قصيدة أعيني ألا فابكي عمير بن معبد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أعيني ألا فابكي عمير بن معبد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أعيني ألا فابكي عمير بن معبد “فيروى بأنّ دخنتوس بنت لقيط كانت قد تزوجت عمرو بن عدس، وهو ابن عمها، وعلى الرغم من كبر عمره، إلا أنه قد كان من أكثر القوم شرفًا ومالًا، وكان من الشريفين الكريمين، وكان عمرو بن عدس يحسن معاملتها ولا يبخل عليها بشيء، ولكنّه كان قبيحًا أبرصًا أعرجًا، فكانت تؤذيه وتسمعه ما يكره من الكلام، وكانت تهجوه في الشعر، وفي يوم نام عمرو في حجر دخنتوس، وهي تفلي رأسه وتهمهم، فغفي وسال لعابه عليها، وكان في لحظتها بين النائم واليقظ، وانتبه إلى ذلك ورفع رأسه، فوجدها تتأفف منه، فقال لها: أيسرك أن أطلقك؟، فقالت له: نعم، فطلقها.

ومن بعد أن تطلقت دخنتوس من عمرو بن عدس تزوجت من ابن عمها ويدعى عمير بن معبد بن زرارة، وكان على العكس من عمرو شابًا، وكان يفتخر بشجاعته طوال الوقت، وكان يطيل في نومه، وإذا أتته زوجته تريد أن توقظه، يقول لها: إن كان سبب إيقاظك لي غادية أو غزوة سأفيق من النوم، وإن لم يكن كذلك لن أفيق.

وفي يوم أغار عليهم بني بكر بن وائل، وكان وقتها عمير نائمًا يشخر، فذهب إليه تريد أن توقظه من النوم، وقالت له: الغارة الغارة والغزو الغزو يا عمير، وعندما سمع عمير بخبر الغزو، بقي في مكانه ولم يستطع التحرك من الخوف، وبينما هو في مكانه أتاه أحد فرسان بني بكر بن وائل وقتله فأصبح المنزوف ضرطًا، وقد ضرب فيه المثل في الجبن، فقد كان العرب يقولون: أجبن من المنزوف ضرطًا.

وفي هذه الغزوة أخذ بنو بكر بن وائل دخنتوس سبية، فلحق بها فرسان بني تميم، وكان منهم زوجها الأول عمرو بن عدس، وعندما أدركوهم قاتلوهم حتى هزموهم، فطلب عمرو بن عدس منهم أن يردوها فرفضوا ذلك، فقام وقتل ثلاثة منهم، ومن ثم طلب منهم أن يطلقوا سراح دخنتوس، وعندما فعلوا أوقفها أمامه، وقال لها: أي زوجيك أفضل الشاب العظيم الفيشة، أم من يأتي عدوه سيرًا، وأعادها إلى قومها، وعندما عادت إلى قومها رثت عمير بن معبد بن زارة قائلة:

أَعَيْني أَلا فابْكِي عُمَيْرَ بن مَعْبَد
وكانَ ضَرُوباً باليَدَيْنِ وباليَدِ


شارك المقالة: