تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الإنجليزي، وقد تمحور الحديث فيها حول طفلة ولدت في أحد المستشفيات وتوفيت والدتها التي لم يكن يرافقها أحد أثناء الولادة، وبسبب شفقة إحدى الممرضات المشرفات على ولادتها عليها حاولت التوصل إلى أحد من أقاربها خشيةً عليها من أن يتم وضعها في دور الأيتام، ولكن أثناء بحث الممرضة توصلت إلى أن الطفلة هي كانت نتيجة اعتداء أحد الأشخاص على والدتها.
قصة وعود شرقية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى الفتيات، وقد كانت الفتاة في مقتبل العمر وهي من أصول روسية، حيث أنها في يوم من الأيام كانت تلك الفتاة حامل وقد اضطرت إلى دخول المستشفى من أجل أن تضع جنينها في وقت مبكر على موعد الولادة، وقد كان يبدو أن تلك الفتاة لا يوجد معها أي مرافق، ووضعها الصحي كان حرج للغاية، وهذا الأمر قد تسبب بوفاتها بعد أن وضعت طفلتها، وفي مثل تلك الحالات كانت إدارة المستشفى في حال لم تجد من يرعى الطفل الرضيع من الأقرباء تقوم بتسليمه إلى دور الأيتام.
ولكن كان هناك إحدى الممرضات التي أشرفت على عملية الولادة شعرت بالشفقة على تلك المولودة، وقد فكرت بالتوجه إلى أغراض والدتها من أجل البحث بها لكي تعثر على أي عنوان أو اسم يدل على شخص قريب من والدتها، وبالفعل توجهت الممرضة وأخذت بتفتيش في أغراض والدتها وبين تلك الأغراض وجدت مذكرة صغيرة كانت تكتب عليها والدة الطفلة بعض من يومياتها وقد كانت تلك الكتابة باللغة الروسية، كما عثرت الممرضة بين الأغراض على كرت تعريف شخصي للأم وعليه عنوان أحد المطاعم التي تُعنى بالأطعمة الروسية ويقع في مدينة لندن.
ومن باب الصدفة كانت عائلة تلك الممرضة من أصول روسية، ولكن من يعرف من بين تلك العائلة قراءة اللغة الروسية هو زوج والدتها، وهنا توجهت إليه وطلبت منه أن يقوم بترجمة تلك المذكرات لها؛ وذلك لأنها تريد أن توصل إلى أي معلومة عن الفتاة، فقام بترجمة جزء صغير من تلك المذكرات، وذلك الجزء كانت تتحدث به والدة الطفلة عن والدها الذي كان يعمل كعامل في أحد المناجم الروسية وتوفي به؛ وهذا السبب الذي دفعها إلى مغادرة دولة روسيا؛ وذلك لأنها كانت على الدوام ترى أنه مدفون في ذلك المنجم، فلم تقوى على تحمل ذلك، وفي تلك الأثناء قام بمساعدتها أحد الأصدقاء المقربين في الوصول إلى لندن.
وبعد أن أدلى زوج والدة الممرضة بترجمة ذلك الجزء رفض أن يترجم باقي اليوميات، وهنا تقرر الممرضة أن تذهب إلى ذلك المطعم الخاص بالأطعمة الروسية لعلها تجد من يعرف الفتاة الروسية، وهناك قابلت رجل عجوز من أصول روسية كان صاحب المطعم، ويبدو أنه شخص لطيف وودود وحينما سألته عن الفتاة أشار أنه لا يعرفها على الإطلاق، ولم يكن في يوم من الأيام قد قابلها، وهنا طلبت منه أن يقوم بترجمة يوميات الفتاة الروسية.
وفي ذلك المطعم التقت الممرضة مع ابن صاحب المطعم والسائق الخاص به كذلك، ولكن ما اتضح لها أن ابن صاحب المطعم لم يكن شخص لطيف وودود كوالده، وحينما عادت الممرضة إلى المنزل أخبرت زوج والدتها بأنها تمكنت من العثور على شخص يترجم لها بقية اليوميات ووعدها أنه في صباح الغد سوف يقوم بترجمتها، وهنا سرعان ما انفعل وأخبرها أنه لا ينبغي أن تتدخل في ذلك الأمر، فهو ليس من شأنها، وهنا صرحت الممرضة أن ما دفعها إلى ذلك هو أنها كانت تخشى أن يتم إرسال الطفلة الرضيعة إلى الملاجئ ودور الأيتام فرغبت في أن توصل إلى أهلها الحقيقيين.
وفي اليوم التالي بعد أن قرأ صاحب المطعم الرجل العجوز اليوميات طلب من الممرضة بأسلوب لطيف أن تسلمه اليوميات وفي المقابل سوف يقدم لها عنوان عائلة الفتاة في روسيا؛ وقد برر طلبه بأن ما دفعه لذلك هو أنه خلال قراءته للمذكرات كان هناك العديد من الأمور التي تدين ابنه، وقد كان ابنه كذلك هو الوحيد له ويخشى عليه من أي أمر، وفي حقيقة الأمر كان ابن الرجل العجوز هو شاب سيء السمعة والصيت، كما أنه كان متورط في العديد من القضايا الإجرامية، ومن بين تلك الجرائم كانت تخص ابن أحد أقوى زعماء عصابات المافيا في مدينة أوكرانيا، ومنذ أن تورط في تلك الجريمة وبدأ الأوكرانيون في البحث عنه من أجل.
وحينما عادت إلى المنزل وتحدثت مع زوج والدتها بما حدث معها، أخبرها أن من اعتدى على الفتاة الروسية ابنة الرابعة عشر هو الأب ذاته صاحب المطعم، وبالفعل منذ أن ترجم الرجل العجوز على تلك المذكرات بدأ في إرسال تهديدات إلى الممرضة بنفسه، وفي بعض الأحيان كان يرسل التهديدات عن طريق السائق الخاص بابنه، وبعد أن تكرر التهديدات للممرضة قررت هي وعائلتها أن يقوموا بتسليم المذكرات للرجل العجوز مقابل الحصول على العنوان.
ولكن ما حدث حين تم الاتفاق على ذلك هو أن السائق قام بأخذ المذكرات منها دون أن يقوم بتقديم العنوان لها، وقد كان ذلك الأمر قد أغضب الممرضة بشكل كبير، وهنا سرعان ما تتوجه إلى الرجل العجوز وتخبره أنها تعلم أنه هو ذاته والد الطفلة، وأنها كذلك تعلم أنه هو من قام بالاعتداء على الفتاة الروسية، وبعد مرور عدة أيام عاد السائق إلى مقابلة الممرضة وقد كان في ذلك الوقت قد أصبح معجب بها وقدم لها عنوان أهل الفتاة، ولكن هنا أشار لها السائق أنهم يقيمون في إحدى القرى الصغيرة البائسة والنائية في روسيا ولا تصلح من أجل أن تتربى بها طفلة صغيرة، فالأطفال في الكثير من الأحيان تسوء أوضاعهم الصحية على الفور وبشكل مفاجئ، وأنه يرى من الأفضل للرضيعة أن تتربى معها.
وفي النهاية بعد أن عرف الرجل العجوز بما قام به السائق من تصريحات للممرضة، عزم على نصب فخ للسائق، وقد كان ذلك الفخ يتمثل في رسم على منطقة صدره وشم العائلة الشهير وقام بتسليمه إلى عصابات المافيا الأوكرانية على أساس أنه ابنه، إذ كانت تطالب بالثأر والانتقام منه جراء قتله لابنهم، ولكن السائق تمكن من الفرار والنجاة بنفسه، كما اتضح أن السائق هو عميل للمخابرات الروسية، وحينها طلب من رؤسائه أن يقوموا بإلقاء القبض على الرجل العجوز بتهمة الاعتداء على الفتاة الروسية وهي في الرابع عشر من عمرها، كما تمكن السائق بصفته أقرب شخص من الابن أن يتعرف على كامل أسرار والده والإدلاء بها للعصابة.
وأخيراً طلب الرجل العجوز من ابنه أن يقوم بأخذ الطفلة الصغيرة من المستشفى وقتلها، ولكنه لم يتمكن من ذلك ويتم تسليمها للممرضة، والتي بدورها تتبناها، ويصبح السائق هو الزعيم الفعلي للمافيا الروسية.