قصيدة - ألم تلمم على الدمن الخوالي

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر لبيد بن ربيعة:

هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك، من قبيلة هوازن، ولد في نجد في الجزيرة العربية في عام خمسمائة وستون ميلادي، ويعد أحد الشعراء الجاهليين، وقد مدح لبيد الكثير من الملوك الغساسنة، وقد أدرك لبيد الإسلام وأسلم، واعتزل الشعر من بعد إسلامه، توفي في عهد معاوية بن أبي سفيان في عام ستمائة وستون ميلادي.

ويعد لبيد من الشعراء المجيدين، وكان أيضًا من الفرسان المشهورين، واعتبره البعض من الطبقة الثالثة من الشعراء، وقد قارنوه بالنابغة الذبياني والهذلاني،

قصة قصيدة “ألم تلمم على الدمن الخوالي”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألم تلمم على الدمن الخوالي” فيروى بأنّه في يوم كان لبيد بن ربيعة على باب النعمان بن منذر، وكان معه النابغة الذبياني، فطلب من النابغة أن ينشده بعضًا من شعره، قأنشده لبيد، قائلًا:

أَلَم تُلمِم عَلى الدِمَنِ الخَوالي
لِسَلمى بِالمَذانِبِ فَالقُفالِ

فَجَنبَي صَوأَرٍ فَنِعافِ قَوٍّ
خَوالِدَ ما تَحَدَّثُ بِالزَوالِ

تَحَمَّلَ أَهلُها إِلّا عِراراً
وَعَزفاً بَعدَ أَحياءٍ حِلالِ

وَخَيطاً مِن خَواضِبَ مُؤلِفاتٍ
كَأَنَّ رِئالَها أُرقُ الإِفالِ

تَحَمَّلَ أَهلُها وَأَجَدَّ فيها
نِعاجُ الصَيفِ أَخبِيَةَ الظِلالِ

وَقَفتُ بِهِنَّ حَتّى قالَ صَحبي
جَزِعتَ وَلَيسَ ذَلِكَ بِالنَوالِ

وعندما انتهى من قول الشعر، قال له النابغة: إنّك أشعر بني عامر، زد علي من شعرك، فأنشد لبيد قائلًا:

طَلَلٌ لِخَولَةَ بِالرَسيسِ قَديمُ
فَبِعاقِلٍ فَالأَنعَمينِ رُسومُ

فَكَأَنَّ مَعروفَ الدِيارِ بِقادِمٍ
فَبُراقِ غَولٍ فَالرِجامِ وُشومُ

أَو مَذهَبٌ جَدَدٌ عَلى أَلواحِهِنّ
الناطِقُ المَبروزُ وَالمَختومُ

دِمَنٌ تَلاعَبَتِ الرِياحُ بِرَسمِها
حَتّى تَنَكَّرَ نُؤيُها المَهدومُ

أَضحَت مُعَطَّلَةً وَأَصبَحَ أَهلُها
ظَعَنوا وَلَكِنَّ الفُؤادَ سَقيمُ

فَكَأَنَّ ظُعنَ الحَيِّ لَمّا أَشرَفَت
بِالآلِ وَاِرتَفَعَت بِهِنَّ حُزومُ

فقال له النابغة الذبياني: إنّك أشعر بني هوازن، زد علي من شعرك،فأنشده لبيد قائلًا:

عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها

فَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُها
خَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهدِ أَنيسِها
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُها وَحَرامُها

رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها
وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها

مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ
وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها

فَعَلا فُروعُ الأَيهُقانِ وَأَطفَلَت
بِالجَهلَتَينِ ظِبائُها وَنَعامُها

فقال له النابغة: أشهد بأنّك أشعر العرب.


شارك المقالة: