قصة هوم ديل دي تشوك سانام

اقرأ في هذا المقال


من المعروف عن قصص الحب أنها تكون بين طرفين، فهل ممكن أن تكون علاقة الحب ضمن مثلث أي بين ثلاثة أشخاص؟ هنا تتجسد قيم التضحية والإيثار والالتزام بالوعد من أجل الأخرين، حتى لو كان ذلك الأمر على حساب النفس، تابع قراءة المقال عزيزي القارئ.

قصة هوم ديل دي تشوك سانام

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك فتاة تدعى نادينني، تعيش في رفاهية عالية إذ أنها الفتاة المدللة لوالدها والذي يدعى السيد باديت، وهو من أكبر المدرسين المشهورين في مجال الموسيقى الهندية، وفي أحد الأيام جاء إلى ذلك المدرس أحد الشباب ممن يملكهم الشغف في حب وعشق الموسيقى وهو ما يدعى سميث.

وقد كان ذلك الشاب من الشباب الطموحين وقد كان يحلم باستمرار أن يصبح في المستقبل من أشهر الموسيقيين في المدينة، وقد سمع عن مدى إبداع وتميز ذلك الأستاذ الموسيقي، وقد رغب في أن يتعلم أصول وأساسيات الموسيقى على يديه، وجراء أن ذلك الشاب من مدينة بعيده بعض الشيء فقد عزم عليه أستاذ الموسيقى أن يقيم معهم في المنزل لفترة من الوقت.

وأول ما قطن ذلك الشاب مع تلك العائلة ووقعت عيناه على الفتاة نادينني سرعان ما بدأ قلبه يدق لها، وتلك الفتاة كانت كذلك تكن له ذات المشاعر والأحاسيس، ومن هنا بدأت تدور بينهما علاقة حب، في بداية علاقتهم كانا على الدوام يدور بينهم الكثير من الخلافات والمشاجرات، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اعترف به كل منهما بحبه للآخر، وفي ذات اليوم  الذي اعترفا بحبهما لبعضهما البعض بدآ في قطع عهود الحب والزواج، ولكن بشكل مفاجئ وفي يوم من الأيام تحطمت كافة تلك الأحلام والعهود على صخرة الواقع؛ وذلك لأن أستاذ الموسيقى كان يخطط لزواج ابنته من أحد الشباب في المدينة والذي يدعى فاندراج.

ففي تلك اللحظة التي سمع بها عن تلك العلاقة التي تربط ابنته بالشاب سميث، هنا شعر الأستاذ بالخذلان، حيث أنه رأفةً بحال الشاب ومدينته البعيدة سمح له بأن يقيم معهم بالمنزل، بينما هو أوقع ابنته في عشقه، وهنا على الفور شاط به الغضب وقطع عليه عهداً بأن يغادر المدينة ولا يعود إليها على الإطلاق، كما أنه من تلك اللحظة لحين مغادرته المدينة قام بطرده خارج منزله، ولكن الشاب لم يقوى على مغادرة المدينة دون أن تكون حبيبته معه، وعلى إثر ذلك قام بإرسال العديد من الرسائل التي يطلب منها فيها أن تلحق به، ولكن من سوء حظ الشاب أن تلك الرسائل لم تصل إلى حبيبته في الوقت المناسب.

وبعد مرور أيام قليلة غادر سميث المدينة وقد تزوجت حبيبته من الشاب الذي اختاره والده لها فاندراج، وقد كان فاندراج قد وقع في حبها كذلك في أول مرة قد شاهدها به في السابق، إذ حدث ذلك قبل فترة وجيزة أثناء حفل زفاف كان مقام لابن عمها، وبعد أن تم زواجهم بدأ يلاحظ فاندراج بفتور مشاعر نادينني تجاهه وعدم مبادلته مشاعر الحب كتلك التي يكنها لها، ومن هنا حاول معرفة السر الذي يكمن خلف ذلك الفتور، فيسألها حول الأمر وقد قطع لها وعداً بمساعدتها، ولكنها أصرت على التزام الصمت وعدم البوح بأي شيء.

وبعد مرور فترة قصيرة تفاجئ زوج الفتاة أنها تمسك بين يديها رسائل حبيبها السابق، وحينما اطلع على تلك الرسائل علم بأمر حبهما، في بداية الأمر شاط بداخله الغضب؛ وذلك لأنه سألها كثيراً عن حقيقة مشاعرها ولم تخبره بالحقيقة، ولكن بعد أن هدأ قليلاً قرر أن يهم بمساعدتها والتضحية بحبه من أجل إحياء حبها، وقد بدأ على الفور برفقتها في رحلة البحث عن سميث.

وفي يوم من الأيام قررا التوجه إلى دولة إيطاليا من أجل البحث هناك عنه، فقد كان يرتاد ذلك البلد في الكثير من الأحيان، وأول ما حطوا أرجلهم في تلك البلاد واجهوا العديد من المتاعب والمصاعب، ولكن فاندراج كان باستمرار يقف في ظهر نادينني ويساندها، وفي إحدى المرات ذهب للدعاء من أجلها وهناك قابل رجل هندي لطيف، وبعد أن قص عليه قصته أخذ بالدعاء معه من أجلها، وقد اتضح بعد ذلك أن هذا الرجل الهندي هو سميث الموسيقي الذي تحبه نادينني.

وفي إحدى المرات بينما كانا يتجولان في المدينة والبحث والسؤال هنا وهناك عنه، وصلت إلى فاندراج من أحد معارفه في تلك البلد أخبار حول مكان إقامة سميث، وبعد أن توصل إلى عنوانه ذهب إلى منزله وطرق الباب، فردت عليه والدة سميث وقد غمرها الفرح والسرور جراء بحث حبيبه ابنها عنه، وفي تلك الأثناء أخبرتهما أن لديه حفل هام في إحدى دور الأوبرا في المساء، ومن الأفضل أن تذهب نادينني إلى ذلك الحفل لتفاجئ سميث.

ومن هنا وعلى الفور توجه فاندراج بصحبة زوجته نادينني إلى دار الأوبرا، ولكن في تلك اللحظات كان الألم يعتصر قلبه، كما أنه في تلك الرحلة التي مرت بها نادينني مع زوجها، تغير بداخلها شيء تجاه فقد كانت في الكثير من الأحيان تشعر بمشاعر من الحب نحوه تكونت بسبب تلك التضحية التي يقوم بها من أجلها، وخلال الطريق بدأت شعرت نادينني بالحزن الشديد والألم اعتصر قلبها لأنه رحلتها مع فاندراج قد أشرفت على الانتهاء.

وبالفعل قام فاندراج بإيصالها إلى حفل الأوبرا، وهناك أول ما قابلت سميث لم تكن تلك الفتاة ذاتها القديمة التي أحبها من كل قلبه، فقد كانت مشاعرها نحوه فاترة، وأول ما نظر إلى عينيها لم يجد ذات الفتيل للحب الذي كان يشتعل عند رؤيته، وحين سألها حول السبب أخبرته أنها في الوقت الحالي أصبحت سيدة متزوجة، وأن من عبر بها السبعة بحور من أجل البحث عنه هو زوجها، وهنا طلبت منه أن يأذن لها بالرحيل واللحاق بزوجها.

فأذن لها حبيبها باللحاق بزوجها وهو يبكي من شدة ألم الفراق، وأخبرها أنها سوف تكون زوجته في الحياة القادمة وأخذ يدعو الله الذي أخذ منه والده ولم يعطه محبوبته، وحينها عاد إلى المنزل وبقي مستلقي في حضن والدته ويشكي لها ألمه، بينما نادينني جرت على الفور باتجاه جسر إيطاليا خلف زوجها، والذي اندهش عند رؤيتها واحتضنها بقوة، وفي تلك اللحظة أخبرها أنه لا يمكنه اكمال حياته بدونها، فتطلب من أن يختار يد من يديها، فيختار اليمنى وحين تفتح نادينني يدها يجد بها فاندراج عقد زواجه منها، فيضعه حول عنقها وتنطلق الألعاب النارية من خلفهما في مشهد رائع.


شارك المقالة: