قصة هوك لي والأقزام

اقرأ في هذا المقال


قصة هوك لي والأقزام أو(The Story of Hok Lee and the Dwarfs) هي قصة صينية من الحكايات الشعبية من كتاب الجنيات الأخضر، وتم اختيار هذه الحكايات الشعبية وتحريرها بواسطة أندرو لانج، وقد تم تبسيطها واختصارها، ممّا يجعلها أكثر ملائمة للأطفال.

الشخصيات:

  • هوك لي.
  • الأقزام.
  • الطبيب.

قصة هوك لي والأقزام:

عاش في بلدة صغيرة في الصين رجل اسمه هوك لي، لقد كان رجلاً مجتهدًا ثابتًا ولم يعمل بجد في تجارته فحسب، بل قام أيضًا بجميع الأعمال المنزلية الخاصة به، لأنّه لم يكن لديه زوجة للقيام بذلك من أجله، وكان يقول جيرانه: يا له من رجل مجتهد ممتاز هو هوك لي! وما مدى صعوبة عمله، لا يغادر منزله أبدًا للترفيه عن نفسه أو لقضاء عطلة كما يفعل الآخرون!
لكنّ هوك لي لم يكن بأي حال من الأحوال الشخص الفاضل الذي يعتقده جيرانه، صحيح أنّه عمل بجد في النهار ولكن في الليل، عندما كان جميع الأشخاص المحترمين ينامون بسرعة، اعتاد على السرقة والانضمام إلى عصابة خطيرة من اللصوص الذين اقتحموا منازل الأغنياء وحملوا كل ما في وسعهم.
استمرت هذه الحالة لبعض الوقت، وعلى الرغم من القبض على لص بين الحين والآخر ومعاقبته، لم يدخل في عقل أي أحد الشك في هوك لي، فقد كان رجلاً محترمًا للغاية ويعمل بجد في نظرهم، وكان هوك لي قد جمع بالفعل مخزونًا جيدًا من المال وهو نصيبه من عائدات عمليات السطو، وفي أحد الأيام شاهده أحد الجيران ذات صباح أثناء الذهاب إلى السوق، حيث قال له: ما بالك يا هوك لي ما خطب وجهك؟ هناك جانب واحد من وجهك قد تضخم.
وبالفعل كان جانب من خد هوك لي الأيمن كان ضعف حجمه الأيسر، وسرعان ما بدأ يشعر بعدم الارتياح، ثم قال في نفسه: لا شك أنّ الدفء سوف يعالج التورم، لكن لا شيء مما فعله كان ينفع لعلاج خده، وفي اليوم التالي كان الوضع أسوأ، ويوماً بعد يوم نما الورم أكبر وأكبر حتى أصبح بحجم رأسه تقريبًا وأصبح مؤلمًا جدًا.
كان هوك لي على أهبة الاستعداد لما يجب فعله، ولم يكن خده قبيحًا ومؤلمًا فحسب، بل بدأ جيرانه يسخرون منه ويتكلمون عنه ، الأمر الذي كان يؤذي مشاعره كثيرًا حقًا، وذات يوم ولحسن الحظ، جاء طبيب مسافر إلى المدينة، لم يكن يبيع فقط جميع أنواع الأدوية، بل تعامل أيضًا مع العديد من السحر الغريب ضد السحرة والأرواح الشريرة.
لذلك صمّم هوك ليل على استشارته وطلب منه الدخول إلى منزله، وبعد أن فحصه الطبيب بعناية، قال له: هذا يا هوك لي ليس وجهًا متورمًا عاديًا، أشك بشدة في أنك كنت تقوم بعمل خاطئ أدى إلى تهدئة غضب الأرواح عليك، لذلك لن يفيد أي من أدويتي في علاجك، ولكن إذا كنت على استعداد لدفع أجر كبير لي، يمكنني أن أخبرك كيف يمكن أن تتعافى.
ثم بدأ هوك لي والطبيب في التفاوض معًا، وقد مر وقت طويل قبل أن يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق ومع ذلك، استطاع الطبيب أن يتفوق عليه في النهاية، لأنه كان مصممًا على عدم التخلي عن سره بسعر معين، ولم يكن لدى هوك لي أي قدرة ليحمل خده الضخم معه حتى نهاية أيامه، لذلك اضطر إلى التخلي عن الجزء الأكبر من مكاسبه غير المشروعة.

عندما قام الطبيب بأخذ المال، أخبر هوك لي أن يذهب في الليلة الأولى من اكتمال القمر إلى غابة معينة وهناك يجلس لمشاهدة شجرة معينة، وبعد ذهابه سيرى الأقزام والعفاريت الصغيرة الذين يعيشون تحت الأرض ويخرجون للرقص، وعندما يروه سيصرُّون على جعله يرقص أيضًا.
وأضاف الطبيب: ولا تمانع في أن ترقص بأفضل ما لديك، حيث إذا كنت ترقص جيدًا وترضيهم، فسوف يمنحونك التماسًا ويمكنك بعد ذلك التوسل للشفاء، ولكن إذا كنت ترقص بشكل سيء، فمن المرجح أن تفعل بعض الأذى لك بدافع الحقد، وبهذا عليك أخذ الإذن والمغادرة.
لحسن الحظ ، اقتربت الليلة الأولى من اكتمال القمر، وفي الوقت المناسب انطلق هوك لي إلى الغابة، وبقليل من المتاعب وجد الشجرة التي وصفها الطبيب، وشعر بالتوتر وصعد إليها، وبالكاد كان قد استقر على فرع عندما رأى الأقزام الصغار يتجمعون في ضوء القمر، لقد جاؤوا من جميع الجوانب حتى ظهر على المدى الطويل أنّ هناك المئات منهم.
بدوا في سعادة عالية، ورقصوا وتخطوا، بينما كان هوك لي شديد الحماس لمشاهدتهم لدرجة أنّه تسلل أكثر فأكثر على طول غصنه حتى أطلق طقطقة عالية، فوقف جميع الأقزام صامتين، وشعر هوك لي كما لو أن قلبه سيوقف من خوفه، ثم قال أحد الأقزام: شخص ما فوق تلك الشجرة، تعال فوراً مهما كنت، أو يجب أن نأتي ونأخذك.
وفي رعب شديد شرع هوك لي في النزول، لكنه كان متوترًا لدرجة أنه تعثر بالقرب من الأرض ونزل يتدحرج بأكثر طريقة عبثية، وعندما حمل نفسه تقدم نحوهم بشكل منخفض، وقال القزم الذي تحدث لأول مرّة والذي ظهر أنّه القائد: الآن، إذًا من أنت، وما الذي أتى بك إلى هنا؟
لذلك أخبره هوك لي بالقصة الحزينة لخده المنتفخ، وكيف نصحه الطبيب بالقدوم إلى الغابة والتوسل للأقزام لشفائه، فأجاب القزم: هذا جيد، سننظر في ذلك، ولكن عليك أولاً أن ترقص أمامنا، وإذا كان رقصك يرضينا، فربما يمكننا فعل شيء ولكن إذا كنت ترقص بشكل سيء، فسوف نعاقبك بالتأكيد لذا خذ الآن تحذيرًا وارقص.
مع ذلك، جلس هو وجميع الأقزام الآخرين في حلقة كبيرة، تاركين هوك لي يرقص وحده في المنتصف، شعر بالخوف الشديد حتى الموت، وبجانب ذلك شعرت بصدمة كبيرة لسقوطه من الشجرة ولم يشعرعلى الإطلاق برغبة في الرقص، لكنّ الأقزام لا ينبغي العبث بها، ثمّ صرخ قائدهم: ابدأ بالرقص وصاح البقية من حوله كذلك: هيا ارقص.
لذلك بدأ هوك لي في اليأس والخوف، في البداية قفز على قدم واحدة ثم على الأخرى، لكنّه كان متيبسًا وعصبيًا للغاية لدرجة أنه لم يفعل سوى محاولة سيئة، وبعد فترة غرق على الأرض وتعهد بأنّه لن يستطيع الرقص أكثر، كان الأقزام غاضبين جدًا، لذلك احتشدوا حول هوك لي وضربوه وأسائوا إليه.
ثمّ قالوا له: أنت أتيت إلى هنا لتشفى، حقًا! وصرخوا: أحضرت معك خدًا كبيرًا، لكنّك لن تتخلص منه أبدًا، وسينتفخ الآخر أيضًا في الغد وبهذا هربوا واختفوا تاركين هوك لي ليجد طريقه إلى المنزل بأفضل ما لديه، لذلك فقد عرج بعيدًا مرهقًا ومكتئبًا، ولكنّه لم يكن قلقًا قليلاً بسبب تهديد الأقزام.
ولم تكن مخاوفه بلا أساس، لأنّه عندما قام صباح اليوم التالي وجد أن خده الأيسر قد انتفخ بحجم يمينه، وبالكاد كان يرى من عينيه حينها شعر هوك لي باليأس، وسخر منه جيرانه أكثر من أي وقت مضى، ثمّ اختفى الطبيب أيضًا، لذلك لم يكن هناك شيء سوى تجربة الأقزام مرة أخرى، ثمّ انتظر شهرًا حتى عادت الليلة الأولى من اكتمال القمر مرّة أخرى، ثم عاد إلى الغابة وجلس تحت الشجرة التي جاء اليها في المرة السابقة.
وقال أنّه لم يمض وقت طويل للانتظار، وبعد فترة طويلة جاء الأقزام في صفوف حتى تم تجميع الجميع، ثمّ قال أحدهم: لا أشعر بالراحة، أشعر كما لو كان هناك إنسان فظيع بالقرب منا، وعندما سمع هوك لي هذا، تقدم وانحنى على الأرض أمام الأقزام الذين جائوا مزدحمين، وضحكوا بحرارة على مظهره الكوميدي بخديه الكبيرتين.
ثمّ قالوا له: ماذا تريد؟ وشرع الرجل في إخبارهم عن مصاعبه الجديدة، وتوسل اليهم بشدة للسماح له بتجربة أخرى في الرقص حتى وافق الأقزام، لأنّه لا يوجد شيء يحبونه بقدر التسلية، والآن عرف هوك لي مدى اعتماده على رقصه جيدًا ، لذا فقد تحلى بروح جيدة وبدأ أولاً ببطء شديد، ثمّ أسرع بالحركات ورقص جيدًا ورشيقًا، واتخذ خطوات جديدة ورائعة، وكان الأقزام سعداء جدًا به.
بعد ذلك صفقوا بأيديهم الصغيرة، وصرخوا: أحسنت، هوك لي أحسنت، استمر وارقص أكثر، لأنّنا سعداء، ورقص هوك لي مرارًا وتكرارًا حتى لم يعد قادرًا على الرقص حقًا، واضطر إلى التوقف، ثم قال زعيم الأقزام: ‘نحن مسرورون يا هوك لي ، وكتعويض عن رقصك سوف يشفى وجهك، ثمّ ودعوه وذهبوا.
وبهذه الكلمات اختفى هو والأقزام الآخرون، وقام هوك لي وهو يضع يديه على وجهه في فرحة عظيمة أن خديه قد تقلصتا إلى حجمهما الطبيعي، وبدا الطريق إلى المنزل قصيرًا وسهلاً بالنسبة له، وذهب إلى الفراش سعيدًا وقرّر عدم الخروج للسرقة مرة أخرى.
وفي اليوم التالي كانت المدينة بأكملها مليئة بأخبار العلاج المفاجئ لهوك واستجوبه جيرانه، لكنّهم لم يستطعوا الحصول على جواب منه، باستثناء حقيقة أنه اكتشف علاجًا رائعًا لجميع أنواع الأمراض، وبعد فترة، جاء أحد الجيران الثريين الذي كان مريضًا لعدة سنوات، وعرض عليه منحه مبلغًا كبيرًا من المال إذا أخبره كيف يمكن علاجه.
وافق هوك لي بشرط أنّه إذا أقسم على الحفاظ على السر، ولقد فعل الرجل ذلك، وأخبره هوك لي عن الأقزام ورقصاتهم، ثمّ ذهب الجار وأطاع تعليمات هوك لي بعناية، وتم علاجه على النحو الواجب من قبل الأقزام، ثم جاء آخر وآخر إلى هوك لي لاستجداء سرّه، وانتزع من كل منهما تعهدًا بالسرية ومبلغًا كبيرًا من المال، ثمّ استمر هذا لعدّة سنوات حتى أصبح هوك لي رجلاً ثريًا للغاية، وأنهى أيامه بسلام ورخاء.


شارك المقالة: