تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول نجم ونجمة كانا على علاقة مع بعضهما البعض، وحينما علمت الملكة بذلك سرعان ما فصلتهما عن بعضهما البعض، إلا أن في النهاية اجتمعا مع بعضهما البعض بسبب قدرهما في استمرار تلك العلاقة.
الشخصيات
- النجم نيو لانغ
- النجمة زهينو
- الملكة الأم
- حفيدة الملكة
قصة نيو لانغ وزهينو
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة صادرة عن جمهورية الصين، حيث أنه روي أحد الرجال القدماء أنه ذات يوم كان هناك نجم يدعى نيو لانغ ونجمة تدعى زهينو يحبون بعض حباً عظيماً، وحينما علمت الملكة بتلك العلاقة قامت بطرد نيو لانغ وأجبرت على العيش على كوكب الأرض وأصبح يعيش حياة رعاة البقر، بينما زهينو وهي ما كانت أصغر حفيدات الملكة فقد تم عزلها في المنفى وتوكيلها بحباكة السحب وتكوين غيوم جميلة في السماء.
وفي ذلك الوقت على الرغم من أن زهينو مستمتعة بنسج السحب، إلا أنها كانت تعاني من حالة حزن شديدة لعزلها عن أحبائها، وباستمرار كان وجهها مغمورًا بالدموع ولم تجد أي عزاء لها في وحدتها، ومنذ ذلك الوقت أفنت نفسها في عملها على أمل أن يتم السماح لنيو لانغ بالعودة إلى العيش في السماء يومًا ما.
وفي يوم من الأيام وبعد مرور عدة سنوات على انفصال زهينو ونيو لانغ، طلبت إحدى حفيدات الملكة الأم الإذن بالنزول إلى الأرض للاستحمام في حديقة اللوتس على كوكب الأرض، ومن حسن الحظ تلك الحفيدة هو أن الملكة الأم كانت في تلك اللحظة في مزاج جيد، لذلك سمحت لها بالذهاب، وهناك رأت تلك الحفيدة زهينو تنسج الغيوم، وشعرت بالشفقة تجاه تلك الفتاة الفقيرة، مما جعلها تناشد الملكة الأم بالسماح لهم بأخذ زهينو معهم في رحلتهم القادمة، وحينما شاهدت الملكة كيف أصبحت حفيدتها حزينة، وشعرت بتعاطف نادر معها، وسمحت لها بالسفر مع الآخرين لزيارة حديقة اللوتس.
وفي تلك الأثناء كان نيو لانغ يعيش على كوكب الأرض بصفته ابنًا لإحدى العائلات الفقيرة من المزارعين، كانت الحياة التي يعيشها صعبة للغاية، وأصبحت أكثر صرامة عندما توفيت والدته ووالده، إذ تم إرساله للعيش مع شقيقه الأكبر، وفي منزل شقيقه تمت معاملته معاملة سيئة، كما أن شقيقه استولى على كافة أمواله، ولم يترك له سوى بقرة وعربة قديمة قبل أن يرسله إلى العالم ليدافع عن نفسه.
وفي تلك الفترة كان كل من نيو لانغ والبقرة يعتمدان على بعضهما البعض للبقاء على قيد الحياة، إذ قاما سوياً ببناء منزل صغير وعاشوا هناك بمفردهم دون أي شركة أخرى، وفي كل يوم يعتنيان بالأرض المحاطة قدر استطاعتهما، وقد مرت السنوات وهما على هذا الحال في المنزل الصغير، حتى جاء ذلك اليوم الذي تحدثت به البقرة ذات يوم إلى نيو لانغ وقالت: اليوم عليك الذهاب إلى حديقة اللوتس، هناك سوف ترى الملائكة تستحم، وفي تلك الأثناء يجب أن تجد العباءات ذات اللون الأحمر وعليك سرقتها وإخفائها، وحينما سألها نيو لانغ: لماذا يجب علي سرقة الأثواب الحمراء، ردت البقرة بقولها: الجلباب الأحمر هو الجلباب الذي يخص المرأة التي سوف تكون زوجتك.
لذلك ذهب نيو لانغ إلى حديقة اللوتس واختبأ بين العشب وانتظر وصول الملائكة، وحدث كما تنبأت البقرة، إذ نزلت الملائكة الجميلة من السماء وبدأت تستحم في الجدول، كان نيو لانغ في تلك اللحظة متوتر للغاية، ولكنه مع ذلك قام بفعل كما أمرته البقرة وسرق الجلباب ذو اللون الأحمر الذي تم التخلص منه إلى جانب المجرى، وأول ما حاول الاختباء عن الأنظار، لاحظت الملائكة وجوده وعلى الفور ارتدوا ملابسهم بسرعة وعادوا إلى السماء، وهناك بقي ملاك واحد فقط وهي زهينو، إذ لم تتمكن من المغادرة جراء أن نيو لانغ أخفى رداءها الأحمر، وهنا أخبرها نيو لانغ أنه لن يعيد لها رداءها، إلا إذا وعدت بأن تكون زوجته.
وفي تلك الأثناء كانت زهينو مندهشة للغاية، ولكنها حاولت أن تدرس بعناية آسرها؛ وذلك لأنها شعرت من أنه مألوف، وفي لحظة ما أدركت أنه كان حبها الضائع منذ فترة طويلة نيو لانغ، ولم يمضي طويلاً حتى تزوجا في ذلك البيت الصغير وعاشا حياة سعيدة، وبعد فترة وجيزة أصبح لديهما أطفال، وفي كل يوم كانت زهينو تنسج القطن ونيو لانغ يقوم بحراثة الأرض ببقرته المخلصة، وقد استمرت الحياة على هذا النحو حتى عاد نيو لانغ من الحقول ذات يوم بخبر نفوق بقرته. وفي يوم من الأيام في السابق قبل وفاة البقرة قالت لنيو لانغ: بعد أن أذهب، يجب أن تصنع معطفًا من مخبئي، إذ سوف تحتاج إلى هذا المعطف لتتمكن من الطيران والتقاط زهينو.
وفي تلك الأثناء أدرك نيو لانغ أن بقرته المخلصة كانت ذات يوم نجمة في السماء، وهي في الحقيقة برج الثور، وقبل عدة سنوات عندما كان الاثنان صديقين حميمين، كان برج الثور هو الذي ناشد الملكة الأم وتضرع لها أن لا تطرد نيو لانغ من السماء، وقد أثار هذا العرض غضب الملكة الأم، لذلك حولته إلى بقرة وألقته هو كذلك إلى كوكب الأرض تمامًا كما فعلت مع نيو لانغ، وخلال فترة وجوده على الأرض واصل برج الثور الانتباه إلى صديقه نيو لانغ، وقبل وفاته كان قد أصدر تعليماته إلى نيو لانغ بأن يصنع معطفًا من جلده، فعل نيو لانغ كما أمره صديقه القديم.
وفي صباح اليوم التالي أرسلت الملكة الأم رياحًا قوية لتكتسح زهينو وأطفالها في السماء وتدفع بهم نحو السماء، وحينما حصل ذلك ارتدى نيو لانغ معطفه وهو يتذكر كلمات صديقه البقرة وسافر ليلحق بأحبائه وأطفاله، لكن الملكة الأم أزالت دبوس شعرها الذهبي وبضربة واحدة خلقت نهرًا في السماء يفصل بين زهينو و لانغ إلى الأبد، وفي تلك اللحظة صرخ الزوجان من أجل بعضهما البعض بكل شغفهما، وهذا الأمر قد أثر بالملكة الأم وشعرت بالحزن على حبهما العميق لبعضهم البعض، لدرجة أنها قررت السماح لنو لانغ بالبقاء في السماء، لكن لن يُسمح له بالبقاء مع زوجته وأطفاله، سوى مرة واحدة فقط من كل عام.
وقد كان ذلك اليوم مقرر في تاريخ اليوم السابع من الشهر السابع من التقويم القمري، إذ بهذا يجتمع كل من نيو لانغ مع زهينو وأطفاله، ويحدث ذلك اللقاء من خلال قيام قطيع من طيور العقعق بتشكيل جسراً بين نجوم فيغا وألتير، مما يسمح لنيو لانغ بعبور النهر والتواجد مع أحبائه، ويمكن رؤية هذا الجسر في سماء الليل.
العبرة من القصة هي أن الحب لا يعرف المستحيلات، إذ مهما حدث انقطاعات بين الطرفين، لا بد وأن يأتي ذلك اليوم ويجتمعان مع بعضهما البعض.