قصيدة ألا يا لهف لو شهدت قناتي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا يا لهف لو شهدت قناتي:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا يا لهف لو شهدت قناتي” فيروى بأن الأفوه الأوديفي يوم قام بتوجيه غارة على قبيلة عامر بن صعصعة وهم في نجد، وكان ذلك بسبب دم كان بينه وبينهم، وقد كان ينوي أن يسير هو بالغارة، ولكنّه مرض مرضًا شديدًا منعه عن ذلك، فأمر أن يقوم زيد بن الحارث الأودي بقيادتها، وأقام هو في الديار حتى أفاق من مرضه، بينما مضى زيد بن الحارث إلى قبيلة عامر بن صعصعة ولقيهم في منطقة تدعى تضارع، وبينما هم يتقاتلون، جاءت قبيلة بنو كلاب وكان عليهم عوف بن الأحوص يريدون قتال بني عامر.

فقال بنو عامر لبني أود: قاتلوا معنا وما أخذنا كان لنا ولكم، فقال لهم رجال بني أود: والله لن نقاتل معكم حتى نأخذ بثأرنا منكم، وكان رجل من بني أود قد أصيب وقتل في هذا اليوم، فقام أخوه وهو أحد كبار رجال بني أود، وقال: يا بني أود والله إني آخذ بثأري وإلا سوف أتنحى عن سيفي، فاقتتل قبيلة أود وقبيلة بني عامر، حتى انتصر بنو أود، وأصابوا منهم غنائمًا كثيرة، وأنشد الأفوه الأودي يفخر على قوم بني عامر، وقد أدرك ثأره لا وبل زاد عنه قائلًا:

ألا يا لَهْفَ لو شَهِدَتْ قَناتي
قبائلَ عامرٍ يومَ الصَّبِيبِ

غَداةَ تجمَّعَتْ كعبٌ عَلينا
جَلائبَ بينَ أبناءِ الحَرِيبِ

فلمّا أنْ رأَوْنا في وَغاها
كآسادِ العَرينَةِ والحَجِيب

تَداعَوْا ثمَّ مالوا في ذُراها
كفعلِ مُعانِتٍ أَمْنَ الرَّجِيبِ

وقال أيضاً:

وطارُوا كالنَّعامِ بِبَطْنِ قَوٍّ
مُواءَلةً على حَذَرِ الرَّقيبِ

مَنَعْنا الغِيلَ ممَّن حَلَّ فيهِ
إلى بطنِ الجَريبِ إلى الكَثيبِ

وخيلٍ عالكاتِ اللُّجْمِ فينا
كأنَّ كُماتَها أُسْدُ الضَّريبِ

وجُرْدٍ جَمْعُها بِيضٌ خِفافٌ
على جَنْبَيْ: تُضارعَ فاللَّهيبِ

هُمُ سَدُّوا عليكُم بطْنَ نَجدٍ
وضَرّاتِ الجُبابَةِ والـهَضِيبِ

قَتلنا منهُمُ أَسْلافَ صِدْقٍ
وأُبْنا بالأُسارَى والقَعِيبِ

وبعد أن انتهى القتال بين قبيلة بني أود وقبيلة عامر بن صعصعة، طالب بنو عامر بديات من قد قتلوا في هذا اليوم، فقام الأفوه الأودي بإعطائهم الديات عن من قتلوا، وتصالحت القبيلتان.


شارك المقالة: