمضيا أوقات سعيدة عزما على الزواج، وبالفعل لم تمضي فترة طويلة حتى تزوجا.

في بداية حياتهما الزوجية كانت كافة الأمور تسير على ما يرام، إذ يعيشان حياة هادئة وجميلة وتغمرهما السعادة، ومع مرور الأيام جاء ذلك اليوم الذي علمت به بأنها حامل، ومنذ ذلك اليوم وقد انقلبت حياتها رأساً على عقب؛ وذلك لأنها من أجل ذلك الحمل سوف تضطر للتخلي عن حياتها الحرة والطليقة التي كانت تعيشها، وبعد أشهر بسيطة سوف يكون لديها طفل يرتبط بها وسوف تكون مجبره على الجلوس إلى جانبه مدار الوقت، وفوق ذلك التفكير الذي كان يسيطر عليها ويشعرها بالقلق والاضطراب كانت تعاني خلال فترة الحمل، ففي الكثير من الأحيان كانت لا تقوى على النوم لأيام عدا الدوار الذي كان يصيبها بين الحين والآخر.

ومرت الأيام ووصلت السيدة إيفا إلى يوم الولادة، ولكن كما أنه فترة الحمل كانت صعبة عليها جداً، فالولادة كانت أسوء كذلك، فقد كانت ولادتها عسيرة كذلك إلى حد كبير، وقد كانت تبدو وكأنها تقاوم قدومه إلى الحياة ولا ترغب بحضوره إلى هذه الدنيا، وقد اتضح ذلك الأمر جليًا حينما رأته إيفا للمرة الأولى التي أحضرته بها الممرضة لها لرؤيته، فقد رفضت رؤيته وحمله، ومنذ أن غادرت المستشفى برفقة الطفل وهي تتأفف من كل شيء تقوم بعمله له، وكل ما كان يهم الطفل بالصراخ أو البكاء كانت يثور الانزعاج بداخلها وتبدو عليها ملامح الغضب، وكل تلك الأمور كانت تظهر من خلالها تلك المسافة البعيدة بين كل من الأم وابنها منذ لحظة ولادته، والذي أسمياه هي وزوجها اسم كيفن.

وطوال تلك الفترة كلما كان يكبر ويزداد عمر كيفن يوماً كانت تزداد المسافة والفجوة بينه وبين والدته، وبقيت الحال هكذا إلى أن أصبح عمره يقارب الست سنوات، وقد وصل إلى هذا السن وهو يرتدي الحفاظ، ولم يرغب يوماً في قلعها نكايةً بوالدته، فقد تعلم منها عدم المحبة، كما أن الطفل كان مثيرًا للشغب ويقوم بافتعال المشاكل بين الحين والآخر، وقد كان باستمرار يقوم بفعل أكثر الأشياء التي تثير غضب والدته، ففي بعض الأحيان يقوم بتمزيق أوراق الخطط الخاصة بها، وفي أحيان أخرى يقوم بتمزيق أعمال الكتابة بعد أن تنتهي من كتابتها، وحينما كان يراها تثور وتغضب كان يشعر بمتعة وفرحة كبيرة جداً إلى درجة أنه يقوم بالتصفيق لنفسه على ما فعله، وينظر نظرة خبث وشماتة وحقد وكراهية كلما ثار غضبها.

ومع مرور الأيام حملت السيدة إيفا بطفلها الثاني، وفي هذه المرة كان الجنين طفلة، ولكن لم تكن هذا الحمل كما سبقه، إذ أنها كانت تشعر بمشاعر مختلفة تماماً، فقد كانت تعتريها لهفة بانتظارها وفي كل يوم يزداد شوقها لرؤيتها طفلتها، وقد كان يبدو عليها وكأنها تحمل للمرة الأولى، وفي يوم الولادة رزقت بطفلة جميلة أطلقت عليها اسم سولي، ومنذ ذلك اليوم بدأت تتزايد حدة الغيرة من جانب الطفل كيفن وقد أصبحت شقيقته هي عدوته الثانية بعد والدته.

وما كان ملفت لنظر الجميع أن الطفل كيفن لم يكن عنيفًا مع الجميع، وإنما مع والدته فقط، ففي أغلب الأوقات كان يرتمي في أحضان والده وبتحدث معه بكل لطف ويتعامل مع جميع من يلتقي بهم بكل تهذيب وود، ما عدا والدته وشقيقته التي لم تنجو أياً منهن من مقالبه الخطرة، على الرغم من أن شقيقته كانت تكن له محبة كبيرة، كما أن والدته بعد أن ولدت شقيقته بدأت تتحسن معاملتها معه وتحاول محبته والتعامل معه بلطف.

ومع مرور السنوات أصبح كيفن شاب ناضج ويبلغ من العمر الخامسة عشر عاماً، ولكن ذلك التقدم في العمر لم يمنعه في يوم من الأيام بالكف عن الأعمال الخطرة لكل من والدته وشقيقته، بل في كل يوم كانت خطورته تزداد أكثر فأكثر، وفي أحد الأيام وجد أنه يمتلكه الشغف في إحدى الهوايات الجديدة وهي هواية رمي الأسهم، وقد كان والده يشجعه عليها دون أن يعرف كيفية استغلال ذلك الفتى لها، حيث أنه في هذه المرة كان يخطط من أجل رمي بها شقيقته الصغيرة، وبالفعل تمكن من قذف شقيقته وعلى إثر ذلك فقدت عينها من الجهة اليسرى جراء تهور أفعاله.

وحينما حصلت تلك الحادثة وجهت إليه والدته اتهام بأنه عدواني ومتهور أمام من شهدوا على تلك الحادثة، وأشارت إلى أنها على الرغم من أنه في الكثير من الأحيان بعد ولادتها الثانية حاولت التقرب منه ولكن دون فائدة، وفي تلك الفترة بدأ والده يتعامل معه بسلبية وطريقة عنيفة بعض الشيء، ولكن والدته أدركت أن ابنها في مرحلة حساسة من عمره وهي مرحلة المراهقة، وأنهم يجب أن يكونوا حذرين في التعامل معه.

ولكن في كل يوم كانت أفعال وتصرفات كيفن تتمادى أكثر فأكثر، وعند بلوغه سن السادسة عشر قرر الاحتفال بعيد ميلاده على طريقته الخاصة، حيث قام بحبس سبعة من زملائه وأساتذته بالملعب الخاص بالألعاب الرياضية في المدرسة، ثم بعد ذلك قام بغرس سهامه الحادة في قلوبهم، وقد أردى بهم قتلى.

وأول ما شاع الخبر بين جموع الطلاب وعلى المواقع الإخبارية اندفعت والدته لترى ما حدث، وما إن شاهدت كيفن حتى أدركت أن مشاعرها كانت صحيحة تجاهه وأنه شخص عدواني، وفي تلك الأثناء التي أمسكت به رجال الشرطة كان مبتسماً ومنتشياً لأنه فعلها، وما لبثت أمه أن عادت إلى المنزل، وهناك وجدت كل من زوجها وابنتها مقتولين، إذ بقتلهم احتفالاً بعيد ميلاده، وقد تم وضع جثتيهما في ساحة الحديقة من الجهة الخليفة للمنزل، وقد كان ذلك الأمر بمثابة صدمة كبيرة بالنسبة لها، ولكن على الرغم من كافة الأعمال والجرائم التي قام بها ظلت والدته تكرر زيارتها له بالسجن.


شارك المقالة: