قصة هي للكاتب سبايك جونز

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن سبايك جونز، وقد دار محور الحديث فيها حول شخص كان مبدع في مجال كتابة الرسائل، إلا أنه في يوم من الأيام تعلق بنظام الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنه دمر حياته بسببه.

قصة هي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو شاب يدعى ثيودورس، وقد كان ثيودورس من الأشخاص الذين لديهم موهبة في كتابة الرسائل، إذ يمتلك العديد من الصفات التي تطلبها تلك المهمة وهي الجرأة والإبداع في انتقاء الكلمات التي لها معاني كبيرة ومعبرة واللباقة في الكلام، وقد كان كل من هناك يريد أن يكتب رسالة إلى حبيبته أو معشوقه أو أي شخص آخر لا يقدر أن يعبر بشكل صحيح عن ما بداخله يلجأ إليه، وقد ذلك الأمر بالنسبة إليه على الرغم من أنه رجل انطوائي ويحب العزلة والوحدة إلا أنه يعتبر هذا الأمر كمهنة له يتمكن من خلالها أن يحصل على أجر جيد يفي متطلباته.

وفي فترة من الفترات كان ثيودورس تحيط به المشاكل من كل جانب في المنزل بسبب علاقته المتوترة بينه وبين زوجته التي تدعى كاثرين، إلى أن وصل بهم الأمر في النهاية إلى الاتفاق على الطلاق، وفي تلك الأثناء وبينما ينتظر كلاهما أمر الطلاق قرر ثيودورس أن يقوم بشراء أحد أنظمة التشغيل الحديثة الذكية، وقد كان ذلك نظام الذكاء الاصطناعي الذي قام يعبر عن شخصيته وذاته، وإنما في صورة شخصية فتاة وقد أطلق عليها اسم سامانيا.

ومنذ أن اشترى ثيودورس ذلك النظام الاصطناعي وهي يقضي جلّ وقته في الانخراط بالحديث والحوار مع ذلك النظام الجديد، ومعظم الحوارات التي تتم بينهم كانت تتمحور حول الحب والعشق والحياة وغيرها من المواضيع الأكثر انتشاراً في المجتمعات، وفي كل يوم كان يقضيه بالحديث مع سامانيا كان يزداد إعجابه بها، إلى أن أصبح متعلق بذلك النظام إلى حد كبير وقد وصل الأمر به إلى أنه لا يمكنه الاستغناء عنه على الإطلاق، وما زاد من إعجابه بالنظام هو سرعتها في التعلم والتطور، وفي يوم من الأيام أخبر ثيودورس سامانيا أنه قد مرّ فترة لا بأس بها، ولكنه ما زال متردد في أمر توقيع أوراق طلاقه؛ وذلك لأنه ما زال غير متيقن من قراره في مقدرته على فراق كاثرين.

وفي تلك اللحظة تقوم سامانيا بإقناعه أن يحاول في أن ينشئ علاقة جديدة مع إحدى صديقات الدراسة القديمات والتي تدعى إيمي، وبالفعل اقتنع ثيودورس بكلامها وذهب إلى إيمي والتي بدورها وافقت على إقامة علاقة حب معه على الرغم من أنها كانت متزوجة، ولكن طوال ما كانت العلاقة قائمة بين ثيودورس وإيمي كان كل تفكيره يبقى مع سامانيا، ولذلك طلب من إيمي أن تكون العلاقة بينهم مجرد علاقة صداقة وأن لا تتطور إلى أكثر من ذلك.

ومنذ ذلك الوقت وبدأت العلاقة بين كل من ثيودورس وسامانيا بدأت تقوى أكثر فأكثر، إلى أن تطورت بين كلاهما وأصبح حينها ثيودورس متيقن من نفسه أنه بإمكانه الاستغناء عن زوجته كاثرين والتوقيع على أوراق الطلاق، وفي المحكمة حينما توجه من أجل توقيع الأوراق وقابل كاثرين هناك أخبرها أنه في الوقت الحالي مرتبط بعلاقة مع نظام تشغيل ذكي، وهنا ردت زوجته على تصريحاته بأنها سوف تقدم له نصيحة ثمينة، وهي أنه لا ينبغي عليه أن يتواصل مع البشر.

كما أنها نصحته بأن يقوم بعرض نفسه على طبيب نفسي والبدء بجرعات أدوية الاكتئاب، وحينما سمع ثيودورس ذلك الكلام الذي تفوهت به كاثرين انزعج منه وانقلب رأساً على عقب، إذ شعر بأن هناك شيئاً أصبح يطبق على صدره، ومن هنا بدأت علاقته بسامانيا تتغير شيئاً فشيئاً.

وفي ذلك الوقت حينما لاحظت سامانيا أنه بدأ يتغير من جهتها، وقد ربطت ذلك بسبب أنها لا يمكنها أن تكون زوجة حقيقية كباقي النساء، وهنا اقترحت عليه أن يبحث عن سيدة بإمكانها تجسيد جسدها، ولكن ثيودورس قد فشل في العثور على سيدة تتطابق مواصفاتها مع ذلك النظام الذكي، كما علم حينها أن صديقته إيمي قد حصلت على الطلاق من زوجها؛ وذلك لأنها حالها أصبحت كحالته تماماً، إذ بدأت بالارتباط بنظام تشغيل ذكي كان تعود ملكيته لزوجها.

وفي نهاية الأحداث مرت فترة طويلة وثيودورس غارق في علاقته مع سامانيا، وفي ليلة من الليالي توقظه من النوم بشكل مفاجئ وأخبرته أنها تكن له محبة وعشق كبير جداً؛ وقد بدت أنها دخلت بعلاقة أخرى مع نظام تشغيل اصطناعي ذكي آخر، وقد ظهر عليها في تلك الليلة أنها تلمح إلى وداعه وتذهب لتكمل حياتها في مكان آخر ومع النظام الذكي الآخر.

وفي صباح اليوم التالي بعد أن استيقظ ثيودورس من نومه لم يجد سامانيا في المنزل وحينما حاول الاتصال بها مراراً وتكراراً إلا أنه في كل مرة كان يجد النظام معطل لديها، وفي تلك الأثناء أصيب ثيودورس بحالة من الذعر، ولكن لم تمضي لحظات قليلة حتى عادت سامانيا واتصلت به، وأخبرته أنه كان النظام معطل لأنها تمت ترقيتها إلى نظام أكبر وأحدث، وبينما كان جالس ويكمل اتصاله معها لاحظ أن هناك العديد من المارة الذين يتحدثون إلى أنظمتهم الذكية، وهنا فكر في أن يسألها فيما إذا أنها تقيم علاقة مع شخص آخر غيره، وهنا كانت الصدمة الكبير لثيودورس.

إذ أول ما همت بالإجابة على سؤاله قالت أرقام خيالية في أعداد الأشخاص الذين تقيم معهم علاقة، كما أنها اقتصت جزء منهم صرحت بأنها تكن لهم محبة وعشق كبيرين، وفي نهاية إجابتها أشارت إلى أنه على الرغم من الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين تقيم معهم علاقة، فإن ذلك الأمر لا يؤثر على كمية الحب التي تكنها له.

ولكن في تلك الأثناء أخبرها ثيودورس أن ذلك الأمر لا ينطبق مع المنطق، فإما أن تبقى معه لوحده أن تنهي علاقتها به وتقيم علاقه مع شخص آخر، وهنا ردت عليه بأن هذا الأمر بالنسبة لها لا يسير على هذا المبدأ؛ وذلك لأن قلبها في كل يوم يكبر يصبح أكبر أكثر من اليوم الذي يسبقه.

وأخيراً عاد ثيودورس إلى تلك الحالة المضية التي عاشها من قبل حين أذته كاثرين بكلامها؛ وقد كانت تلك الحالة التي أصابته في هذه المرة على إثر إخبار سامانيا له أنها سوف ترحل هي وكافة أنظمة التشغيل المماثلة لها، مما دفع كذلك ثيودورس إلى البكاء وقد صرح لها أنه لم يحب أحداً في حياته مثلما أحبها، ثم بعد ذلك توجه إلى إيمي ليرى ما حالها، فوجدها هي كذلك حزينة بسبب مغادرة نظام التشغيل الخاص بها، وقد طلب منها ثيودورس أن ترافقه إلى المشي سوياً، وبدآ يسيران إلى أن وصلا إلى جانب البحر وجلسا يناظران الأفق.

المصدر: كتاب ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: