قصة قصيدة - أعاتب دهـراً لا يلين لناصح

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “أعاتب دهـراً لا يلين لناصح”:

أن هذه القصيدة تبين أحوال العشاق وحياتهم التي يعيشونها ويبين أنها صعبة وشديدة فهذا كله لا يعلم به إلا الله، فإن العاشق لا يهدأ تفكيرهُ لا تنام عينه من كثرة التفكير، فقد يكون غريبًا ووحيدًا بين الناس فيكون في حالة حزن وقلق.

أُعَـاتِــبُ دَهــرَاً لَا يَـلِـيـنُ لِـنَـاصِـحِ
وَأُخفِي الجَوَى فِي القَلبِ وَالدَّمعُ فَاضِحِي

أمَّا عن هذه القصيدة “أعاتب دهـرا لا يلين لناصح” يحكى أن عنترة بن شداد كتبها يبكي ابتعاده وفراقه عن محبوبة عبلة قفد يعاتب الزمن الذي وصفه بالقسوة، وقال عنترة أن الزمن لا ينظر لدموع عيني ولم يرق لحالتي ولا يلين لنصحي، وليس لعنترة بن شداد حيلة إلا كتمان حبه وعشقه داخل قلبه ولكن هذا كله لا ينفع؛ لأن حزنه تفضح ما في عينه ولا يستطيع أن يمسك دموعه من أن تسيل.

وَقَومِي مَعَ الأَيَّامِ عَونٌ عَلَى دَمِي
وَقَــد طَــلَـبُــونِــي بِالـقَـنَــا وَالـصَّـفَـائِــحِ

وفي هذا البيت يصف عنترة حالة ويصفها بأنها تعيسه، وهنا عنترة لم يلم الزمن وحده من ابتعده عن محبوبة عبلة بل صار معه قبيلة بني عبس الذي هو منهم، فكانوا ضد عنترة ويحاربونه بالرماح والسيوف، فكان قومه ومنهم عمه مالك وعمارة والربيع أرادوا إبعاده وإهلاكه.

وَقَـد أَبـعَدُونِـي عَـن حَـبِيـبٍ أُحِـبُّــهُ
فَـصِـرتُ فِـي قَـفــرٍ عَــنِ الإِنـــسِ نَــازِحِ

وهنا في هذا البيت يكمل عنترة عن قومه الذين كانوا يكرهون عنترة ويريدون له الشر والإيذاء وأيضاً سعوا لإبعاده عن معشوقة عبلة التي كان يحبها ويحن عليها، فنجحوا في ذلك وصار حال عنترة كأنه في مكان مهجور بعيدًا عن الناس وعن فسادهم وشرهم، فقد أصبح ميتًا؛ لأن حياته كانت قريبة لمعشوقته عبلة.

وَقَد هَانَ عِندِي بَـذلُ نَفـسٍ عَزِيـزَةٍ
وَلَـو فَـارَقَـتـنِـي مَــا بَـكَـتـهَــا جَـوَارِحِــي

هذا البيت يبين قيمة الحياة عند عنترة، فكان ينظر إليها شيئين أولهما: أنه كان يحب ويعشق أبنتة عمه عبلة، والشئ الثاني: رغبته الشديدة في إثبات نفسه على كل من يقلل من شأنه وقيمة، وبعد أن ابتعد عن معشوقته عبلة فهذا الشيء كان تقليل من قيمته، فصار الجهد عليه سهلاً بعد أن فارق عبلة لدرجة أنه لو فارق روحه لم تبكي عليه بقية أعضاء جسده.

وَأَيـسَـرُ مِـن كَـفِّـي إِذَا مَـا مَـدَدتُهـا
لِـنَـيـــلِ عَــطَـــاءٍ مَـــدُّ عُـنُـقِـــي لِـذَابِـــحِ

فَيـَارَبِّ لَا تَـجـعَــل حَـيَاتِــي مَـذَمَّــةً
وَلَا مَـوتِــي بَـيــــنَ الـنِّسَـــاءِ الـنَّـوَائِـــحِ

وَلَـكِـن قَـتِيـلاً يَــدرُجُ الطَيـرُ حَولَـهُ
وَتَـشـرَبُ غِـربَــانُ الفَــلَا مِــن جَـوَانِحِـي


شارك المقالة: