قصة قصيدة “ألا من يشتري سهرا بنوم”:
عندما تفرق بني حِمْيّرٌ عن ملكهم حسان، كان ذلك بسبب بغي حسان وتكبره عليهم، وكان أسلوبة في معاملتهم سيء للغاية، فبعد أن رأووا هذه المعاملة منه لم يستطيعوا تحمل هذا الوضع، فقامت قبيلة حِمْيّرٌ بتحريض أخيه عمرو على حسان، كان حسان يعلم بتغير أخيه عليه، قدمت حِمْيّرٌ خيارين لعمرو للتعامل مع أخيه، كانت الأولى بأن يقتل أخاه حسان، وأما الخيار الثاني كان بأن تثور عليهم القبيلة وفي هذه الحالة كان من الممكن أن يقتل عمرو في هذه الحالة فقبل عمرو بالخيار الأول وقرر أن يقتل أخاه، وقام باستشارة مستشاريه في هذا الأمر فشجعوه على ذلك، ووافقه عليه، ولم ينصحه بعدم فعلها إلا رجل واحد يدعى (ذو رعين الحميري)، ولكن عمرو لم يستمع لكلامه ولم يهتم لأمره وجاء ذو رعين كتب لعمرو بعض من الكلمات ووضعها في ورقه وختم عليها وأحكم اغلاقها، وأيضاً طلب من عمروا بأن يحافظ عليها ويضعها في خزانتهِ وطلب منه عدم فتحها لحين يأتي الوقت الذي يقول له فيه بأن يقرأها.
وبعدها قام عمرو بقتل أخيه حسان ومن ثم تولى حكم حِمْيّرٌ من بعد ذلك، بعد ذلك شعر عمرو بالألم ولم يذق طعم الراحة وبقى ضميره يؤنبه ولم يستطيع النوم كلما ذهب الى فراشه، وحاول أن يجد من يستطيع أن يعالجه ممّا هو فيه من ألم وتأنيب ضمير وسهر وتعب، وجاء عليه بعض من الحكماء وقالوا له أنه من قتل أخاه أو قريباً له إلا وحرم عليه النوم ويبقى بالتعب والسهر وتعذيب الضمير ويذق طعم الامرين، وبعد ما سمعه عمرو من الحكماء قرر بأن يقتل كل من اقنعه بقتل أخيه حسان من مستشاريه ومن زعماء حِمْيّرٌ انتقاماً منهم بسبب اقناعهم بقتل حسان، وبعد ذلك جاء عليه ذو رعين وقال له أيها الملك الكريم القوي: تذكر أنني نصحتك ونيهتك ولكنك لم تسمع كلامي وقد حاولت أن أوقفك عن الكلام ولكنك لم تستمع لي، وأمنتك على الرسالة وهذه الكلمات تثبت صحة قولي ولما جاء عمرو بالصحيفة قرأها ووجد فيها المكتوب
ألا مَنْ يَشْـتَـرِي سَهَـراً بنَـوْم
سَعِـيْدٌ مَنْ يَبـيتُ قريـرَ عَيْنِ
فأمـا حِمْـيَرٌ غَدَرَتْ وَخَـانَتْ
فَمَـعْـذِرَةُ الإِلهِ لِذِيْ رُعَـيْنِ