قصيدة - أفنى الشباب الذي فارقت بهجته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ” أفنى الشباب الذي فارقت بهجته “:

أمَّا عن أبو الأسود الدؤلي: فهو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي ولد عام ستة عشر قبل الهجرة وتوفي عام تسعة وستون للهجرة، ويعدُّ أبو الأسود الدؤلي من كبار التابعين وفقائهم وواحد من أكبر شعرائهم، وقد تعارف عنه أنّه من دهاة العرب فقد كان جوابه حاضرَا، وهو كذلك واحد من كبار علماء النحو فهو الذي شّكل أحرف القرآن الكريم، وهو الذي وضع النقاط على الأحرف عندما أمره علي بن أب طالب بذلك، ويعتبر أبو الأسود الدؤلي من التابعين على الرّغم من أنّه قد ولد قبل بعثة سيدنا محمد لأنه لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد صحب أبو الأسود الدؤلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان من أكبر محبينه فقد أحبه حبًا كبيرًا، والذي قد أخذ عليه بعد وفاة علي بن أبي طالب، فقد عاداه الكثير، وقد قام علي بن أب طالب بوضعه واليًا على البصرة، وقاتل في معركة صفين والجمل، وشارك أيضًا في قتال الخوارج.

وقد لقِّب أبو الأسود الدؤلي بملك النحو وذلك لأنّه هو الذي وضع علم النحو، فقد قام بوضع قواعد للنحو، ووضع بابًا للمفعول به وبابًا للفاعل والمضاف ووضع حروف النصب والرفع، وقد قام الذهبي بوصفه في ترجمة له في كتابه سير أعلام النبلاء، وقال فيه أنّه من وجوه أصحاب سيدنا علي وأكملهم عقلًا، فقيها، شاعرًا، محدثًا، فارسًا، داهية، حاضر الجواب.

وأمَّا عن مناسبة قصيدة ” أفنى الشباب الذي فارقت بهجته ” ففي يوم قام أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان بطلب أبو الأسود إلى مجلسه، فلبّى أبو الأسود دعوته،وعندما دخل أبو الأسود على معاوية، فقال له معاوية مازحًا: لقد أصبحت جميلًا يا أبا الأسود، أرى أنّه يجب عليك أن تضع تميمة لتبعد عن نفسك العين، فردّ عليه أبو الأسود من فوره قائلًا:

أَفْنَى الشَّبَابَ الَّذي فارَقتُ بَهجَتَهُ
كَرُّ الجَديدَينِ مِنْ آتٍ وَمُنْطَلِقِ

لَمْ يَتْرُكا ليَ في طولِ اِختِلافِهِما
شَيْئاً أَخَافُ عَليهِ لَذعَةَ الحَدَقِ

قَد كُنْتُ أَرتَاعُ لِلبَيْضَاءِ أَنظُرُها
في شَعرِ رَأسي وَقَد أَيْقَنتُ بِالبَلَقِ

وَالآنَ حِينَ خَضَبْتُ الرَّأسَ فَارَقَني
مَا كُنْتُ أَلتَذُّ مِنْ عَيْشي وَمِنْ خُلُقي .!!


شارك المقالة: