تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول ديك أراد شق طريقه في هذا العالم، وفي كل محطة يصل إليها كان يطلب منه أحد الحيوانات أن يأخذه معه في الرحلة، وفي نهاية القصة كما لبى طلبهم لبوا طلبه في المساعدة وإنقاذ حياته من بين أيدي ملك رغب في معاقبته بسبب صراخه.
الشخصيات
- الرجل العجوز
- السيدة العجوز
- الديك
- القط
- الضفدع
- الثعلب
- الذئب
- الفأر
- الملك
قصة نصف الديك
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة ألبانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى القرى كان يعيش سيد وسيدة متقدمان في السن، ولم يكن لديهما أبناء وكل ما يعيش معهم قط وديك، كان العجوزان يعيشان في حالة فقر، وفي الكثير من الأحيان كانوا يناموا جياع، وفي يوم من الأيام قررت الزوجة أن تنفصل عن زوجها العجوز، فلم تعد تطيق الحياة الفقيرة معه، وبعد أن دخلا في صراع كبير اتفقا على الانفصال بشرط، وهو أن تحصل السيدة على القطة ويبقى الديك مع زوجها العجوز.
وفي كل يوم كان القط يصطاد مجموعة الطيور الصغيرة والمرأة العجوز تقوم بشواء الطيور وأكلها، وباستمرار أصبح يتواجد لديها ما تأكله، لكن زوجها العجوز لم يكن لديه ما يأكله، وذات مرة بعد أن أضناه الجوع ذهب إلى الديك وقال: أنا آسف سوف أضطر إلى قطعك إلى نصفين وأكل نصفك، وافق الديك من أجل صديقه العجوز، وبعد أن تم تقطيع الديك إلى نصفين أطلق عليه العجوز اسم نصف الديك، واستمر بالحياة مع العجوز لفترة قصيرة، وبعدها قرر الديك أنه ينبغي عليه أن يسعى ويبحث عن المال.
وبالفعل منذ ذلك الوقت أخذ بالقفز على قدم واحدة وانطلق على طول الطريق ليشق طريقه في العالم، وخلال طريق التقى الديك بضفدع يسبح في بركة، وفي تلك اللحظة سأله الضفدع وقال: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجابه الديك: إنني أشق طريقي إلى العالم، فقال له الضفدع: خذني معك في ذلك الطريق، ومقابل ذلك سوف أقدم لك المساعدة ليل نهار، فأنت كما ترى بقدم واحدة ومن المؤكد أنك سوف تحتاج إلى أحد يعينك.
وفي تلك الأثناء وافق الديك على طلبه وقال له: اقفز وادخل في بطني، وطوال تواجده داخل بطن الديك كان يساعده في القفز، وبعد مسافة لا بأس بها التقيا مع ثعلب، وهنا سأل الثعلب الديك وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجاب الديك وقال: أنا أشق طريقي إلى العالم، فقال له الثعلب: خذني معك طوال الطريق، وسوف أساعدك طوال الطريق، وهنا وافق الثعلب وطلب إليه الديك أن يقفز إلى داخل بطنه، وعلى طول الطريق كان يقفز الديك حتى وصل إلى ذئب، وسأله الذئب: إلى أين تذهب؟ فأجابه الديك وقال: أنا أشق طريقي إلى العالم، فقال له الذئب: خذي معك في هذه الطريق وسأساعدك ليل نهار، فقال له الديك: أقفز ببطني.
وفي تلك اللحظة قفز الذئب إلى بطن نصف ديك المفتوح، وأخذ بالقفز حتى وصل إلى فأر صغير، وسأله الفأر وقال: إلى أين تذهب؟، فرد الديك: أنا أشق طريقي إلى العالم، فقال له الفأر: خذني معك في هذه الطريق، وسأساعدك ليل نهار، وطلب الديك من الفأر أن يقفز إلى بطنه، وقفز الفأر الصغير إلى بطن نصف الديك وعلى طول الطريق استمر الديك بالقفز، وفي تلك الأثناء كان نصف بطن الديك ممتلئًا إلى حد ما، واستمر في المسير إلى أن وصل إلى حدائق قصر الملك، هناك في زاوية من زوايا الحديقة والتي كان مزروع بها نبات الملفوف صرخ بأعلى صوته؛ وذلك لأنه لا يقوى على الاستمرار في المسير، كما أنه دمر نباتات الملك.
وعلى الفور حينما سمع الملك صراخه، أمر حراسه إلقاء القبض على ذلك الديك بسبب الضجيج الذي أحدثه، ويعد أن أمسكوا به الحراس طلب إليهم الملك أن يقوموا بشوائه من أجل أن يتناوله، وأول ما جهز الحراس الفرن، ووضعوا الديك به صرخ بأعلى صوته قائلاً: أنقذوني، وهنا أول ما اندفع من بطنه الضفدع وقام بسكب كل المياه التي ابتلعها من البركة فوق تلك النار، وتمكن من إخماد النيران.
وحينما شاهد الملك ذلك قال: حسنًا أيها الحراس دعوا الإوز ينقر نصف الديك إلى أشلاء، وبالفعل تم وضعه بين مجموعة من الإوز واستعد الإوز للنقر، وبمجرد ما بدأوا صاح: أنقذوني، فقفز الثعلب وأكل كامل الإوز، وبعد أن رأى الملك ذلك طلب من الحراس وضعه في الإسطبل من أجل أن تقوم الخيول بالدوس عليه.
وأول ما قاموا الحراس بما أمرهم الملك به، صاح الديك وقال: أنقذوني، فقفز الذئب من داخل بطنه وأرعب كافة الخيول، وحينما سمع الملك بذلك طلب من الحراس بحبسه في صندوق كنز عظيم وأن يتم إغلاق الصندوق بإحكام، نفذ الحراس ما أمر به الملك، وقد كان صندوق الكنز مليئًا بالعملات الذهبية، التقط تلك العملات الذهبية واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت جميعها داخل بطنه، ومن ثم صاح: أنقذوني، فقفز الفأر من بطنه على الفور، وقضم ثقبًا في جانب صندوق الكنز.
ومن ذلك الثقب تم ضغط كافة العملات الذهبية التي بداخله، وخرج بعدها وعاد على طول الطريق باتجاه منزل الرجل العجوز، وبينما كان يقفز جاء رجال الملك من بعده، ولكنهم لم يكونوا سريعين بما يكفي، حينها سقطت عملة ذهبية واحدة من منقاره على الطريق، ولكنه تمكن من الوصل إلى الرجل العجوز محملاً بالقطع الذهبية، وأول ما وصل إلى هناك، قال للرجل العجوز: سوف استمر بالعيش معك، لكن يجب أن تتذكر أن تطعمني بما يكفي وأن تعطيني مكانًا هادئًا للنوم، كما أنه عليك أن تذكر أن تضربني بعصى صغيرة كل يوم، من أجل أن تسقط واحدة من القطع الذهبية، ومع أول قطعة أصبح لدى الرجل العجوز ما يفيض من طعام، وفي كل يوم يقوم العجوز بالنقر على الديك ويسقط منه عملة ذهبية جديدة.
وحينما سمعت السيدة العجوز بذلك أصبحت تشعر بالغيرة من زوجها القديم، بسبب امتلاكه لهذه العملات الذهبية، لذا أرسلت قطتها لتجد عملات ذهبية، وخلال بحث القطة حصلت على العملة الذهبية التي سقطت من منقار الديك حينما هاجموه الحراس، أكلت القطة تلك العملة الذهبية، ولكن بعد ذلك لم تعثر على عملات ذهبية أخرى، بل قام بابتلاع أشياء أخرى اعتقد أنها قطع ذهبية، ومن ثم عادت للسيدة العجوز.
وأول ما وصل القط عند السيدة العجوز أخذت عصاه وربت على القطة، فسقطت أول عملة ذهبية، وشعر العجوز بسعادة عارمة، ولكن ذلك كان ليوم واحد فقط، حيث أنه في اليوم التالي عندما نقرت على القطة، كان ما خرج من فمه سمندلًا، وفي اليوم الثالث عندما نقرت عليها خرج من فمها فأرًا، وفي اليوم الرابع خرج من فم القط أفعى، وحينما شاهدت الأفعى هربت العجوز من شدة رعبها منها، وهكذا بقي كل من الديك والعجوز يعيشان بقية أيامهم براحة وسعادة.
العبرة من القصة هي أن الإنسان الذي يقدم المساعدة للآخرين، لا بد وأن يأتي ذلك اليوم الذي يلقى نتيجة عمل الخير ذلك ويلقى الكثيرين يتهافتون من أجل تقديم المساعدة له.