قصيدة ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل” فيروى بأنّ رجل من الحارثيين ورجل من العقيليين اجتمعا عند جارية لشعيب بن صامت الحارثي، وأخذا يتحدثان إليها، فمالت الجارية إلى العقيلي، فتخانق الرجلان، حتى خنق العقيلي الحارثي وصرعه، ثم افترقا، فجاء العقيليون إلى الحارثيون فحكموهم فوهبوا لهم، ومن ثم بلغهم بيت قيل، وهو:

ألم تسال العبد الزيادي ما رأى
بصمعر والعبد الزيادي قـائم

فغضب الحارثي، فقام في طلب العقيلي حتى أدركه، وقام بقتله، فقام الحارثيون إلى العقيليين، فحكموهم ووهبوا لهم، ومن بعد ذلك لقي العقيليون أحد رجال بني حارث فعذبوه طويلًا ثم أفلتوه، فقد ذهب إلى جعفر يشتكي له ويتوجع قائلًا:

أبا عارم كيف اغتررت ولم تكـن
تغر إذا ما كان أمـر تـحـاذره

فلا صلح حتى يخفق السيف خفقة
بكف فتى جرت عليه جـرائره

فخرج جعفر بن علبة في غارة على بني عقيل، وكان معه جماعة من قومه، وعندما علم بنو عقيل بخبر هذه الغارة، جهزوا لهم، وخرجوا في طلبه هو ومن معه، وافترقوا عليهم في الطريق، وقاموا بوضع الفرسان لهم على كل مضيق من المضايق، فكان جعفر بن علبة ومن معه كلما أفلتوا من جماعة من بني عقيل، لقيتهم جماعة أخرى، حتى انتهى هو ومن معه إلى بلاد نهد، فرجع بنو عقيل عنهم، وكانوا قد قتلوا منهم ما قتلوا، فقال جعفر في خبر ذلك اليوم:

ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل
إذا لم أعذب أن يجيء حمامـيا

تركت بأعلى سحبل ومضـيقـه
مراق دم لا يبرح الدهر ثـاويا

شفيت به غيظي وجرب موطني
وكان سناء آخر الدهر بـاقـيا

أرادوا ليثنوني فقلت تجـنـبـوا
طريقي فمالي حاجة من ورائيا

فدى لبني عم أجابوا لدعـوتـي
شفوا من القرعاء عمي وخاليا

كأن بني القرعاء يوم لقيتـهـم
فراخ القطا لاقين صقراً يمانيا

تركناهم صرعى كان ضجيجهم
ضجيج دباري اليب لاقت مداويا

أقول وقد أجلت من اليوم عركة
ليبك العقيليين من كان بـاكـيا

ومن بعد ذلك قام بنو عقيل بالذهاب إلى سري بن عبدالله الهاشمي وهو عامل مكة، فأرسل إلى علبة بن ربيعة وهو والد جعفر، وأخذه بهم، وقام بحبسه، فاضطر جعفر ومن معه أن يعودوا إلى مكة ويسلموا أنفسهم له، وقاموا بقتل جعفر بن علبة، لأنّه قام بقتل واحد من أصحابهم، وأفلت علي بن جعدب من الحبس، ومات النضر بسبب جراحه.


شارك المقالة: