قصيدة - أحدث عن خودا تحدثن مرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “أحدث عن خودا تحدثن مرة”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أحدث عن خودا تحدثن مرة” فيروى بأنّ الأصمعي في يوم كان يمشي في المدينة، وبينما هو يمشي تعب، ومن شدة تعبه أوى إلى ظل وجلس تحته، فغلبه النعاس ونام، وبعد فترة قصيرة أتت إليه جارية وأيقضته من نومه وكان معها طعام وفواكه وشراب، وقالت له: إنّ في هذا البيت ثلاث فتيات يردنك أن تحضر إليهنّ، فقال لها: إن شاء الله ولكنّي أريد أن أتناول الطعام، وبعدها سوف آتي إليكم، وعندما أكمل طعامه قام الأصمعي ودخل إلى البيت، فخرجت له واحدة من الفتيات وقالت له: يا عم نحن ثلاث أخوات، وقد قمنا بجمع المال من كل واحدة فينا، واتفقنا على أن تقول كل واحدة بيتًا من الشعر، وأن تأخذ المال صاحبة البيت الأجمل، ونريدك بأن تحكم بيننا، فقال لهم الأصمعي هاتوا ما عندكم، فقالت الأخت الكبرى:

عجبت له أن زار في النوم مضجعي
ولو زارني مستيقضاً كان أعجبا

وقالت الأخت الوسطى

وما زارني في النوم إلا خياله
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا

وقالت الأخت الصغرى:

بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة
ضجيعي ورياه من المسك أطيبا

وعندما أكملت الفتيات، قالوا له: فلتحكم بيننا، من هي التي تستحق كل المال؟، فقال لهم الأصمعي: فلتعطوني قلمًا وورقة، فأحضرو له قلمًا وورقم، فكتب:

أحدث عن خوداً تحدثن مرة
حديث امرئ قاسى الأمور وجرَّبا

ثلاث كبكرات الصباح صباحــــــــــــاً
تملكن قلبـــــــــاً للمشوق معذبــا

خلون وقد نامت عيونـــــــــــاً كثيرة
من الرأي قد أعرضن عمن تجنبـــا

فبحن بما يخفين في داخل الحشا
نعم واتخذن الشعر لهواً وملعبــــــا

فقالت عروباً ذات تيهاً عزيزة
تحدث عن عذب المقالة اشنبا

عجبت له ان زار في النوم مضجعي
ولو زارني مستيقضاً كان اعجبـــــا

فلما انقضى ما خرفت بتضاحكــــــاً
تنفست الوسطى وقالت تطربــــــا

وما زارني في النوم إلا خياله
فقلت له أهلا ً وسهلاً ومرحبا

وأحسنت الصغـــرى وقـــالت مجيبة
بلفظ لها قد كان اشهى وأعذبا

بنفسى وأهلي من أرى كل ليلة
ضجيعي ورياه من المسك أطيبا

ولمّا تدبرت الذي قلن وانبرى
لي الحكم لم اترك لذي اللب معتبا

حكمت لصغراهنّ في الشعـــر أنّني
رأيت الذي قالت إلى الحق أقربــــا

وبعد أن أتمّ الكتابة أعطاهم الورقة لكي يقرأوها، وجلس في مكانه وعندها سمه تصفيقًا شديدًا وتصفيرًا، ومن ثم قام لكي يخرج، فقالت له إحدى الفتيات: انتضر يا أصمعي، فقال لها الأصمعي: وكيف عرفتيني؟، فقالت له لقد غفلنا عن اسمك، ولكنّا لم نغفل عن نظمك، خذ هذا المال فهو لك لحكمك فأخذ المال وغادر.


شارك المقالة: