قصة نقطع الضوء عن عينيك إذ لم تنفق

اقرأ في هذا المقال


إن الطرائف الأدبية هي من أجمل قصص الأدب العربي، فكتاب البخلاء الذي كان يتحدث فيه الجاحظ عن طبائع قومه وسلوكهم، فتحدث لنا عن تصرفاتهم وحياتهم الاقتصادية وغيرها من الأمور، واليوم سوف نروي لكم قصة ذكرها الجاحظ تتحدث لنا عن بخل أهل مدينة خراسان.

قصة نقطع الضوء عن عينيك إذ لم تنفق

  • كان يا ما كان في قديم الزمان، يروي لنا الجاحظ أحد المواقف التي حصلت مع قومه، فيتحدث لنا عن بخلهم وطمعهم، فكان يتحدث عن بعض طبائع أهل مدينة خراسان، فيقول الجاحظ: في أحد أيام الصيف الجميلة، قرر العديد من رجال خراسان أن يجتمعوا عند أحد رجال المدينة، ليتبادلوا الأحاديث الممتعة والمشوقة.
  • وهم جالسين وتغمرهم السعادة والفرح، وإذ بالضوء ينقطع، فأصبح المجلس معتماً جداً ولا يرون بعضهم البعض من شدة الظلام الحالك، فكّر الجالسون ما الذي يفعلوه لكي يسترجعوا ذلك الضوء، فقد أشعلوا العديد من الفوانيس ليستنيروا بها، ولكن بعد فترة قصيرة جداً تعطلت تلك الفوانيس، فاقترح أحداً من الجالسين بأن يجمعوا نفقة الضوء لكي تعود لهم الإنارة مثلما كانت، ويكملون سهرتهم الممتعة بكل هدوء وسلام، دون إزعاج ودون أي ظلام.
  • قام أحد من الجالسين بجمع النفقة لاسترجاع الضوء، فدفع كل شخص في الجلسة مبلغ نقدي بسيط جداً، ولكن كان هناك رجلاً بينهم لم يملك أي نقود، فكل من في الجلسة شارك في تكاليف الإنارة إلا هو، فقد حُرِج كثيراً ولا يعلم ما الذي سيفعله لكي لا يقع بذلك الإحراج، فكان ذلك الرجل فقير الحال ولا يملك أي درهم في جيبه، قال لهم: عذراً منكم أيها الحضور، ولكني سوف أشارك بذلك المبلغ لاحقاً لعدم توافره معي.
  • انزعج الجميع من ذلك الرجل، وكانوا كل وقت يأتي به ذلك الضوء يعصمون على عينيه؛ لكي لا يرى الضوء، ويستمر ذلك الحال إلى أن ذهبوا إلى بيوتهم، فكان بخل أهل خراسان يضرب به المثل من شدة بخلهم على تلك الحياة.

شارك المقالة: