قصيدة - ألا هل أتت أنباؤنا أهل مأرب

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر سلامة بن جندل:

هو سلامة بن جندل بن عبد عمرو، أبو مالك، من بني كعب بن سعد التميمي، وهو من الشعراء الجاهليين، ويعتبر أحد فرسان بني تميم، اشتهر بوصف الخيل في شعره وقد برع في ذلك، وله أخ كان من فرسان بني تميم أيضًا ويدعى أحمر بن جندل، له الكثير من القصائد في المدح، والفخر.

قصة قصيدة “ألا هل أتت أنباؤنا أهل مأرب”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا هل أتت أنباؤنا أهل مأرب” فيروى بأنّه كان هنالك يوم من أيام العرب في الجاهلية ويدعى يوم ملزق، وقد كان لبني تميم ضد تسعة من القبائل وهم قبيلة بني عامر، وقبيلة بني عبس، وقبيلة طيء، وقبيلة تغلب، وقبيل بكر بن وائل، وقبيلة الحارث، وقبيلة إياد، وقبيلة بني كلب، وقبيلة بني أسد، وكان يومها بنو تميم بقيادة سلامة بن الجندل، فكانوا يأتون هذه القبائل قبيلة قبيلة، فيقتلونهم وينفونهم عن بلادهم، وكان آخر من أتوهم بني تميم هم بني عبس، فقتلوهم أيضًا ونفوهم عن بلادهم، وقد كانت واقعة يوم ملزق واقعة عظيمة، ويعد هذا اليوم من أشد أيام العرب في أيام الجاهلية، وقد قال سلامة بن جندل في خبر هذا اليوم:

أَلا هَل أَتَت أَنباؤُنا أَهلَ مَأرِبٍ
كَما قَد أَتَت أَهلَ الدَنا وَالخَوَرنَقِ

بِأَنّا مَنَعنا بِالفَروقِ نِساءَنا
وَنَحنُ قَتَلنا مَن أَتانا بِمُلزَقِ

تُبَلِّغُهُم عيسُ الرِكابِ وَشومُها
فَريقَي مَعَدٍّ مِن تَهامٍ وَمُعرِقِ

وَمَوقِفُنا في غَيرِ دارِ تَئِيَّةٍ
وَمُلحَقُنا بِالعارِضِ المُتَأَلِّقِ

إِذا ما عَلَونا ظَهرَ نَشزٍ كَأَنَّما
عَلى الهامِ مِنّا قَيضُ بَيضٍ مُفَلَّقِ

مِنَ الحُمسِ إِذ جاؤوا إِلَينا بِجَمعِهِم
غَداةَ لَقيناهُم بِجَأواءَ فَيلَقِ

كَأَنَّ النَعامَ باضَ فَوقَ رُؤوسِهِم
بِنَهيِ القِذافِ أَو بِنَهيِ مُخَفِّقِ

ضَمَمنا عَلَيهِم حافَتَيهِم بِصادِقٍ
مِنَ الطَعنِ حَتّى أَزمَعوا بِتَفَرُّقِ

كَأَنَّ مُناخاً مِن قُيونٍ وَمَنزِلاً
بِحَيثُ اِلتَقَينا مِن أَكُفٍّ وَأَسؤُقِ

كَأَنَّهُمُ كانوا ظِباءً بِصَفصَفٍ
أَفاءَت عَليهِم غَبيَةٌ ذاتُ مَصدَقِ

كَأَنَّ اِختِلاءَ المَشرَفيِّ رُؤوسَهُم
هَويُّ جَنوبٍ في يَبيسٍ مُحَرَّقِ

لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ دونَهُم
وَلَم يَنجُ إِلّا كُلُّ جَرداءَ خَيفَقِ

وَمُستَوعِبٍ في الجَريِ فَضلَ عِنانِهِ
كَمَرِّ الغَزالِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ

فَأَلقَوا لَنا أَرسانَ كُلِّ نَجيبَةٍ
وَسابِغَةٍ كَأَنَّها مَتنُ خِرنِقِ

مُداخَلَةٍ مِن نَسجِ داوُدَ سَكُّها
كَحَبِّ الجَنى مِن أَبلَمٍ مُتَفَلِّقِ

فَمَن يَكُ ذا ثَوبٍ تَنَلهُ رِماحُنا
وَمَن يَكُ عُرياناً يُوائِل فَيَسبِقِ

وَمَن يَدَعوا فينا يُعاشُ بِبيسَةٍ
وَمَن لا يُغالوا بِالرَغائِبِ نُعتِقِ

وَأُمُّ بَحيرٍ في تَمارُسِ بَينِنا
مَتى تَأتِها الأَنباءُ تَخمِش وَتَحلِقِ

تَرَكنا بَحيراً حَيثُ أَزحَفَ جَدُّهُ
وَفينا فِراسٌ عانِياً غَيرَ مُطلَقِ

وَلَولا سَوادُ اللَيلِ ما آبَ عامِرٌ
إِلى جَعفَرٍ سِربالُهُ لَم يُخَرَّقِ

بِضَربٍ تَظَلُّ الطَيرُ فيهِ جَوانِحاً
وَطَعنٍ كَأَفواهِ المَزادِ المُفَتَّقِ

فَعِزَّتُنا لَيسَت بِشِعبٍ بِحَرَّةٍ
وَلَكِنَّها بَحرٌ بِصَحراءَ فَيهَقِ

عَجِلتُم عَلَينا حِجَّتَينِ عَلَيكُم
وَما يَشَأِ الرَحمَنُ يَعقِد وَيُطلِقِ

هُوَ الكاسِرُ العَظمَ الأَمينَ وَما يَشَأ
مِنَ الأَمرِ يَجمَع بَينَهُ وَيُفَرِّقِ


شارك المقالة: