قصة اليرقات الصديقات

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول يرقتان تعيشان على نفس الغصن، وفي يوم من الأيام كبرن وأصبحت إحداهن فراشة والأخرى دودة متوهجة، ولكن ذلك الأمر لم يغير من صداقتهن شيئاً.

الشخصيات

  • اليرقة آرون
  • اليرقة كريس

قصة اليرقات الصديقات

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة نيوزيلندا، حيث أنه في يوم من الأيام كان في تلك البلاد غابة كثيفة ومليئة بالأشجار، وفي تلك الغابة كانت تعيش هناك يرقة صغيرة ويطلق عليها اسم أرون، ويرقة أخرى تدعى كريس، كانت تلك الغابة التي تعيش بها كلتا اليرقتان مظلمة جداً من كثرة الأشجار الموجودة فيها، شكل اليرقة أرون كانت ذات لون أبيض صغيرة الحجم وتتحرك من خلال هز جسدها يميناً وشمالاً، بينما اليرقة كريس كانت أكبر منها في الحجم، وذات لون أخضر وتتحرك ذات الحركة التي تتحرك بها أرون، وكلتا اليرقتان تتشاركان ذات الغضن.

كانت هناك بعض الأمور المختلفة بينهما مثل أن أرون طوال الوقت هادئة ولطيفة، بينما كريس كانت تحب الحركة والنشاط والحيوية، ولكن على الرغم من ذلك كانت تتشاركان ذات الغصن، وهن صديقات مقربات من بعضهما البعض إلى حد كبير، ولم يكن أي شيء في يوم من الأيام قد فرق بينهما.

وطوال الوقت كانت اليرقة كريس تنكش هنا وهناك بين أغصان الأشجار وتأكل الأوراق بكميات كبيرة، فهي تحب ورق الشجر جداً، على العكس تماماً من أرون التي لم تكن في يوم من الأيام قد أحبت أوراق الأشجار وأكلت منها، ولكن هذا لم يمنعها في أن تسير جنباً إلى جنب مع كريس، تماماً كما كانت تفعل وقت النوم فأرون لم تحب النوم كثيراً، ولكن كانت حينما تخلد كريس إلى النوم يبقى مستلقيه إلى جانبها، إذ كانت صداقتهما بهذا القدر من القوة والمتانة، وفي يوم من الأيام اقترحت كريس أن تقوم بمسابقة بينها وبين أرون، وافقت أرون على المسابقة والتي كانت تتجسد في الجري إلى نهاية الغصن ويرى من يصل إلى نهايته أولاً، فقد كانت تلك من الألعاب المفضلة لديهما، وفي كل مرة كانت كريس تسبق أرون وتبقى طوال جريها وهي تضحك وتقهقه بصوت عالي.

ولكن ما حدث في يوم من الأيام هو أن كريس بدأت تتصرف بشكل مختلف عن ما كانت عليه في السابق، وأول ما استيقظت من نومها تثاؤب للحظات ثم قالت لأرون: أشعر ببعض التصلب اليوم، وفي تلك الأثناء حاولت أرون أن تقوم بالتقاط كمية من أوراق الشجر المفضلة لديها وتقدمه لها، لكن كريس قالت لها: إنني متعب جداً ولا أقوى على الأكل، وبعد مرور عدة ساعات ووصول وقت الظهيرة، بدأت حالة الطقس تنقلب وأصبحت الغابة مظلمة للغاية، وشيئاً فشيئاً بدأت قطرات المطر والتي كانت غزيرة في السقوط، وسرعان ما بدت الغابة بأكملها قطب من القطاب المتجمدة من شدة برودة الطقس.

وفي لحظة من اللحظات تحدثت أرون وقالت: صديقي كريس هل رأيت ذلك التحول السريع؟ هل لمحت البرق؟! ولكن كريس لم تجب بأي كلمة، وهنا التفتت أرون نحو صديقتها وشعرت أن هناك خطأ ما، وحاولت أن تقوم بلمسها، ولكن أصبح جلد كريس قاسياً مثل الصدفة تماماً، وفي تلك الأثناء قامت أرون بنقزها أكثر من مرة، ولكن دون جدوى، فلم تبدي أي حركة أو ردة فعل على الاطلاق، وفجأة صرخت بأعلى صوتها مناديه باسمها، ولكن كريس لا تجيب نهائياً، وفجأة سمعت أرون شخيرًا وكأن هناك أحد نائم في أعماق القوقعة، ويبدو أن كريس مريضة.

وفي تلك اللحظة برق الرعد وصدع بكافة أرجاء الغابة، ولكن لم يكن ذلك الرعد قد تمكن من إيقاظ صديقتها كريس أو حتى حركتها ولو بشيء بسيط، وهنا بدأ قلب أرون يخفق بسرعة كبيرة من شدة الخوف على صديقها، ولكنها حاولت أن تكون شجاعة، وأشارت إلى أنها سوف تفعل كل ما بوسعها وتبقى إلى جانب صديقتها حتى تتحسن حالتها الصحية وتعود كما كانت في السابق، وانتهى ذلك النهار وجاء الليل ومر ذلك الليل بطوله ولم يتغير على حالة كريس شيئاً، وفي صباح اليوم التالي قامت أرون بإحضار أكثر ورقة من أوراق الشجر كانت تفضلها كريس، لكن تلك الأوراق لم تتمكن أرون من خلالها إيقاظ كريس، ومنذ ذلك اليوم بدأت أرون في أكل حشرات صغيرة من أجل أن تصبح قوية وتساعد صديقتها، وقد وجدت أرون تلك الحشرات لذيذة جداً،

ويوماً بعد يوم كانت تنمو أرون وتصبح أقوى من ذي قبل، وفي كل ليلة تسهر إلى جانب صديقتها وترعاها، وبعد مرور سبع ليالي شاهد أرون شيئًا غريبًا، وذلك الشيء هو بزوغ ضوء يشبه النجم يسطع من بين شجرتان بعيدتان، وهذا الضوء يسطع بين الحين والآخر، ولكنه كان ضوء هادئ وفي ذات الوقت تسمع صوت شيء يقترب نحوها، وفي تلك الليلة بقيت أرون ساكنة حتى الفجر نامت قليلاً ومن ثم استيقظت، وأول ما فتحت عيناها كان الأمل يستوطنها في أن ذلك اليوم سوف يكون مختلف، وحاولت في هذا اليوم أن تقوم بإيقاظ صديقتها كريس لعلها تكون تعافت من مرضها، فسألته: كريس هل أنت مستيقظ؟ وهنا فجأة سمعت قهقهة كريس وهي تقول أريد أن أمدد جناحي، وهنا سألتها بقولها: هل أنت فراشة؟ ولكن كريس لم تنطق بحرف وقامت بمحاولة الطيران.

بينما أرون كانت تنظر إلى صديقتها وهي تحلق وترفرف بعيداً، وقد نمت بداخلها شعور كبير بالسعادة، وهنا أول شيء فكرت به هو أنه من الممكن أن تعود صديقتها كريس وتطلب منها السباق إلى آخر الغصن مرة أخرى، وفي تلك اللحظة امتلأت عيناها بالدموع وأخذت بسؤال صديقتها بصوت عالي وقالت: هل أنت بخير يا صديقتي العزيزة؟ وفجأة شعرت أن هناك أحد نكزها من الخلف، وحينما نظرت وجدت أنها صديقتها كريس، فقالت لها: إنني مسرورة جداً برؤيتك تطيري، وبسبب الظلام الذي كان يطغو على الغابة في ذلك الوقت سألت أرون صديقتها كريس وقالت: كيف وجدتني في الظلام؟ إنني أسمع سمعت صوتًا هناك وما زلت أختبئ.

وهنا ابتسمت كريس وقالت: أرون ألا تعرفين! أنت متوهجة! رأيتك وهجك من حافة الغابة، أنت دودة متوهجة! وهنا اتسعت عيون أرون، واستطردت كريس حديثها بقولها: هذا صحيح! كما أن هناك العديد من الديدان المتوهجة على هذه الشجرة، لقد كانوا يحاولون الاتصال بك، يريدون أن يكونوا أصدقاء لك!، وهنا ابتسمت أرون وشعرت بفرحة كبيرة.

ولكن فجأة أصبح يستوطنها الحزن وتوجهت إلى كريس وقالت: كريس إذا كنت أنت فراشة وأنا دودة متوهجة، هل ما زلنا أصدقاء؟ فالفراشات لها أجنحة والديدان المتوهجة لها خيوط، أنت تستيقظ عند الفجر وأنا أستيقظ عند الغسق، كيف سنعمل، فأجابتها كريس: بالطبع نستطيع يا صديقتي العزيزة، سوف نكون دائماً أصدقاء، فالأصدقاء يجدون طريقة، ومنذ ذلك اليوم مع كل فجر وكل غسق كانا كل من كريس وأرون تتسابقان إلى قمة غصنهما، ضاحكات طوال الطريق.

العبرة من القصة هي أن علاقة الصداقة هو من أقوى وأمتن العلاقات، ولا يمكن ان تختفى مهما مرّ من أحداث ووقت.


شارك المقالة: