ما لا تعرف عن قصيدة “أقول لها وقد طارت شعاعاً”
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة قطري بن الفجاءة: فهو جعونة ابن مازن التميمي، ولد في القرن السابع يكنى أبو محمد وقيل أيضاً يكنى أبو نعامة، فهو شاعرًا من شعراء العصر الأموي فيعد فارسًا من فرسانها، ويعدّ أحد رؤس الخوارج، كان قطري يقاتل ويأخذ الخلافة لأكثر من ثلاث عشر سنة.
كان قطري في بداياته من الموالين للأمويين ولكنه بعد ذلك انشق عنهم وثار على مصعب بن الزبير وأخذ مذهب الأزارقة بدلاً منهم، وهم من الخوارج لخروجهم عن إمارة الأمويين، وأخذ يقاتلهم، وكان يعتقد بأن المخالفين له هم مشركون ويجب عليه قتلهم، هم ونسائهم وأطفالهم، وقام عبدالله بن الزبير بإرسال الجيوش لهم لكنهم هزموهم جميعهم.
وكان قطري بن فجاءة كثير التغزل في شعره بامرأة تدعى أم حكيم وهي إمرأة من الخوارج كانت معروفة بشجاعتها وتدينها وجمالها عند قبيلتها، وقد قتلت أم حكيم في المعركة بين يدي قطري، وقال فيها الكثير من الأشعار، كقوله:
لعمرك، إني في الحياة لزاهد
و في العيش، ما لم ألق أم حكيم
وقال فيها أيضًا:
وهنا في هذا البيت يقول الشاعر أن النفس قد غادر مفارقًا من خوف الأبطال ويحك لا تفزعي ولا تخافي ولكن شجاعتي وصبري يفوق كل شيء.
فإنك لو سألت بقاء يوم
على الأجل الذي لك لن تطاعي
وفي هذا البيت يقول الشاعر إذا النفس طلبت أن يعطيها المجال في أجلها زيادة عن قدر المستطاع المسمّى لها لا يحب أن يجاب لها ما طلبت.
فصبراً في مجال الموت صبرا
فما نيل الخلود بمستطاع
ولا ثوب البقاء بثوب عز
فيطوى عن أخي الخنع اليراع
يقصد الشاعر بكلمة “أخي الخنع” معناها الذليل وكلمة “اليراع” هنا يقصد بها الرجل الجبان الذي لا قلب له، يقصد هنا بهذا االبيت أن الرجل الجبان يبقى جبان حتى لو لبس ثوب الغز والشرف.
سبيل الموت غاية كل حي
فداعيه لأهل الأرض داعي
يقول الشاعر في هذا البيت بكلمة “غاية كل حي” يقصد بهذا الكلام أنه لا بد لكل واحد حي حتى وأن طال عمره من سلوك سبيل الموت.